الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

بدأت باحتكاك المقاتلات.. نذر حرب في شرق المتوسط بين تركيا واليونان

الرئيس نيوز

دفعت الممارسات التركية غير المسؤولة في منطقة شرق المتوسط الغنية بالاكتشافات الغازية والنفطية، إلى عسكرة تلك المنطقة وتحويلها إلى ساحة نزال بدلًا من أن تكون ساحة للتعاون المشترك، ففي الوقت الذي فعلت اليونان وفرنسا اتفاقية دفاع مشترك من المقرر أن يكون شرق المتوسط نقطة تفعيله، اعترضت مقاتلات تركية، الخميس الماضي، 6 مقاتلات يونانية من طراز (إف16)، انطلقت من جزيرة كريت اليونانية وكانت في طريقها إلى قبرص، التي تنظم هي الأخرى مناورات مشتركة مع 3 دول هي (اليونان وإيطاليا وفرنسا) في شرق المتوسط في محاولة لكبح جماح أردوغان.
وأثارت تحركات فرنسا غضب أنقرة، التي قالت على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية، حامي أقصوي، إن إرسال طائرات عسكرية فرنسية إلى الشطر اليوناني من قبرص يخالف المعاهدات الخاصة بالسيطرة على الجزيرة وإدارتها بعد الاستقلال عن بريطانيا في 1960، وتابع: "الموقف الفرنسي يشجع اليونان وقبرص بشكل خطير على تصعيد التوتر في المنطقة".
ونقلت شبكة "إيه بي سي نيوز" الإخبارية الأمريكية، الأسبوع الماضي، تصريحات مسؤولين يونانيين، أن الإمارات تعتزم إرسال طائرات حربية لجزيرة كريت جنوبي البلاد للمشاركة في تدريبات عسكرية مع القوات الجوية اليونانية، وأنهم يتوقعون وصول ما بين طائرتين إلى 4 طائرات إماراتية إلى قاعدة "سودا البحرية" خلال عطلة نهاية الأسبوع.
أوضح المسؤولون أن هذه الطائرات سوف تُجري تدريبات ومناورات مشتركة مع القوات الجوية اليونانية، ومن المقرر أن تكون منطقة شرق المتوسط مكان تلك المناورات، الأمر الذي فسر أنه محاولة لإنشاء تكتل جديد في تلك المنطقة لمواجهة أطماع أردوغان.

رد تركي 

ويبدو أن تركيا مصرة على التصعيد، إذ أعلنت البحرية التركية الخميس في حلقة جديدة من سلسلة التدريبات العسكرية التي أججت التوتر مع اليونان، أنه ابتداءً من شهر سبتمبر المقبل، سوف تبدأ تركيا تدريبات تتضمن إطلاق النار في شرق البحر المتوسط قبالة ساحل الإسكندرونة الواقعة إلى الشمال الشرقي من قبرص.
وقالت البحرية التركية إن التدريبات ستبدأ في أول يومين من شهر سبتمبر المقبل، كما أعلنت تركيا تمديد مهمة سفينة المسح السيزمي في منطقة محل نزاع مع اليونان؛ إذ يختلف البلدان على أحقيتهما في الموارد النفطية المحتملة بناء على تعارض وجهات نظرهما حول مدى الرصيف القاري للبلدين في منطقة تنتشر في أغلبها جزر يونانية.

