الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
سياسة

هل تكرر «كاميلا هاريس» أخطاء أوباما في الشرق الأوسط؟

الرئيس نيوز

نادرًا ما يؤثر اختيار نائب الرئيس الأمريكي، على نتيجة الانتخابات لأن الأمريكيين يصوتون عادةً لصالح أو ضد مرشح رئاسي، لكن النائبة التي وقع اختييار المرشح الديمقراطي المفترض جو بايدن عليها، كامالا هاريس، هي بالتأكيد أكثر أهمية من المعتاد.

ويبدو أن بايدن في الوقت الحالي في وضع جيد، مقابل ترامب، لأن الأسلوب الذي نجح مع ترامب منذ أربع سنوات أصبح الآن متوقعًا للأمريكين باستثناء مؤيديه الأكثر حماسًا، الذين زعموا أن هاريس غير مؤهلة للمنصب، باعتبارها ابنة مهاجرين من جامايكا.

وتوقعت صحيفة "ذي ناشيونال" أن انتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة ستتمحور حول الرعاية الصحية والوظائف، مع استمرار انتشار فيروس كورونا بقوة في الولايات المتحدة، بينما يعاد فتح معظم بلدان الغرب، وانهيار الاقتصاد إلى مستويات الكساد، ومن الصعب توقع إمكانية أن يغير ترامب الأمور في الأسابيع القليلة المتبقية قبل 3 نوفمبر.

تقييم خاص 
تخضع السيدة هاريس لتقييم خاص، لأن بايدن، في حالة وصوله للبيت الأبيض في سن 78، سيكون أكبر رئيس أمريكي سنًا، والدور الرئيسي لنائب الرئيس هو العمل كبديل للرئيس وقت الضرورة، وفي الواقع، هذا هو أحد الأسباب التي جعلت بايدن يختارها، إذ كانت واحدة من أكثر النساء إنجازا في قائمته المختصرة وهي مؤهلة بشكل واضح لتكون رئيسة.

لن تكون هاريس فقط الخليفة الأكثر وضوحًا لبايدن، بل ربما تصل إلى المنصب في وقت أقرب من ذلك، وتبدو وجهات نظرها حول شؤون الشرق الأوسط أكثر أهمية بكثير من آراء نائب رئيس ترامب، مايك بنس، ورغم أنها ليست متخصصة في السياسة الخارجية، ولكن بصفتها عضوًا في مجلس الشيوخ، فقد واجهت عددًا من قضايا الشرق الأوسط، بينما يصورها ترامب وحلفاؤه هي وبايدن على أنهما متطرفين يساريين خطرين، فإن توجهها في السياسة الخارجية أقرب إلى التيار الديمقراطي السائد من اليسار المتطرف الذي يمثله السناتور بيرني ساندرز.

علاقتها بإسرائيل 
في تقاليد الحزب، هي مناصر قوي لإسرائيل وربما ساعدت هوية زوجها اليهودية في تشكيل مثل هذه الآراء، إذ سعت هاريس إلى عرقلة قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2334 في نهاية رئاسة أوباما، الذي يصف النشاط الاستيطاني الإسرائيلي بأنه غير قانوني، كما صوتت على منع إجراءات الدولة لمعاقبة مناصرة حركة المقاطعة، وبينما تدعي أن إسرائيل "بشكل عام" تلبي المعايير الدولية لحقوق الإنسان، فإنها لا تزال مؤيدة قوية لحل الدولتين، وتعارض الاستيطان والضم، بما في ذلك خطة ترامب، وتدعم استعادة المساعدات الأمريكية للفلسطينيين.

مواقف بايدن 
تتوافق مواقف هاريس مع مواقف بايدن والقادة الديمقراطيين الرئيسيين، إذ تقر هاريس بالشراكة الطويلة الأمد بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، وأهميتها المستمرة، لكنها دعت إلى مزيد من الضغط لتعزيز "القيم الأمريكية" في الخليج، ومثل بايدن، تشير مواقفها إلى استمرار محتمل للانتماء القوي للولايات المتحدة مع دول الخليج العربية، على الرغم من أجندة أوسع من اهتمام ترامب الحصري بالعلاقات العسكرية والتجارية،
مثل جميع الديمقراطيين تقريبًا، كما انتقدت انسحاب ترامب من الاتفاق النووي مع إيران.

كما تؤيد هاريس إحياء سياسة خارجية حازمة وعالمية ومتعددة الأطراف للولايات المتحدة، والنتائج الأكثر ترجيحًا لذلك هي الدعم المستمر لدول الخليج العربية، ولكن مع مزيد من الضغط على عدد من القضايا، وإعادة تأكيد الدبلوماسية من موقع القوة مع إيران، والدعم القوي المتواصل لكل من إسرائيل وحل الدولتين.

يشار لأنه تم اختيار الكثير من فريق السياسة الخارجية الأساسي لبايدن من مسؤولي إدارة أوباما السابقين، لكنهم يزعمون أنهم تعلموا دروسهم من أخطاء الماضي، إذا كانوا قد فعلوا ذلك، فمن المحتمل أن يجدوا في هاريس زعيمة قوية وعالمية ذات تفكير مماثل، ولكن مع الالتزام بالقيم والنظام القائم على القواعد، إذا كان لا يزال من الممكن تعويض ذلك.