الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

الحرب المؤجلة.. هل يجلب التدخل العسكري المصري الاستقرار إلى ليبيا؟

الرئيس نيوز

تواصل وسائل الإعلام الأمريكية تقييم المخاطر فيما يتعلق بالحرب الدائرة في ليبيا وتأثيرها على الاستقرار الإقليمي وقال موقع فويس أوف أمريكا أنه اعتباراً من 20 يونيو، أصبح المشهد الليبي أكثر غموضاً عندما سمح البرلمان المصري للقوات المسلحة بعبور الحدود ومساعدة الجيش الوطني الليبي في مواجهة التدخل العسكري التركي في طرابلس وما حولها.

ونقل الموقع الأمريكي عن بعض المراقبين قولهم إن التدخل العسكري المصري المباشر في شرق ليبيا مدفوع إلى حد كبير بمخاوف القاهرة المشروعة المتعلقة بامن الحدود والنشاط المتزايد للجماعات والميليشيات المتطرفة والتنظيمات الخطرة بما في ذلك تنظيم الإخوان وتنظيم داعش وغيرهما من التنظيمات التي تكتسب موطئ قدم بفضل رعاية حكومة السراج للمتطرفين.  
وقالت ميريت مبروك، مديرة برنامج مصر بمعهد الشرق الأوسط في واشنطن: "إن مصر قلقة للغاية بشأن الميليشيات، وبالفعل تجتث المتطرفين من سيناء، وتم القبض على متطرفين تربطهم علاقات وتعاون بجماعات الميليشيات في ليبيا وتم تدريبهم في ليبيا". وأكدت ميريت مبروك أن مصر تشترك في حدود يسهل اختراقها مع ليبيا يبلغ طولها 1200 كيلومتر، وتشكل مصدر قلق أمني رئيسي للحكومة المصرية.

الأزمة الليبية 
 في حين أن قرار القاهرة كان مدفوعًا بالتدخل التركي في الحرب الأهلية الليبية، إلا أن المخاوف من تسلل الميليشيات عبر الحدود إلى مصر زادت في الأسابيع الأخيرة. وقال البرلمان المصري إنه وافق على إرسال قوات إلى الجبهة الغربية مع ليبيا للدفاع عن أمنها القومي. وأدان وزير الخارجية المصري سامح شكري مؤخراً "دعم القوى الإقليمية للقوى المتطرفة"، داعياً مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة (UNSC) إلى وقف خطر المنظمات الإرهابية في ليبيا. وألقت وسائل الإعلام المحلية المصرية باللوم على التدخل التركي في ليبيا في زيادة أنشطة الإرهابيين، مثل داعش، على مستوى الشرق الأوسط.  

التهديد السياسي
يعتقد بعض الخبراء أنه من خلال إرسال قوات إلى ليبيا، تأمل الحكومة المصرية في تأمين الحدود الغربية لمصر من تسلل المسلحين وإحباط المخططات الإرهابية، وترى القاهرة تهديدًا حقيقيًا في احتضان حكومة السراج لحلفاء من الإخوان. وصنفت مصر الإخوان كمنظمة إرهابية في أواخر عام 2013، وهو قرار أدانته تركيا بشدة، والتي استضافت العديد من أعضاء التنظيم منذ فرارهم من مصر. في عام 2019، طلب السيسي من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصنيف جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية، وهي خطوة اعتبرتها تركيا هجومًا على الديمقراطية في الشرق الأوسط.
ويعتقد حافظ الجويل من معهد السياسة الخارجية، أن لدى الرئيس السيسي "أسباب جدية" للخوف من أن صعود حكومة الوفاق الوطني المدعومة من تركيا إلى السلطة في ليبيا سيعتبر تمكينًا للمليشيات الإرهابية، وأي صعود محتمل للإسلام السياسي في ليبيا سيفرض تهديدًا ضد مصر".

 منطقة عازلة
يقول بعض الخبراء إنه من غير المرجح أن تذهب مصر إلى حد الدخول في مواجهة مباشرة في ليبيا ، خاصة وأن مثل هذه الخطوة يمكن أن تخاطر بحرب إقليمية مباشرة مع تركيا. ومع ذلك، فإن السيناريو الأكثر احتمالاً هو أن تقوم القاهرة بإنشاء منطقة عازلة لحماية حدود مصر في شرق ليبيا. وقال التقرير إن هناك احتمال أن يسعى الجيش إلى إنشاء منطقة عازلة مماثلة لتلك التي قامت بها تركيا في سوريا.