محاولة للتهدئة

بدورها، دعت ألمانيا، إلى وقف المناورات البحرية في شرق المتوسط لإفساح المجال أمام بدء محادثات بين اليونان وتركيا اللتين تتنازعان حول موارد الغاز وترسيم الحدود البحرية، وقال وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، الذي حاول القيام بوساطة بين الطرفين، للصحفيين: "نحن في حاجة إلى حل دبلوماسي لهذا النزاع، الشروط المسبقة لهذه المحادثات هي أن تتوقف هذه المناورات في شرق المتوسط، مضيفًا: "بالتأكيد لن تجلس الأطراف إلى الطاولة عندما تكون السفن الحربية قبالة بعضها البعض في شرق المتوسط".
وعبر الاتحاد الأوروبي عن غضبه إزاء إرسال تركيا سفنا للقيام بأعمال تنقيب عن الغاز في مياه تطالب بها اليونان. وفرض التكتل في وقت سابق هذا العام عقوبات على مواطنين أتراك لعلاقتهما بالأنشطة.
من جانبه، أكَّد المفوض السامي للعلاقات الخارجية وسياسات الأمن في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أن على تركيا تجنب التصرف بشكل أحادي في خلافاتها مع اليونان في منطقة شرق المتوسط، وجاءت تصريحات جوزيب بوريل، على هامش الاجتماع غير الرسمي لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في العاصمة الألمانية برلين، أمس الجمعة، حيث حذر تركيا من التصرفات الأحادية في الخلافات التي تشهدها منطقة شرق المتوسط، في ظل التوترات المشتعلة مع جارتها اليونانية.
لوح بوريل بطبيعة العقوبات التي قد يتم توقيعها على أنقرة، وقال: "ربما تشمل السفن التابعة لتركيا، بالإضافة إلى قائمة من الأسماء من ذوي الصلة بأعمال التنقيب، وقد تتطور إلى عقوبات اقتصادية".

احتمالات الصدام 

يقول الباحث في الشؤون التركية، أشرف سالم، إن الحشد والحشد المضاد ربما يعزز من فرضية الصدام، فتركيا من جهة تحشد عسكريًا في شرق المتوسط؛ لحماية سفن التنقيب التي أرسلتها إلى تلك المنطقة بشكل غير قانوني، في حين فعلت اليونان وفرنسا اتفاقًا للدفاع المشترك بينهما، كما اتفقت أثينا على عقد مناورات بحرية مع (قبرص وإيطاليا وفرنسا والإمارات).
وأضاف في تصريحات لـ"الرئيس نيوز": "المتابع لطبيعة تفكير أردوغان يراه متهورًا، وربما يفجر فتيل الصراع في أي لحظة، حتى وإن كان يدرك أن الكفة ليست في صالحه، ولكنه يمضي قدمًا وفق نظرية هدم المعبد إذ ما استشعر خروجه خالي الوفاض".  
رجح سالم أن تلعب ألمانيا مع أمريكا دورًا في تهدئة الصراع في شرق المتوسط، لكنه أردف قائلًا: "لا حلول جذرية للأزمة، فقط تهدئة لمنع الصدام؛ فخلاف تركيا واليونان حول تحديد مناطق الجرف القاري، ولا أتوقع تنازل أي منهما عن تصوراته لقياس هذا الجرف اللهم إلا إذا ارتضت الدولتان بالتحكيم الأممي، وهذا أيضًا مستبعد".

صراع المقاتلات

وقبل نحو أسبوع قالت اليونان إن احتكاكًا بين بحرية تركية وأخرى يونانية وقعت في شرق المتوسط، وأمس الجمعة قالت وزارة الدفاع التركية، إن مقاتلاتها اعتراضت 6 طائرات حربية يونانية من طراز “إف 16″، وإبعادتها عن منطقة إخطار “نافتكس” التركية شرقي المتوسط.
أوضحت الوزارة، أن أنظمة الرادار للقوات الجوية التركية كشفت أمس الأول الخميس، عن إقلاع 6 طائرات حربية من طراز “إف 16” من جزيرة كريت وتوجهها إلى قبرص.
وأكدت أن مقاتلات تركية من طراز “إف 16” اعترضت الطائرات جنوب غربي جزيرة قبرص، بعد اقترابها من منطقة سبق لأنقرة أن أعلنت فيها إخطار “نافتكس”، وأضافت الوزارة: “تم التعرف أن الطائرات تابعة لليونان، وجرى إبعادها عن المنطقة”.