الخميس 18 أبريل 2024 الموافق 09 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

خفض «اليونيفيل» في لبنان.. هل يزيد من فرص الصدام مع إسرائيل؟

الرئيس نيوز

بدا أن الجنوب اللبناني سيشهد خلال الفترة القليلة المقبلة، مزيدًا من التصعيد، فبينما ينفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية على مواقع لحزب الله اللبناني، دعا مجلس الأمن الدولي للتجديد لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، لسنة واحدة لكن مع خفض عدد الجنود من 15 ألف إلى 13 ألف جندي.

وعلى الرغم من أن مراقبين قللوا من تداعيات الخطوة؛ لكون قوات "يونيفيل" على أقصى تقديرات لا يتجاوز عددها نحو 10.000 جندي، إلا أن المخاوف الفعلية أن يتم سحب جميع القوات، فتصبح القوتان المتحاربتان (إسرائيل و حزب الله) على خط المواجهة المباشرة.

الحكومة اللبنانية، بدورها طالبت مثل حزب الله تمديد مهمة قوات حفظ السلام بدون أي تعديل، خلاف إسرائيل التي دعت الأسبوع الماضي إلى إصلاحها واتهمتها بـ "الانحياز" و"عدم الكفاءة"، فيما يدعو مشروع القرار المقدم للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش إلى "وضع خطة مفصلة" بالتنسيق مع لبنان والدول المساهمة في القوات بهدف تحسين أداء اليونيفيل.

ملاحظات جوتيريش 
دعا غوتيريش إلى أن تكون القوة "أكثر مرونة وأكثر قدرة على الحركة". وقال إن "ناقلات الجنود المدرعة ليست مناسبة للمناطق المزدحمة والممرات الضيقة والتضاريس الجبلية. نحن في حاجة إلى مركبات أصغر مثل المركبات التكتيكية الخفيفة ذات القدرة الحركية العالية".
كما دعا إلى منح اليونيفيل "قدرات مراقبة محسنة، من خلال استبدال مهمات المشاة الثقيلة التي تستخدم في النشاطات اليومية، بمهمات استطلاع".
وفي مسودة النص، طلب مجلس الأمن من أنطونيو غوتيريش تقديم العناصر الأولى من خطته في غضون 60 يوما، وشكلت اليونيفيل في 1978، وتمّ تعزيزها بعد حرب بين إسرائيل  وحزب الله استمرت 33 يوما في صيف 2006 وانتهت بصدور القرار الدولي 1701 الذي أرسى وقفا للأعمال الحربية وعزّز من انتشار اليونيفيل ومهماتها إذ كلّفها مراقبة وقف الاعمال الحربية، بالتنسيق مع الجيش اللبناني .

مزاعم إسرائيلية
واتهم الجيش الإسرائيلي، أمس الأربعاء، حزب الله بتعريض قوات الأمم المتحدة للخطر، أثناء إطلاق النار على القوات الإسرائيلية على طول الحدود مع لبنان.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، جوناثان كونريكوس، في ساعة متأخرة من مساء أمس إن مجموعة من قناصة حزب الله تمركزت أسفل موقع للأمم المتحدة مباشرة قبل إطلاق النار على القوات الإسرائيلية، ووصف كونريكوس الاستراتيجية بأنها “خطيرة للغاية ولا اكتراثية”، وأشار إلى أن القناصة كانوا يأملون في إصابة جنود الأمم المتحدة في هجوم إسرائيلي مضاد.

ولم تقع إصابات بين الإسرائيليين أو قوات الأمم المتحدة في تبادل إطلاق النار، حيث قال الجيش الإسرائيلي إنه نشر مروحيات هجومية وطائرات أخرى وأطلق العشرات من القنابل المضيئة وقنابل الدخان، وقال الجيش اللبناني في بيان سابق إن طائرات هليكوبتر إسرائيلية أطلقت صواريخ داخل الأراضي اللبنانية في الساعات الأولى من صباح الأربعاء مستهدفة مراكز تابعة لمنظمة “أخضر بلا حدود” وهي منظمة بيئية لبنانية غير ربحية. واشتعلت النيران فى أحد المراكز المنظمة.

وأطلقت بعض الصواريخ على مناطق خارج قرية راميا، فيما سقطت صواريخ أخرى على محيط بلدة عيتا الشعب.

تداعيات محتملة 
بحسب تقارير صحافية، لن تغيّر خطوة تقليل عدد قوات "يونيفيل" كثيرا، كما قال دبلوماسي طلب عدم الكشف عن اسمه مع "يورو نيوز"؛ لأن عدد جنود حفظ السلام التابعين لليونيفل يبلغ حاليا عشرة آلاف و500 جندي.

ويدعو النص الذي صاغته فرنسا "الحكومة اللبنانية إلى تسهيل الوصول السريع والكامل لليونيفيل إلى المواقع التي تريد القوة التحقيق فيها بما في ذلك كل الأماكن الواقعة شمال الخط الأزرق (الذي يفصل لبنان عن إسرائيل) المتصلة باكتشاف أنفاق" تسمح بعمليات توغل في الأراضي الإسرائيلية.

وقال دبلوماسيون إن الولايات المتحدة التي تدعم بشكل كامل اسرائيل، أصرت خلال المشاورات على خفض عدد اليونيفيل وانتقدت في الوقت نفس عدم تحركها في مواجهة حزب الله.

كان مجلس الأمن أعرب عن قلقه العميق إزاء الأحداث الأخيرة التي وقعت عبر الخط الأزرق، وفي منطقة عمليات قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) وحيال جميع انتهاكات قرار مجلس الأمن 1701، بما في ذلك عن طريق البر والجو.

جاء ذلك في ورقة معلومات للصحافة أصدرها المجلس الاثنين الماضي، عقب جلسة مناقشة مغلقة حول الوضع في لبنان، تحدث خلالها كل من المنسق الخاص للأمم المتحدة، يان كوبيش، والوكيل العام لعمليات حفظ السلام جان بيير لاكروا.