الأربعاء 24 أبريل 2024 الموافق 15 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
سياسة

هل يعكر كوب شاي مسموم العلاقات الألمانية الروسية؟

الرئيس نيوز

ربما تعتمد عائلة أليكسي نافالني على الألمان لإنقاذ حياة زعيم المعارضة الروسية، ولكن إذا كانوا يتوقعون أن تساعدهم المستشارة ميركل في الحصول له على العدالة، فهذا ما استبعدته مجلة بوليتيكو الأمريكية. فبينما كان نافالني مستلقيًا في غيبوبة بمستشفى شاريتيه في برلين، أدلت أنجيلا ميركل بتصريحات أمام حشد من مؤيديها على مقربة من المستشفى  عكست استراتيجيتها تجاه روسيا على مر السنين. وقال الزعيمة الألمانية: "لا أعتقد أننا بحاجة إلى تغيير سياستنا تجاه روسيا، سوف نسير في نفس الخط المستقيم، الذي نراه كخط متصل."
إلا أن منتقدي المستشارة يقولون إن الاستمرارية هي المشكلة الحقيقية على وجه التحديد. في مواجهة اعتداءات روسية لا حصر لها في السنوات الأخيرة - من ضم شبه جزيرة القرم إلى اغتيال أحد المتمردين الشيشان في وضح النهار في وسط برلين - شددت ميركل مرارًا وتكرارًا على أهمية انخراط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الحوار. وكررت نفس الخطاب خلال مؤتمرها الصحفي يوم الجمعة.
وأصرت قائلة: "يجب أن نواصل الحديث مع روسيا".
ويعتبر شركاء ميركل الأمريكيون والعديد من الأوروبيين الدعوة الألمانية إلى الحوار مع بوتين متسقة تمامًا مع المصالح التجارية المتبادلة بين البلدين وتعبيرًا ملطفًا عنها، وعلى الأخص مشروع خط أنابيب غاز البلطيق المعروف باسم نورد ستريم 2. وتعارض الولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية بناء خط الأنابيب، والذي يعتبرونه بمثابة مكافأة لروسيا على سوء السلوك.
عندما سئلت عما إذا كانت قضية نافالني قد تقدم سبباً لتعليق العمل بمشروع نورد ستريم 2، الذي أوشك على الانتهاء لكن العقوبات الأمريكية أفسدته، اعترضت ميركل.
وقالت ميركل إن الظروف المحيطة بالتسمم المحتمل تحتاج إلى تحقيق كامل والكشف عنها. وقالت إن قضية نافالني "يجب فصلها" عن مناقشة أي خطوات تالية بمشروع نورد ستريم 2. ولم يتغير موقف المستشارة حيال خط الأنابيب، والذي وصفته بأنه "مشروع عمل". وقالت ميركل: "نورد ستريم 2 يجب أن يكتمل".
إن موقف برلين من المشروع، وحول روسيا بشكل عام، يحير العديد من شركائها، وخاصة دول البلطيق، التي لا تزال عرضة لعدوان موسكو.
قال وزير خارجية لاتفيا إدجار رينكوفيس لمجلة بوليتيكو: "من المستحيل تحديد سلة واحدة لقضايا الأعمال والاقتصاد وسلة منفصلة للقضايا السياسية عند التعامل مع روسيا، يمكنك محاولة القيام بذلك، لكن الجانب الآخر لا ينظر إلى العالم بهذه الطريقة."
إن سياسة ألمانيا الحالية تجاه روسيا متجذرة في إستراتيجية حقبة الحرب الباردة المعروفة باسم سياسة أوستبوليتيك. وسعت هذه السياسة، التي اتبعها لأول مرة المستشار ويلي برانت في السبعينيات، إلى اجتذاب الاتحاد السوفيتي السابق من خلال التبادل التجاري والثقافي، وهي استراتيجية يعتقد العديد من الألمان أنها ساعدت في إنهاء الحرب الباردة وتمهيد الطريق لإعادة توحيد ألمانيا. وهذه التجربة متأصلة في الوعي الجماعي لألمانيا إلى درجة أن سياسة الحكومة ذات الباب المفتوح تجاه روسيا تحظى بدعم واسع عبر الطيف السياسي. لكن العديد من المراقبين أعربوا عن القلق من أن الألمان لا يزالون عالقين في الماضي.
قال دانيال إس هاملتون، الدبلوماسي الأمريكي السابق: "إن الفكرة الألمانية لم تكن دائمًا بحاجة إلى الطاقة فحسب، ولكن بطريقة ما من خلال إنشاء هذه العلاقات المتبادلة مع روسيا، ستساعد في تحديث البلاد". ويعتقد هاملتون أن المزاج الأوروبي مختلف بالتأكيد. لكن المشروع الألماني مستمر، وأنه لم يتم إعادة التفكير في دبلوماسية مختلفة تجاه موسكو".