الثلاثاء 23 أبريل 2024 الموافق 14 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

«فضح المتحرش».. خبراء يجيبون: هل نعاقب رجل الدين جنائيا أم داخليًا؟

الرئيس نيوز



وسط حملة الاعترافات والشهادات الصادمة عن التحرش التي دشنها فتيات بهدف فضح المتحرشين حتى ينالوا العقاب الرادع بعد القبض على الطالب أحمد بسام زكي، طفت على السطح قضية جديدة صادمة للبعض خاصة بالتحرش داخل المؤسسات الدينية.

القضية فجرها قرار قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية حمل رقم 6 لسنة 2020، أعلن فيه تجريد القمص رويس عزيز خليل الكاهن بالمنيا وأبو قرقاص، بعد التحقيق في الشكاوى التى وردت ضده وما نشر على صفحات التواصل الاجتماعي، وتمت إعادته لاسمه العلماني يوسف عزيز خليل. 

وقال البابا في رسالة لكنائس الولايات المتحدة إنه بهذا القرار تنتفي صلة الكنيسة به وتخطر السلطات في مصر والولايات المتحدة بذلك فلم يعد قسًا بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

وجاء ذلك بعد نشر فتاة من رعايا الكنيسة القبطية في الولايات المتحدة شهادة عن اعتداء جنسي عليها أثناء الطفولة عند زيارة الكاهن لأسرتها آنذاك.

"الرئيس نيوز"، استطلع أراء بعض المفكرين ورجال الدين في القضية الشائكة، ويرى عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان جورج إسحاق، أن عصر وسائل التواصل الاجتماعي نسف فكرة السرية أو حجب الأمر، وأصبحت الشهادات تنشر مكتوبة ومصورة.
وطالب إسحاق في تصريحات لـ"الرئيس نيوز" بالتحقق من الشهادات المتداولة حول وقائع التحرش من خلال تحقيق داخل المؤسسات الدينية فقط وعدم إحالة الأمر جنائيا، معللا ذلك بأن الدين أصبح في موقف حرج، والشباب لم يعد متدينا، وبنشر هذه الأمور يزيد من حالات الإلحاد وعدم الثقة في الرمز الديني، لذلك لم يعد يحتمل الأمر تشويه الرمز الديني بمحاكمات علانية.
ووافقه الرأي أستاذ العقيدة والفلسفة والعميدة السابقة لكلية الدراسات الإنسانية الدكتورة آمنة نصير، مؤكدة أن فعل التحرش مجرم ومدان سواء من عوام الناس أو من رموز دينية يفترض فيها القدوة الحسنة.
وقالت في تصريحات لـ"الرئيس نيوز" إنها تفضل التحقيق الداخلي حتى لا نجد السفهاء ممن يوسوس لهم ويبرر تلك الأفعال المشينة طالما خرجت من رجل دين، وحتى لا تتأرجح النفس المريضة بين الخير والشر.
وعلى النقيض أكد المفكر والكاتب في الشأن القبطي كمال زاخر، إحالة وقائع التحرش من قبل الرموز الدينية إلى التحقيق الجنائي وليس الداخلي لردع وعقاب الجاني من جهة، ومن جهة أخرى إعادة رجل الدين لحجمه الطبيعي في المجتمع كونه بشر عادي يصيب ويخطئ.
وقال زاخر لـ"الرئيس نيوز":  "الإعلان والإعلام عن المخطئ يجعل من رجل الدين شخص عادي، لا يجب تأليه كما هو متعارف عليه في الثقافة المصرية، ورجل الدين لا يخطئ رغم كونه إنسان".
وشدد زاخر على ضرورة التعامل مع رجال الدين كونهم بشر وليسوا الدين نفسه، أو وسيط بين المواطن والدين أو الإله، حتى نصل للنضوج المجتمعي، مضيفا: "مثلما يوجد طبيب قاتل، وموظف مرتشي وضابط فاسد، دون التشويه لمنظومة الطب أو الشرطة أو قطاع الموظفين، لذلك فعلينا التعامل مع أخطاء رجال الدين بنفس المنطق".
وأصدرت مطرانية المنيا وأبو قرقاص للأقباط الأرثوذكس برئاسة الأنبا مكاريوس أسقف عام المنيا، قرارا الشهر الماضي بتجريد كاهن لتورطه في التحرش بناء على شكاوي المجنى عليهم.
وقالت في بيان: “بعد الاطلاع على الشكاوى الواردة للمطرانية، من بعض أفراد من شعب كنيسة مارجرجس بالفكرية بأبو قرقاص، وكذلك من الولايات المتحدة وكندا، وعلى المستندات الموجودة بالملف، وما نشر مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي، وبعد تحقيقات المجلس الإكلريكي، والاستماع لكثير من الأطراف ذات الصلة بالموضوع، قررنا تجريد القمص “ر. ع. خ” من رتبة الكهنوت وعودته لاسمه العلماني “ي. ع. خ”، وبذلك تكون قد انقطعت صلته بالكهنوت والخدمة بالكنيسة”.