الثلاثاء 23 أبريل 2024 الموافق 14 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

انقسام بالأسرة الحاكمة أم تجديد دماء.. دلائل تعيينات السلطان العماني الجديدة

الرئيس نيوز

استبعدت صحيفة "The Weekly Weekly" الأمريكية وجود أي انقسام داخل الأسرة الحاكمة في سلطنة عمان. 
ونقلت عن مصدر عماني مطلع قوله إن التغييرات المهمة التي أدخلها السلطان هيثم بن طارق على رأس جهاز الدولة وتنازله عن الحقائب الوزارية التي كانت دائما في نطاق ولاية السلطان وإعادة توزيع المناصب الرئيسية في الدولة ضمن التوازنات الدقيقة السائدة في الداخل تعد إشارة واضحة لرغبة السلطان في ضح دماء جديدة في هيكل السلطة، كما أن الاستعانة بشخصيات من خارج الأسرة الحاكمة في تولي حقائب وزارية تشير إلى سعي السلطان لوضع بصمته الشخصية الفريدة في عهده.
نجل السلطان وزيراً للثقافة والرياضة
وأشار المصدر العماني في حديثه لصحيفة "أراب ويكلي" التي تصدر في لندن إلى أهمية تعيين نجل السلطان الأكبر السيد ذي يزين بن هيثم بن طارق وزيراً للثقافة والرياضة والشباب. 
وقال المصدر إن تعيين الأمير يعكس رغبة السلطان في ضخ دماء جديدة وشابة وقوة في مؤسسات الدولة وتشكيل حلقة دعم قوية حول السلطان استعدادا لمراحل سياسية مستقبلية.
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن "ذي يزن هو دبلوماسي شاب عمل في المكتب الملكي الخاص بالسفارة العمانية بلندن لمدة عامين. وعند تولي السلطان هيثم العرش، تم استدعاء نجل السلطان إلى مسقط ليكون مساعداً مقرباً لوالده، قبل أن يمنحه حقيبة مهمة في تشكيل الحكومة الجديدة. 
وتكمن أهمية المنصب في حقيقة أنه يجمع بين أجزاء من وزارة الثقافة والتراث، التي عمل فيها والده لسنوات، ووزارة الشباب، التي تعول الدولة عليها لإحداث تغييرات فعالة وحاسمة في قطاع الشباب وضمان المزيد من الفرص لشباب البلاد".
ويأتي تعيين نجل السلطان وزيراً للشباب كأول مؤشر على التسلسل الهرمي للخلافة في المستقبل في بلد لا تعتمد فيه الخلافة على النسب بل على إرادة السلطان.
استبعاد شخصيات مألوفة في السلطة
ما كان لافتاً أيضاً في إعادة الهيكلة الحكومية التي أدخلها السلطان العماني هو التخلى عن حقيبتي المالية والخارجية ورئاسة مجلس إدارة البنك المركزي، والتي كانت جميعها في السابق تحت إشراف السلطان المباشر، وبالتالي بدء تقليد جديد لتفويض إدارة الملفات الحساسة للسياسة والمالية لوزراء مؤهلين.

ومع ذلك، فقد استبعد تشكيل الحكومة الجديدة بعض الشخصيات المألوفة في السلطة مثل الأخ غير الشقيق للسلطان، السيد أسعد بن طارق، الذي كان يشغل منصب نائب رئيس الوزراء للشؤون الخارجية. كما استبعد والد زوجة أسعد السيد بدر بن سعود البوسعيدي الذي كان وزيرا للداخلية من 1979 إلى 1997 ثم وزيرا مكلفا بشؤون الدفاع منذ 1997. فأسند الإشراف على شؤون الدفاع إلى شقيق السلطان السيد شهاب بن طارق، بتعيينه نائباً لرئيس مجلس الوزراء لشؤون الدفاع، بينما احتفظ السلطان هيثم بمنصب وزير الدفاع.
استبعاد فرع مهم من الأسرة
كان من المتوقع أن يكون شقيق السلطان، السيد أسعد بن طارق، هو الأكثر احتمالا لخلافة السلطان قابوس بن سعيد خلال مرض الأخير الأخير، يليه نجل أسعد، السيد تيمور بن أسعد، بالنظر إلى أن السلطان الراحل قد أولى اهتمامًا كبيرًا بالسلطان قابوس بن سعيد خلال العقدين الأخيرين من حكمه.

حرص السلطان هيثم على عدم استبعاد هذا الفرع المهم من الأسرة، حيث أسند منصب رئيس مجلس محافظي البنك المركزي العماني (الذي كان يشغله السلطان نفسه) إلى السيد تيمور بن أسعد. في رسالة واضحة تشير إلى أن استبعاد والد الأخير وجده (السيد بدر) من تشكيل الحكومة الجديدة لا يعكس أي انشقاق داخل الأسرة الحاكمة.

في الواقع، لا تزال الأسرة الحاكمة العمانية حاضرة بقوة في التشكيل الوزاري الجديد. يتولى الصف الأول من الأسرة (آل البوسعيد) المناصب القيادية (السلطان رئيساً للوزراء، والسيد فهد بن محمود، والسيد شهاب نائباً لرئيس مجلس الوزراء، والسيد ذي يزن وزيراً للثقافة)، وتعيين مناصب حساسة. الى الصف الثاني من الاسرة (البوسعيديين) وخاصة مسؤوليات ديوان البلاط السلطاني ووزارتي الخارجية والداخلية.
تحديات اقتصادية كبيرة
تواجه عُمان في العهد الجديد للسلطان هيثم تحديات اقتصادية كبيرة ناجمة عن انهيار أسعار النفط والتباطؤ الاقتصادي بسبب جائحة كوفيد -19 وقد سلط السلطان هيثم الضوء على هذه التحديات في أكثر من مناسبة، داعياً إلى مراجعة شاملة لجهاز الدولة ونفقاتها. وقال محلل عماني إن الحكومة العمانية الجديدة "مليئة بالكفاءات والروح الشبابية. والوزراء يدركون خطورة المرحلة وضرورة التحرك بسرعة ".

وأشار إلى أن “إبعاد يوسف بن علوي عن الإشراف على الشؤون الخارجية كان لافتاً للغاية، لكن التغييرات الأخرى مهمة وستؤثر على صورة العصر الجديد”.