الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

"خيارات صعبة".. مخاوف تركية من سياسة أردوغان العدوانية

الرئيس نيوز

كشف الصحفي "سميح إيديز" المتخصص في الشأن التركي، في تقرير نشرته مجلة Mediterranean Quarterly عن مغبة تهديدات تركيا التي قد تنعكس سلبيًا على تركيا ذاتها إذ تخاطر حكومة أردوغان بإثارة عمل عسكري من الممكن أن يؤدي إلى تصعيد غير منضبط، مما يترك أنقرة في مواجهة خيارات صعبة.
وقال إيديز إن أردوغان يفضل الكلام بنبرة متشددة في تعامله الدولي. وعادة ما يكون أسلوبه مشحونًا بالإهانات والتهديدات العسكرية، وأن السمة الغالبة على أدائه الدولي هي كراهية ومقت التسوية والنظر بازدراء إلى الدبلوماسية التقليدية.
في ظل حكم أردوغان، أصبحت تركيا لاعبًا دوليًا معطلاً لم يبق لديه سوى القليل من الأصدقاء أو الحلفاء ذوي الأهمية. وبالتالي أصبح لأنقرة المزيد من الأعداء والمنتقدين أكثر من أي وقت مضى منذ تأسيس الجمهورية قبل ما يقرب من قرن. ومع ذلك، فإن هذه العزلة ليست ذات تأثير كبير على تغيير نمط تعامل أردوغان، الذي كثيرًا ما يعرب عن استعداده لاستخدام القوة العسكرية التركية كخيار أول لحل المشاكل بدلاً من المسار الدبلوماسي. 

وكان أردوغان يقصد ما يقول حيث أمر بثلاث غارات عسكرية في سوريا بالإضافة إلى توريط أنقرة في الحرب الأهلية الليبية.
وتستعرض أنقرة الآن عضلاتها العسكرية في شرق البحر المتوسط لتعطيل أنشطة استكشاف الطاقة المشتركة لليونان وقبرص ومصر. وتزعم أنقرة إن هذه الدول - التي تدعمها فرنسا والولايات المتحدة، من بين دول أخرى - تتجاهل حقوق تركيا في المنطقة وكذلك حقوق القبارصة الأتراك. في غضون ذلك، يتنامى التحالف المناهض لتركيا الذي ولّده هذا النزاع، ولا يكاد أي بلد ينتبه إلى الحجج التي تزعمها أنقرة.

قلة من الأتراك يعترضون على حق أنقرة في الدفاع عن مصالحها في البحر الأبيض المتوسط ، خاصة إذا كانت اليونان؛ غريم تركيا التقليدي طرفًا ومع ذلك، يشعر الكثيرون بالقلق من أن التبجح العسكري سيثبت في النهاية أنه يأتي بنتائج عكسية.
هناك أيضًا قلق من أن تركيا ستنجر إلى صراع لا يشمل القوى الإقليمية فحسب، بل القوى الخارجية أيضًا. الخوف هو أن المواجهة الساخنة في البحر الأبيض المتوسط يمكن أن تظهر بشكل صارخ كيف أصبحت تركيا أردوغان معزولة سياسياً. ويعتقد العديد من المحللين الأتراك أن الدبلوماسية هي الطريقة العقلانية الوحيدة للمضي قدمًا في هذه الأزمة.

ويعتقد العميد المتقاعد نعيم بابور أوغلو إن جيران تركيا إلى الجنوب الشرقي اليوم هم الولايات المتحدة وروسيا، ولم تعد سوريا. ويوضح: "القوة العسكرية ليست دائمًا كافية للحصول على نتائج نهائية. 
وكتب بابوروغلو لبوابة الأخبار Gercek Gundem، إن الجهات الفاعلة التي تواجهها تركيا على هذه الجبهة لديها القدرة على منع تحركاتها. وشدد بابوروغلو على الحاجة إلى "دبلوماسية فعالة" في تأمين مصالح تركيا، وحذر من أن "إحراز تقدم مع الجهات الفاعلة التي لديها القدرة على التأثير على مسار الأحداث يتناسب مع القوة الجيوسياسية الحقيقية للدولة".

وكتب كارداس في مقال لصندوق مارشال الألماني: "عندما واجهت جهات فاعلة قوية تتحكم في الهيمنة التصعيدية، تراجعت تركيا أو وافقت على صفقات حفظ ماء الوجه، كما كان الحال مع مذكرة موسكو في مارس بشأن الوضع في إدلب". 
ودعت موسكو أنقرة إلى تسليم الأراضي التي احتلتها القوات التركية في شمال سوريا من تنظيم داعش الإرهابي أو وحدات حماية الشعب إلى النظام.
ويعتقد كارداس بأن التهديدات العسكرية المتكررة من قبل تركيا تؤكد فشلها في الاستفادة من مجموعة واسعة من الأدوات الدبلوماسية. ويؤكد أن أبرز فشل في هذا الصدد هو العجز في بناء التحالفات. 
وقال: "إذا أسيء التعامل معها، يمكن أن تؤدي الاشتباكات التركية الحالية إلى دوامة تصعيد غير منضبطة وتجر أنقرة إلى خيار صعب بين التراجع أو الوقوع في شرك المواجهات العسكرية الخطيرة بشأن قضايا ذات أهمية مشكوك فيها ولا عائد حقيقي ملموس لها على تركيا أو الشعب التركي".