الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

طبول الحرب.. انزعاج تركي لوصول مقاتلات فرنسية إلى قبرص اليونانية

الرئيس نيوز

ذكرت صحيفة "فاينانشيال ميرور" القبرصية أن طائرتين مقاتلتين من طراز رافال تابعتان لسلاح الجو الفرنسي حلقتا فوق المنطقة الاقتصادية الخالصة في قبرص، أمس، في إشارة لدعم نيقوسيا مع تصاعد التوترات في المنطقة.

 ووفقًا لمحللين، فإن وجود المقاتلات الفرنسية فوق قبرص يندرج تحت إطار اتفاقية الدفاع التي تم تفعيلها حديثًا بين نيقوسيا وباريس، كما أنه جزء مما تم الاتفاق عليه خلال الاجتماع الذي عقد في باريس الشهر الماضي، بين الرئيس القبرصي، نيكوس أناستاسيادس، ونظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون. 
ترافق المقاتلتان من طراز "رافال" طائرة نقل عسكرية أخرى تابعة لسلاح الجو الفرنسي، و قالت مصادر رسمية للصحيفة إن المقاتلات الفرنسية وصلت إلى قبرص بعد ظهر الاثنين إلى قاعدة "أندرياس باباندريو" الجوية في بافوس وقد تغادر في وقت لاحق.
ونقلت الصحيفة عن بيتر ستانو، المتحدث باسم الشؤون الخارجية للمفوضية الأوروبية، قوله إن تصاعد التوترات بين اليونان وتركيا في شرق المتوسط مدعاة للقلق.

وتابع ستانو: "نتفق على أن الوضع في شرق المتوسط مقلق للغاية ويجب حله بالحوار وليس في سلسلة من الخطوات التي تزيد من التصعيد والتوتر"، مشيرًا لأن الاتحاد الأوروبي "يتضامن بشكل كامل" مع اليونان وقبرص.

من جانبه، قال وزير الخارجية التركي، أمس، إن بلاده ستصدر تراخيص للتنقيب عن الغاز في شرق البحر المتوسط، الأمر الذي يزيد التوترات مع اليونان التي تسعى لعقد اجتماع طارئ للاتحاد الأوروبي لمواجهة هذه الاستفزازات التركية. 
ويختلف الحليفان في الناتو بشدة حول مطالباتهما المتداخلة بشأن الموارد الهيدروكربونية في شرق البحر المتوسط، إذ أرسلت تركيا يوم الاثنين سفينة استكشاف إلى منطقة متنازع عليها منهية فترة وجيزة من الهدوء الذي توسطت فيه ألمانيا.

وقالت أنقرة إن الاتفاق البحري الذي وقعته اليونان مع مصر الأسبوع الماضي يظهر أنها لا تستطيع الوثوق بأثينا وتعهدت بمواصلة نشاطها داخل المياه اليونانية والقبرصية، فيما قال وزير الخارجية، مولود شاويش أوغلو، إن سفينة الاستكشاف التركية Oruc Reis ستواصل عملها، وإن أنقرة ستصدر تراخيص جديدة للتنقيب والحفر بحلول نهاية أغسطس الجاري، ما يرفع بورصة التوقعات بمزيد من التوترات خلال الأسابيع القادمة، إذ نددت نيقوسيا وأثينا بهذه التحركات ووصفتها بأنها غير قانونية.
وأشارت  صحيفة "أحوال" التركية لأن قبرص وفرنسا وقعتا اتفاقية تعاون دفاعي في الوقت الذي تواصل فيه تركيا جهود التنقيب عن النفط والغاز قبالة ساحل قبرص، إذ دخلت الاتفاقية القبرصية الفرنسية للتعاون الدفاعي التي تستمر عامين حيز التنفيذ في الأول من أغسطس، وتغطي مجالات الطاقة وإدارة الأزمات ومكافحة الإرهاب والتعاون الأمني البحري بين البلدين. 
وأوضح الموقع الإخباري الفرنسي Fr24 نقلا عن وزير الدفاع القبرصي، شارلامبوس بيتريديس، في بيان إن قادة الدولتين اتفقا أيضا على "إجراء مناورات مشتركة وتنظيم زيارات متبادلة في إطار أنشطة القوات المسلحة للبلدين".

وتخوض تركيا نزاعات مع كل من اليونان وقبرص حول المياه الإقليمية في بحر إيجة والبحر الأبيض المتوسط. أرسلت تركيا سفنا للتنقيب عن الغاز قبالة قبرص للضغط على مطالبتها الإقليمية بالسيادة هناك، حيث أشار موقع "يورو أوبزريفر" في تقرير بعنوان: "طبول الحرب تدق مجددًا في أوروبا"، اليوم، إلى أنه قبل بضعة أسابيع فقط، بينما كان الأوروبيون في العديد من البلدان يطرحون نقاشاتهم الحادة حول الكمامات وإجراءات كورونا والقيود المفروضة بسبب الوباء، كاد الصدام الدامي بين تركيا واليونان يندلع في بحر إيجه، وتمكنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل من منع ثمانية عشر سفينة تركية من القيام باستكشافات النفط والغاز على الجرف القاري اليوناني، على مقربة من جزيرة كاستيلوريزو اليونانية.

 ونقلت صحيفة بيلد الألمانية عن مسؤولين ألمان قولهم إن هذا الحادث ذكرهم بأزمة الصواريخ الكوبية، فيما عاد رئيس الأركان العامة للجيش اليوناني على عجل من قبرص وتم إلغاء عطلات الجنود اليونانيين، ونصح بعض سكان البلدات الحدودية بإخلاء منازلهم، لوجودهم داخل مرمى الرماية التركي.
 وعلق الموقع: "الآن الرئيس دونالد ترامب يجلس في البيت الأبيض والجميع يتصلون بميركل"، وتمكنت المستشارة عبر المباحثات الهاتفية من إقناع أثينا وأنقرة بالتراجع في بحر إيجه، بينما ينظر أردوغان إلى ميركل على أنها الزعيمة الأوروبية الوحيدة التي تتمتع ببعض السلطة، وبالفعل تمكنت من نزع فتيل الأزمة وقتها".