الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

ورطة تركية وخلافات داخلية.. سياسيون يفسرون قرار وقف إطلاق النار في ليبيا

الرئيس نيوز

أثار قرار حكومة الوفاق الليبية برئاسة فائز السراج، اليوم الجمعة، بوقف إطلاق نار فى كل الأراضى الليبية، وجعل سرت والجفرة منطقتين منزوعتى السلاح، ردود فعل واسعة.

يقول الدكتور، إكرام بدر الدين، رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن تورط تركيا في عدد من الأماكن مثل ليبيا والعراق وسوريا وكذلك تورطها دوليا مع دول الاتحاد الأوربي، أدى إلى زيادة مواقف العداء تجاهها وكان من الطبيعي أن تتراجع عن مواقفها ولذا كان قرار الوفاق بوقف إطلاق النيران وهو ما أوصى به مؤتمر القاهرة الذى رفضته تركيا والوفاق في الماضي.

وأشار إلى وجود معارضة داخلية ليبية لموقف حكومة الوفاق من تنفيذ مطالب تركيا والسماح لها بإدخال مرتزقة ومسلحين لليبيا كان سببا واضحا فى الضغط على حكومة الوفاق وجعلها تقبل بقرار مؤتمر القاهرة بوقف إطلاق النار.

ضرب قاعدة "الوطية" سبب مباشر

قال أيمن شبانة أستاذ العلوم السياسية ومدير مركز البحوث الإفريقية بجامعة القاهرة، إن دعم مصر للجيش الوطني الليبي، واستهداف قاعدة الوطية التركية فى ليبيا كان سببًا مباشرًا وواضحًا لموقف حكومة الوفاق من إعلانها بوقف إطلاق النار، وهو ما أوصى به مؤتمر القاهرة سابقا ورفضته في بداية الأمر.

وأشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إلى أن تركيا لم تعتقد أن يتم ضرب أهداف مهمة لها في ليبيا ويتسبب لها خسائر كبيرة لذا كان من الطبيعي أن يصدر هذا القرار من حكومة طرابلس التي تدين بالولاء لتركيا.

وأوضح شبانة أن موقف الاتحاد الأوربى من تركيا ومراقبته لدخول أسلحة لليبيا حسب اتفاق "إيريني" كان سبب مهم في تشكيل نقطة ضغط على تركيا.

نجاح للسياسة المصرية ومفاجئة لتركيا

وقال الدكتور جمال عبد الجواد، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن إعلان حكومة الوفاق لوقف إطلاق النار هو نجاح للسياسة المصرية التي لعبت دورا قويا في ذلك، مشيرا إلى كون الزيارة التي قام بها رئيس المخابرات المصرية للواء حفتر ربما تكون سببا واضحا ومهدت لهذا الأمر.

وعلى صعيد متصل أوضح أستاذ العلوم السياسية، أن هذا القرار هو بمثابة الإعلان عن بداية حل سياسي للأزمة الليبية، مضيفا أن هناك بعض النقاط تحتاج إلى مزيد من لاجهد ومنها وضع المرتزقة فى ليبيا وحل المليشيات.

ومن ناحية أخرى أوضح أستااذ العلوم السياسية أن موقف تركيا من هذا القرار ربما يكون غير واضح فحتى اللحظة لم تصدر تركيا بيانا بشأن هذا القرار وهو مايشير إلى أن القرار ربما كان مفاجئا لتركيا.

وأضاف أن هناك زيارة  قام بها مؤخرا كلا من وزير الدفاع القطرى والتركى لطرابلس ربما تكون هي التي مهدت لقرار طرابلس بوقف إطلاق النار، وربما تكون حدثت قطيعة بين طرابلس وتركيا وقطر نتج عنه موقف طرابلس.

خلافات داخلية فى حكومة الوفاق

وأشاد الدكتور أيمن سمير أستاذ العلوم السياسية بالقرار، مشيرا إلى أن ذلك ما طالبت به مصر من خلال توصيات مؤتمر القاهرة في يونيو الماضي بحضور المستشار عقيلة صالح والمشير خليفة حفتر.

وأوضح أستاذ العلوم السياسية، أن هناك خلافات داخل حكومة السراج وهناك أشخاص معاديين له وأن هناك فريقين داخل حكومة السراج أحدهما يقوده السراج وآخر يقوده وزير الداخلية فى حكومة الوفاق.

وأضاف أن هذا الإنشقاق داخل حكومة الوفاق ربما يكون السبب وراء هذا القرار، مشيرا إلى إنه في هذه الحالة يكون القرار ليس مبنيا على ضوابط سياسية خاصة فى ظل عدم وجود بيان تركى بشأنه.

وأعرب سمير عن أن يكون هذا القرار بداية لرأب الصراع، خاصة أن هناك نقاط خلافية كبرى من ضمنها رغبة البرلمان التركى بوضع أموال النفط في الخارج بينما تريد حكومة السراج وضعه في أحد بنوك طرابلس، ما يمكنها من الصرف على الجنود المرتزقة وشراء الأسلحة وكذلك البرلمان الليبيى يريد جعل منطقة سرت مقر للحكومة بينما لم يتحدث الوفاق عن هذه النقطة.