الثلاثاء 19 مارس 2024 الموافق 09 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

اتهامات بسرقة فيلم إسرائيلي ومغازلة الصوفيين.. إبراهيم عيسى «صاحب الجدل»!

الرئيس نيوز

لم يمر الأسبوع الأول على طرح فيلم "صاحب المقام" على منصة "شاهد  vip"، حتى بدأ الجدل حول الفيلم يتصاعد تدريجيا ما بين اتهامات بالسرقة لمؤلف العمل الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى، كما تردد أنه استنسخ الفيلم من قصة فيلم إسرائيلي اسمه "مكتوب" عرض عام 2017، في الوقت نفسه استقبل الكثيرون الفيلم بإشادات واسعة بالفكرة والسيناريو والحوار.

 وبين اتهامات باستنساخ فيلم إسرائيلي وإشادات بالفيلم وطاقم عمله.. يرصد "الرئيس نيوز" التفاصيل الكاملة حول الفيلم الذي يقوم ببطولته آسر ياسين ويسرا وأمينة خليل وريهام عبدالغفور وسلوى محمد علي ومحمود عبدالمغني، وإنجي المقدم، مع ظهور عدد من ضيوف الشرف أبرزهم الفنان الراحل إبراهيم نصر، وإخراج محمد العدل.

قصة الفيلم

تدور قصة الفيلم حول رجل أعمال ناجح يدعى "يحيى"، يعيش في عالم الثروة واللامبالاه، ويحاول هدم مقام لأحد الأولياء الصالحين ويدعى ضريح الشيخ هلال، لإنشاء منتجع سياحي مكان المقام.

 تنقلب حياة رجل الأعمال رأسا على عقب، بعد هدم المقام، ويقع في مشاكل عدة، ما يدفع للاعتقاد بأن ما حدث لحياته هو نتيجة مباشرة لهدم مقام الولي، ويتحول بعد ذلك من المادية الشديدة في حياته للالتفات للإشارات الروحانية باعتبارها رسائل عليه تنفيذها.

 ويبدأ رحلة جديدة تتغير فيها حياته بشكل كامل أملًا في شفاء زوجته من غيبوبة غير معلومة السبب.. وأثناء زيارته لمقام الإمام الشافعي يقرر تحقيق الأمنيات الموجودة في رسائل الزوار، ويأخذ الفيلم بعدها خطًا دراميًا مختلفُا، وتداخل شخصيات عدة في الأحداث خلال رحلة تتبع أصحاب الرسائل.. لتنتهي أحداث الفيلم بالبطل يلقي رسالته إلى الإمام الشافعي هو الآخر.

طارق الشناوي : اتهام إبراهيم عيسى بسرقة "صاحب المقام" غير موضوعي

الناقد الفني، طارق الشناوي، قال إن محاولة الزج بفيلم "صاحب المقام" وربطه بالفيلم الإسرائيلي "مكتوب" محاولة شريرة تستهدف إبراهيم عيسى نفسه، ولا تستهدف الفيلم، مشيرا أن اتهام الكاتب بسرقة الفكرة اتهام باطل وغير مثبت، أما الأخطر هو اتهامه بسرقة فيلم إسرائيلي وتمصيره هو اتهام خطير جدا.

وأضاف الشناوي أن الخط الوحيد المتشابه بين الفيلمين أن هناك أمنيات على حائط المبكى ورسائل للإمام الشافعي، وهذا لا يعني على الإطلاق أن الفيلم مسروق، وكشف أنه لو كان الفيلم مسروقا فعلا فلن يتنازل صناع الفيلم الإسرائيلي عن حقوقهم في الملكية الفكرية، وسيطالبوا بالحصول على ملايين الدولارات مقابل استغلال فكرتهم، وهذا لم يحدث، وما حدث فقط مجرد هجوم من البعض داخل مصر للربط بين الفيلمين بدون أي سند أو دليل واحد.

وعن الفيلم نفسه قال الشناوي : الفيلم مصنوع بحرفية شديدة ومتعه لجمهور السينما، يظلمه عرضه على منصة إلكترونية لأنها تغتال روح السينما، ولكن يستحق التحية الكاتب إبراهيم عيسى والمخرج محمد العدل وكل أبطال العمل، والمنتج أحمد السبكي الذي تحمس للفكرة، مشيرًا لأن هناك بعض النقاط في الأحداث تتطلب التوقف عندها سواء بالسلب أو بالإيجاب، ولكن في المجمل "صاحب المقام" يحمل فكرا جديدا ويضع يده على نقاط خلافية كثيرة في المجتمع على المستوى الفكري.

أستاذ جامعي وناقد فني : "صاحب المقام" فيلم "قص ولزق"

الدكتور خالد عاشور، الناقد الفني، قال إن إبراهيم عيسى في فيلمه الأخير "صاحب المقام" حاول ان يعرض فكرة هي خليط ومزج مشوهه من (قنديل ام هاشم والزعبلاوي والخواجة عبد القادر) فانتهي به المطاف بفيلم باهت.

