الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

بعد استقالة الحكومة.. مخاوف من فراغ في السلطة يُدخل لبنان نفقًا مظلمًا

الرئيس نيوز

على وقع تصاعد الغضب الشعبي، تسود حالة من الترقب الشارع اللبناني، خوفًا من حدوث فراغ في السلطة، يجعل من لبنان في مرمى التدخلات الأجنبية التي تدعم أذرعها على الأرض. 

مؤشرات فراغ السلطة، بدأت باستقالة حكومة حسان دياب، وعدد من نواب البرلمان، والخوف من أن يتبعها استقالة الرئيس اللبناني، ميشيل عون، وخلفة رئيس البرلمان، نبيه بري، فيما اقترح "دياب" قبل تقديم استقالته بأيام، إجراء انتخابات برلمانية يتمخض عنها حكومة تأتي بناء على الرغبة الشعبية، لكن يبدو أن تقاطع المصالح جعل من ذلك المقترح مجرد أفكار هائمة لا تجد صدى على الأرض.

ويقول الكاتب الصحفي، عبد الباري عطوان، إن "حكومة حسان دياب لم يَكُن مسموحًا لها بالحُكم، وأُسقِطَت لأنّ رئيسها اقترح أقصر الحُلول للخُروج مِن الأزمة، أيّ إجراء انتخابات سريعة في غُضون شهرين، وإعطاء الفُرصة للشّعب اللبناني لأخذ زِمام التّغيير بنفسه وعبر صناديق الاقتراع، وليس عبر الاحتِجاجات العنيفة، والإطاحة بالنّخبة الفاسدة الحاكمة، ولهذا بدأت الاستِقالات في حُكومته نتيجة ضُغوط النّخبة نفسها، واضطرّ الرّجل إلى اتّخاذ خطوة استباقيّة وتقديم استقالته، قبل أن تتم إقالته، والذّريعة كانت حتميّةَ وضع قانون انتخابي جديد، وهي مَهمّة مُستحيلة في ظِل الظّروف المُتوتّرة حاليًّا".

من جانبه، قال الباحث والمحلل اللبناني، رئيس تحرير موقع "جنوبية"، علي الأمين، إن استقالة الحكومة، لا تلبي رغبات الشارع؛ لكونه يتحدث عن إسقاط منظومة السلطة، والكل يعلم أن حكومة حسان دياب ما هي إلا أداة في يد السلطة الفعلية، وهذه السلطة هي من جاءت بحكومة دياب، وبعد استخدامها تم التضحية بها. 
وتابع: "الذي أسقط حكومة دياب، ليس الشارع، فالشارع يصوب على منظومة السلطة، وليس على حكومة يراها أداة، الذين جاءوا بدياب هم من أجبروه على الاستقالة". 

أوضح أمين أنه يقصد بأصحاب السلطة الفعلية، "التيار الوطني الحر" الذي يترأسه ميشال عون، وهو أقوى تيار ذات أكثرية مسيحية في لبنان، وكذلك جماعة "حزب الله"، بالإضافة إلى نبيه بري، رئيس حركة أمل، فضلًا عن تيار المستقبل والحزب الاشتراكي، مؤكدًا أن هذه السلطة عاجزة أن تقوم بأي إصلاحات؛ لأن القيام بهذه الإصلاحات ستكون من نتائجها إسقاط هذه المنظومة الفاسدة، قائلًا: "استقالة الوزراء، محاولة هروب من السفينة قبل غرقها".

وكشف الأمين: "الآن يجري البحث في إعادة انتاج حكومة جديدة على النسق الذي كانت عليه قبل حكومة دياب، وهو ما يروج اليوم في بيروت وفي أوساط الذين أسقطوا حكومة دياب"، مشيرًا لأن "ميزة الانتفاضة الشعبية هي السلمية وهو سر قوتها، ولا شك أن بعض المجموعات المتسللة تحاول أحيانا حرف التحركات، علما انه ثمة مجموعات من الانتفاضة تنجر الى العنف كتعبير عن الغضب والانفعال، إلا انه ثمة جزءا آخرا مدروسا، من حيث المحاولات الدائمة من قبل أحزاب السلطة والقوى السياسية لإظهار أن أي انتفاضة قد تؤدي إلى حرب أهلية، وهو ما قاله أيضا حسن نصر الله".

وأوضح أنه تم خداع اللبنانيين عبر تشكيل حكومة حسان دياب، كانت محاولة للقول أن هذه حكومة جديدة، لكن الكل يعلم أنها أسوأ من سابقاتها لجهة منطق المحاصصة والطائفية، وأن هناك حاجة أساسية لجهد دولي حقيقي على مستوى مجلس الأمن الدولي، لمناقشة ما حصل في لبنان لا سيما ما يتعلق بتفجير المرفأ.