الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

«ملفات على أجندة الرئيس».. تفاصيل مشاركة السيسي في القمة الثلاثية بعمان

الرئيس نيوز

شهدت المنطقة العربية الكثير من التغيرات في الخريطة السياسية، منذ العام 2011، إذ دمرت الصراعات كثيرًا من دول المنطقة، بينما شكل الإرهاب عائقًا للتطور، فيما يعد صراع الغاز في شرق المتوسط فصلًا جديدًا من التحديات، لكن وسط هذه الصراعات يبدو أن القاهرة وبغداد قررا العودة لدورهما المحوري والفعال في المنطقة، لمواجهة التحديات.

لم يمر يومين على الكشف عن التفاصيل الأولى لمشروع الشام الجديد؛ جاءت التحركات سريعة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، للتباحث في قمة ثلاثية بالأردن حول سبل تنفيذ المشروع. 

وقال السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس السيسى، يتوجه اليوم الثلاثاء، إلى العاصمة الأردنية، عمان، للمشاركة فى القمة الثالثة بين مصر والأردن والعراق، في إطار مسار آلية التعاون الثلاثى بين الدول الثلاث، والتي انطلقت أولى جولاتها فى القاهرة مارس 2019.

وأوضح المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، أن قمة عمان تهدف للبناء على ما تحقق خلال القمتين السابقتين فى كلٍ من القاهرة ونيويورك، وتقييم ومتابعة خطوات التطور فى مختلف مجالات التعاون الاقتصادى والتجارى والاستثمارى بين مصر والأردن والعراق فى إطار آلية التعاون الثلاثي، بالإضافة إلى تعزيز التشاور السياسى والأمنى بينهم حول سبل التصدى للتحديات الإقليمية غير المسبوقة التى تواجه منطقة الشرق الأوسط والوطن العربى.

وتابع راضى: "الزيارة تشهد كذلك لقاء الرئيس مع ملك الأردن، لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية على جميع الأصعدة، ومواصلة التشاور المكثف حول القضايا ذات الاهتمام المشترك".

تزامن ذلك مع إعلان العراق أن رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي  سيُغادر اليوم إلى عمّان على رأس وفد غير كبير بسبب إجراءات كورونا، للمشاركة في القمة سيحضرها الرئيس السيسي والملك عبدالله بن الحسين، والتى تعقد للمرة الثالثة، لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري، بين الأردن ومصر والعراق، إضافة إلى بحث القضايا الإقليمية.

وخلال وقت سابق، قال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، إن مشروع بلاد الشام الجديدة، على النسق الأوروبي، وسيتم طرحه خلال القمة الثلاثة المرتقبة بين العراق والأردن ومصر.

وأوضح الكاظمي لصحيفة "واشنطن بوست"، أنه "سيطرح مشروع بلاد الشام الجديدة وفق النسق الأوروبي.. على قادة مصر والأردن والذي من خلاله ستكون تدفقات رأس المال والتكنولوجيا أكثر حرية، مضيفًا أنه "سيسافر إلى السعودية قريبا اللقاء المسؤولين فيها وبحث تطويل العلاقات الثنائية".

كشف القيادي في ائتلاف النصر العراقي، عقيل الرديني، أول أمس، التفاصيل الكاملة لمشروع "الشام الجديد"، الذي تحدث عنه رئيس الوزراء العراقي، وقال خلال مقابلة مع وكالة "بغداد اليوم"، إن مشروع الشام الجديد وفق النسق الأوروبي الذي تحدث عنه الكاظمي مع الصحيفة الواشنطن بوست، وأن المشروع يقوم على أساس التفاهمات الاقتصادية والسياسية بين العراق ومصر، وقد دخلت الأردن على خط المشروع مؤخرا.

وتابع أن المشروع قائم على أساس أن مصر تمثل كتلة بشرية والعراق كتلة نفطية، والأردن دخلت على الخط للاستفادة من خدمات كليهما، وتابع: "هناك نية لدى حكومة الكاظمي لإكمال هذا المشروع خصوصا وأن الأردن ومصر تعتمدان السياسية المعتدلة"، مشيرًا لأن هناك دولًا أوروبية تدعم الفكرة وتشجعها، إلا أنه لم يكشف عن طبيعة تلك القوى أو هويتها.

في السياق نفسه قال الباحث والأكاديمي العراقي، عبدالكريم الوزان، في تصريحات سابقة لـ"الرئيس نيوز": "من المؤكد أنه سيعيد لمصر قوتها وحضورها في الملف العراقي"، موضحًا أن لمصر حضور شعبي في الشارع العراقي، بوصفها الشقيقة الكبرى، وأن المواطن العراقي لم ينظر يومًا لمصر بوصفها لديها أطماع في ثرواته، بل إن جميع منطلقاتها تستهدف تحقيق وحدة وسيادة العراق.

وأضاف الوزان: "للأسف كثير من الدول العربية أُنهكت سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا وأخص بالذكر منهم (العراق - سوريا - لبنان - اليمن - السودان) وهذه الدول تحتاج لدعم عربي غير محدود كي تستعيد عافيتها، ومصر والأردن تأتيان في مقدمة المهتمين بانتشال تلك الدول من أزمتها، فالأردن لها حدود مشتركة مع العراق، ومصر قلب العروبة والقادرة على استيعاب الجميع وحل أزمتهم".

وأشار لأن العراق بات ساحة صراع بين دول إقليمية وكبرى، ومن المؤكد أن جميع اللاعبين في الساحة العراقية لن يقبلوا بفكرة مشروع (الشام الجديد) بسهولة، وأنه من المرجح أن يلعبوا ادوارًا لإفساده، لكن الرهان في ذلك الأمر على قدرة مصر والأردن على مواجهة ذلك.