 

وتابع أن هناك فرق بين أن تكتب رواية أو سيناريو لفيلم يتناول التصوف من منظور سردي، وان تصنع فيلماً عبارة عن (قص ولزق) من أفلام قديمة لأساتذة أجادوا الحرفة مثل يحيي حقي في "قنديل ام هاشم" أو نجيب محفوظ في قصته الزعبلاوي أو "اللص والكلاب"، أو حتى الروائي أشرف الخمايسي في روايته البديعة «الصنم»، أو تصل الى مستوى من الحرفية لسيناريست معاصر مثل عبد الرحيم كمال في "الخواجة عبد القادر" الذي يتناول عالم التصوف بصورة شيقة بتوازن بين التصوف واستخدامة في الاسقاطات الرمزية والنفسية للهروب من سطوة الدين.

وأضاف عاشور، أن عالم المتصوفة هو الأكثر رحابة بين الفرق الدينية المتشددة كالإخوان في تلونهم او السلف في تشددهم وتخابرهم واستعمالهم أداة في يد أي نظام كعصاة تخيف بها المتصوفة، لافتًا لأن نجيب محفوظ كان الأكثر ذكاء في توظيف عالم التصوف بطبيعته العلمانية التي تميل إلى التصوف كأبسط الأشكال الدينية سهولة ويسر، من دون تقيد بأحمال وسجن الدين والذي يعطل المخيلة،

وأوضح أن الأديان بطبيعتها معطلة للمخيلة والابداع ليهرب منها نجيب محفوظ الى عالم التصوف ورحابته وسهولة التحرك فيه دون التكفير او النعت بالألحاد، وما اسهلها تهمة تستخدمها الأنظمة الديكتاتورية قبل الجماعات المتشددة للتخويف.

واستطرد الناقد الفني أن ابرهيم عيسى كعادته خرج علينا بفيلمه الذي كتب السيناريو الخاص به هو ذاته كما فعل بفلمه السابق له "الضيف"، واذا كان فيلم الضيف وقع في فجوة فرد العضلات الفارغة لاستعراض معلومات ابراهيم عيسى المغلوطة من اساسه لينتهي فيلمه الضيف كمحاضرة سمجة واداء باهت من خالد الصاوي ومسرحة الفيلم بطريقة شكيسبيرية مقيته ذات صوت عال وجعجعة كثيرة دون طحين.

وأشارإلى أنه بعد إزالة المقام أو الضريح لم يكن تحته أي جثة لأي بشر سوى بعض الخطابات والقليل من الأكل والنذور قدمت لذلك الوهم (ضريح الشيخ هلال)، وهذا ينسف الفيلم من اوله، فاذا كان لا وجود لجثة ولي ولا وجود لضريح من أساسه، فما هي الحاجة الى هذا السرد والسيناريو اذا كان المبني عليه من الساس فارغ بلا أصل.

وأنهى عاشور حديثة قائلا: صاحب المقام فيلم ساذج وسيناريو أكثر سذاجة يحتاج صاحبه الى دراسة كتابة السيناريو من جديد ويفضل تعلم كتابة الرواية من أساسه، واشار أن ابراهيم عيسى يغازل المتصوفة بفيلم فقير على المستوى الفني والبصري والتصويري والإخراجي.

قصة الفيلم الإسرائيلي

بعد ساعات معدود من طرح الفيلم على منصة "شاهد vip" تباينت الآراء حوله على مواقع التواصل الاجتماعي، ما بين اتهامات باقتباس الفيلم من الفيلم الإسرائيلي "مكتوب" الذي عرض عام 2017، وما بين مدافعين عنه وعن الانتقادات الموجهة له.

 بالرجوع إلى الفيلم الإسرائيلي "مكتوب"، المعروض على منصة "Netflix"، نجد أن أحداثه تدور في إطار كوميدي حول البطلين "ستيف" و"شوما"، اللذان يعملان في النصب والاحتيال،  وفي مشهد واحد من الفيلم، يحدُث التحوّل لهما ويميلان إلى الروحانية، أن شهدا تفجير مفاجئ أثناء تواجدهما في أحد المطاعم لتتحول أجساد كل من في المطعم إلى أشلاء، عدا هما، فيقررا الذهاب إلى حائط المبكى، كي يتتطهرّا من أفعالهما، ويتركان الأفعال الإجرامية ويتجهان إلى مسارًا جديدًا ومغايرًا.

وعن طريق الصدفة، تأخذ أحدهما رسالة وضعها شخص غريب في شقوق حائط المبكي، تباركًا بالمكان وإيمانًا بقبول الأمنيات، فيقرر بطلا الفيلم، مساعدة الآخرين، وتحقيق الأمنيات، من خلال الرسائل الموجودة، وهو ما ربطه البعض بما فعل "يحيي" بطل "صاحب المقام" بتحقيق أمنيات مُريدي الإمام الشافعي.