السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

«السياسة الأمريكية البديلة».. تحذير عسكري من تأخير انسحاب قوات الشرق الأوسط

الرئيس نيوز

قدّم "النموذج الجديد للشرق الأوسط" الذي وضعه معهد كوينسي، أول تحليل متماسك للأخطاء في السياسة الأمريكية، إذ دعا إلى وضع حد نهائي للسياسة الكارثية التي اتبعتها الولايات المتحدة في المنطقة منذ ما يقرب من عقدين من الزمن، علاوة على ذلك، توضح الورقة أن الوجود العسكري الأمريكي لا يزال جزءًا أساسيًا من المشكلة.

سياسات بديلة
ويتضمن التحليل مخططًا أوليًا واسعًا لمثل هذه السياسة البديلة في الشرق الأوسط، والتي سيتبعها مخطط أكثر تفصيلاً لسياسة جديدة، مشيرًا إلى "تخفيض" القوات بدلاً من "انسحاب" كامل، وتقترح الفقرة قبل الأخيرة بدء مناقشات مع دول المنطقة التي تستضيف وجودًا عسكريًا أمريكيًا "لتحديد جدول زمني للانسحاب المسؤول وخطوط العلاقات المستمرة التي من شأنها أن تسمح بعمل عسكري أمريكي في المستقبل، إذا لزم الأمر، لوقف المعتدي أو المهيمن الإقليمي المحتمل".

ويوضح التقرير أنه لا يوجد سيناريو واقعي يمكن من خلاله لدولة إقليمية أو من خارج المنطقة أن تستخدم القوة العسكرية بنجاح للسيطرة على المنطقة خلال العقد المقبل، لأنه لا توجد دولة قريبة من امتلاك القدرة على القيام بذلك، وليس لدى أي قوة إقليمية أو خارجية حافز لتعطيل تدفق النفط، أو لن يكون لديها، باستثناء الظروف الحالية التي منعت فيها الولايات المتحدة نفسها إيران من بيع نفطها في جميع أنحاء العالم.

السيناريو الواقعي
السيناريو الوحيد لمثل هذا الاضطراب الواقعي إلى حد بعيد، في تحرك إيراني يائس للضغط على الولايات المتحدة لإنهاء تطبيقها للعقوبات الثانوية ضد شركائها التجاريين السابقين، هو مجرد انعكاس للموقف العدواني للولايات المتحدة نفسها بدلاً من دولة أخرى تسعى للتدخل في التدفق الحر للنفط، وإذا لم يكن هناك سيناريو معقول تتعرض فيه المنطقة لخطر الهيمنة أو الاضطراب من طموحات قوة أخرى، فلا داعي للتوصل إلى مثل هذه الاتفاقات الجديدة مع الدول المضيفة.

يقترح التقرير تأجيل الانسحاب الكامل من خمس إلى 10 سنوات لإتاحة "الوقت الكافي للحكومات الإقليمية لاتخاذ الإجراءات التي تراها ضرورية". لكن هذه الدول قادرة على إجراء تعديلات سريعة في السياسة استجابة لتحول أساسي في سياسة الولايات المتحدة، والاستجابة الوحيدة لمثل هذا التأخير الذي يمتد من خمس إلى عشر سنوات سيكون بالتأكيد انتظار إدارة جديدة لعكس السياسة.

في السياق نفسه هناك سبب أكثر إلحاحًا لتجنب مثل هذا التأخير، يتمثل في أن القوات الأمريكية والقواعد في المنطقة لا تزال في حالة طوارئ يمكن أن تتعرض بسهولة للقصف بالصواريخ أو الطائرات بدون طيار الإيرانية في حالة نشوب حرب إسرائيلية - إيرانية، في سبتمبر 2019 ومرة أخرى في يناير 2020، حيث يشير التقرير إلى أن "الوجود العسكري الدائم يصبح هدفًا لهجمات غير متكافئة ويزيد من فرصة الاشتباكات غير المقصودة مع القوات العسكرية الأجنبية".

الانسحاب العسكري
يمنح وجود كل من إيران وإسرائيل خيارات حاسمة لاستراتيجيات كل منهما في الأزمة الجارية الآن، إذ تأمل إيران في ردع تورط الولايات المتحدة في حرب بدأتها إسرائيل، لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يأمل في أن يؤدي هجوم إيراني على هدف أمريكي رداً على هجوم إسرائيلي إلى إجبار الرئيس الأمريكي على ذلك، وهكذا، أصبحت القوات محفزات محتملة لتدخل الولايات المتحدة في حرب أخرى يمكن تجنبها. يجب أن تكون الأولوية القصوى للولايات المتحدة أن تشير للدول المضيفة إلى عزمها على إزالة تلك الدعوات للحرب في أقرب وقت ممكن.

 الانسحاب العسكري الأمريكي السريع ليس مهمًا فقط لتأثيره على السياسات الإقليمية، بنفس القدر أو حتى أكثر أهمية سيكون تأثيره على سياسة الولايات المتحدة في المنطقة. خلال الفترة الانتقالية الممتدة من خمس إلى عشر سنوات، ستستمر الأصول العسكرية الأمريكية في المنطقة - وخاصة الطائرات والقوات البحرية - في تقديم خيارات عسكرية قد يميل بعض كبار مسؤولي الأمن القومي الطموحين أو التحالف البيروقراطي إلى اقتراحها لأسباب سياسية ضيقة.

خلق توفر مثل هذه الخيارات لسنوات عديدة الحافز للمسؤولين الأمريكيين لاستخدام القوة لدفع أجنداتهم الشخصية في المنطقة. عندما كان يحاول الضغط على الحكومة السورية للتفاوض على تسوية سياسية مع المعارضة المسلحة من 2013 إلى أوائل 2015، سعى وزير الخارجية آنذاك جون كيري مرارًا وتكرارًا إلى شن ضربات بصواريخ كروز على القوات الجوية السورية، وهو ما رفضه الرئيس أوباما مرارًا وتكرارًا لحسن الحظ.