الثلاثاء 23 أبريل 2024 الموافق 14 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

خبراء: سيول السودان لا تؤثر على مخزون مصر المائى والسدود الكبرى آمنة

الرئيس نيوز

 تشهد السودان موجة من الأمطار والسيول الغزيرة، والتى تستمر على مدار ثلاثة أيام مقبلة بداية من الثلاثاء، خاصة على مناطق شرق السودان والعاصمة الخرطوم، والتى أدت إلى إجتياح المياه للعديد من القرى وهدم المنازل، بالإضافة إلى إنهيار  مفاجئ لسد مائي صغير بنمنطقة بوط فى ولاية النيل الأزرق والذى يخزن حوالى 5 مليون متر مكعب على أحد روافد النيل الأبيض الصغيرة بالسودان وقريبا من الحدود مع جنوب السودان ويستخدم لحصاد مياه الأمطار بغرض الشرب، مما أدى إلى تدمير مئات المنازل ومحاصرة العديد من الأحياء، فى ظل تخوفات من إنهيار المزيد من السدود وتساؤلات حول تأثيرها على المخزون المائى لمصر.


3 أيام متواصلة للأمطار الغزيرة 

وأكد خبراء زيادة هطول الأمطار خلال فترة الفيضان مع إستمرار السيول التى تهدد العديد من المناطق، مشيرين إلى وجود آثار سلبية على المنازل والمواطنين والسدود الصغيرة نتيجة سعتها التخزينية المحدودة وتخوفات من إنهياريا.

وأوضح الخبراء، أن غزارة الأمطار التى شهدتها السودان مؤخراً وامتلاء الخزان، ومن المتوقع زيادة الأمطار هذا الموسم مع فيضان النيلين الأزرق والأبيض خلال الفترة القادمة، مؤكدين عدم وجود أية تأثيرات للسيول على المخزون المائى لمصر.

وقال الدكتور عباس شراقى، أستاذ الموارد المائية بكلية الدراسات الإفريقية، إن الأمطار ستعاود السقوط بغزارة بداية من الثلاثاء، وذلك بعد موسم غير مسبوق للأمطار فى منطقة البحيرات العظمى أى بحيرة فيكتوريا، فى مايو الماضى والذى غالبا مايتبعه موسم عالى الأمطار فى اثيوبيا والسودان بغزارة.


ولفت إلى عدم صحة فيديو متداول فى وسائل التواصل الاجتماعى وبعض وسائل الاعلام على أنه انهيار لسد بوط رغم أن الصور الفضائية لآخر يومين فى منطقة السد لاتظهر ذلك.

وأشار إلى غياب دور وزارة الرى السودانية فى توضيح ما يحدث ومتابعة آثاره، مؤكدا على ضرورة تحرك الحكومة المصرية لمعاونة السودان وتقديم العون للمواطنين كما سبق وأرسلت شحنات من الأدوية وغيرها، وذلك لحمايتهم من الأمطار الغزيرة.


مساهمة مياه السودان بنهر النيل ضعيفة 

وأكد أستاذ الموارد المائية، إلى معاودة سقوط السيول والأمطار الغزيرة بداية من الثلاثاء المقبل فى شرق السودان والخرطوم ويومى الأربعاء والخميس فى الغرب، وذلك بعدما شهدت هذه المناطق الأربعاء الماضى أمطارا غزيرة أدت إلى حدوث مشاكل بأحد السدود الصغيرة بولاية النيل الأزرق هو سد بوط الذى يخزن 5 مليون متر مكعب من المياه.

وأشار إلى أنه فى ذات الوقت يرتفع منسوب النيلين الأبيض والأزرق الذى بدأ أمس فى الفيضان فى بعض الأماكن، كما يقوم المواطنون ببعض القرى بعمل جسور من الطمى على ضفاف النيل وفي المناطق التي تمر بها الأودية لحماية قراهم من خطر الفيضان والسيول.

وأكد شراقى لـ"الرئيس نيوز"، أنه رغم كثافة وغزارة الأمطار على السودان خلال فترة الفيضان الحالية ومع بداية شهر أغسطس، إلا أنه يتم فقد كميات كبيرة منها ولا يتم الإستفادة منها، وأن مساهمتها فى مياه نهر النيل ضعيفة جدا ولا تكاد تذكر، مشيرا إلى أن سقوطها يشير فى ذات الوقت إلى سقوط الأمطار بكثافة على إثيوبيا أيضا، حيث بدأ موسم الفيضان فى إثيوبيا أول يوليو الجارى وتم حجز مياه الثلاثة أسابيع الأولى والتى تقدر بخمسة مليارت متر مكعب.

كما تفيض مياه باقى الشهر وهى 2 مليار متر مكعب من أعلى الممر الأوسط لسد النهضة ويستمر هذا الفيضان حتى نهاية سبتمبر المقبل.

وأكد أستاذ الموارد المائية، أنه لا يوجد أدنى تأثير لأمطار السودان الغزيرة على مخزون مصر المائى، لأنها مورد ضعيف جدا، كما تفقد خلال طريقها، وذلك بمعدل فقد 10 مليار متر مكعب فى جنوب السودان و10 أخرى فى الشمال.

وذلك بالإضافة إلى فقد 10 مليارات متر مكعب فى النوبة والسد العالى أى بإجمالى 30 مليار متر مكعب من المياه، وبذلك لا يكون لها أى أثر على مخزوننا من المياه، لأن موارد مصر 85% منها من النيل الأزرق والهضبة الاثيوبية و15% من الهضية الاستوائية، وبذلك ليس هناك أى رقم للسودان فى مخزون مصر وكل ما يضاف إلى النيل من مياه يفقد فى الطريق لأنه يسير فى مناطق جافة جدا .

وأشار إلى أوغندا يصل منها حوالى 26 مليار متر مكعب من المياه للسودان، ونهر السوباط يمدها بـ13 مليار متر مكعب، أى حوالى 40 مليار متر مكعب ولكن كل هذه الكمية تفقد فى الطريق والتى تصل إلى الخرطوم من عطبرة والنيل الابيض وحتى بعد وصولها الخرطوم يتم فقد 7 مليار متر مكعب منها فى صحراء النوبة، ولذلك لا تإثير منها على مخون مصر من المياه، لكن أهميتها فى أنها تشير إلى وجود أمطار بكثافة وفيضان فى إثيوبيا، بالاضافة إلى أن إنهيار سد بويط ليس له  علاقة بسد النهضة حيث أنه على رافد صغير فى حوض النيل الأبيض.

كما أن هناك 6 سدود سوادنية كبرى وهى آمنة، ولكن التى تتعرض للانهيار هى سدود صغيرة بسعات صغيرة جدا وتتواجد فى كثير من المناطق ومنها سيناء أيضا.

من جهته قال الدكتور محمد نصر الدين علام، وزير الموارد المائية والرى الأسبق، أن أزمة الأمطار فى السودان وغرق بعض المناطق نبعت من سوء ادارة للموارد المائية وعدم قدرة السدود أو محدودية قدرتها التخزينية للمياه.

وأشار إلى أن تاثر السودان بسد النهضة قد يكون فى التهديد بالفيضان ومخاطر على كافة السدود بها وأى خطا فى تشغيل سد النهضة ممكن أن يقوم بإزالة السدود بها.