الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

التصعيد الإثيوبي مستمر.. وتوقعات بحدوث توترات إقليمية بسبب السد

الرئيس نيوز

ثارت حالة كبيرة من الغضب بعد أن اعترفت إثيوبيا، الأسبوع الماضي، بأنها بدأت في ملء الخزان في سدها الضخم على نهر النيل الأزرق، إذ يشعر المراقبون بالقلق من أن البلدان المجاورة قد تشعر أن خيارات الرد على مشروع السد قد بدات تنفد خاصة مع امتداد المفاوضات لفترة طويلة بدون نتائج ملموسة، واهتمت صحيفة الأوبزيرفر الأوغندية بصفة خاصة، بما يمثله السد الإثيوبي من خطر مباشر على دول المصب، وتهديد وصول المياه العذبة إلى دولتى المصب.
ونقلت الصحيفة عن ميريت مبروك، زميلة كبيرة ومديرة برنامج دراسات مصر بمعهد الشرق الأوسط، قولها إن الأخبار الأخيرة عن سد النهضة الإثيوبي يمكن أن تزيد التوترات بين مصر والسودان وإثيوبيا، لافتة لأن العمل العسكري في ضوء المعطيات الأخيرة هو "الخيار Z" أي الأخير في قائمة طويلة من التحركات الاستراتيجية، ولكنه لا يزال ممكنًا. 

الصراع على النيل

وأكدت الصحيفة أن "لا أحد في أفريقيا يريد هذا النوع من الصراع، ولكن أمام استمرار التعنت الإثيوبي، فقد تضطر مصر والسودان لذلك كخيار نهائي، على الأقل بالنسبة لمصر، على أساس أن مصر تفهم جيدًا أنه في حالة الخيار العسكري لن يكون هناك فائز فالكل يخسر".
وفي منتصف يوليو، ظهرت تقارير تفيد بأن إثيوبيا بدأت في ملء السد الذي تبلغ سعته 70 مليار متر مكعب، والذي يقع على رافد النيل الأزرق لنهر النيل، كانت الأخبار مدعومة بصور الأقمار الصناعية، والتي يبدو أنها تظهر تجمع المياه بالفعل خلف السد. وكانت إثيوبيا قد نسبت في السابق تجمع المياه إلى الفائض الموسمي.
وقال رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، إن السد وصل إلى هدفه الأول، معلنًا أن السد سيستغرق ما يصل إلى سبع سنوات لملئه، بينما قال سيليشي بيكيلي، وزير المياه والطاقة الإثيوبية، في حديث مع صوت أمريكا إن هدف العام الأول كان 4.9 مليار متر مكعب، ولا يزال الوزير الإثيوبي يعتقد أنه ليس هناك خيار آخر غير  الحل السلمي أي "أن تعترف جميع الأطراف بالأهداف التنموية وتجد وسيلة حيث توجد تنمية فعالة.. لكن من الواضح أن الطريق إلى الأمام ليس ممكنًا إذا حصل أحد الطرفين على صفر وحصل الآخر على كل شيئ".

دعم من المعارضة

 أشار تقرير الأوبزيرفر، إلى أن رئيس الوزراء الإثيوبي حصل على دعم من بعض أحزاب المعارضة للموقف من السد، وقال كجيلا ميرداسا، رئيس العلاقات العامة في جبهة تحرير أورومو، للخدمة الأمهرية في صوت أمريكا: "نعتقد أنه من الجيد أن كمية معينة من المياه قد بدأت بالفعل في ملء خزان السد.. ولكن حتى الآن، هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به".
وقال مولوجيتا آبي، نائب رئيس حزب اتحاد عموم أثيوبيا: "لا يتم بناء سد النيل بقصد إيذاء الآخرين، ولكن حتى يتمكن الإثيوبيون من الاعتماد على أنفسهم، إنه لأمر رائع أن يصل السد إلى هذا المستوى من التعبئة الأولية على الرغم من البيئة التي يوجد بها العديد من الجماعات المسلحة الداخلية والخارجية". 
في المقابل، أثارت الأنباء غضب المفاوضين السودانيين والمصريين الذين يعتقدون أن إعلان المبادئ لعام 2015 الذي وقعته الدول الثلاث يحظر التنفيذ من جانب واحد، بعدما سجلت السودان انخفاضا قدره 90 مليون متر مكعب يوميا في محطة الدايم على النيل الأزرق منذ أن بدأت إثيوبيا في ملء خزان السد ويمكن أن يسبب ذلك مشاكل في الحصول على المياه العذبة للسودانيين.

الفقر المائي


وأوضحت ميريت مبروك، أن السودان صحراء بنسبة 50 في المائة ومصر صحراء بنسبة 96 في المائة ويعتمد كلاهما بشدة على النيل للحصول على المياه العذبة قائلة: "مصر، على سبيل المثال، لديها حوالي 560 متر مكعب من المياه المتاحة للفرد، أقل بكثير من 1000 متر مكعب المطلوبة لتكون أعلى من عتبة فقر المياه المعلنة من قبل الأمم المتحدة".

وأضافت: "مصر واعية جدا لاستخدامها للمياه وهي تعمل على ترشيد الاستهلاك منذ وقت طويل.. لقد خفضت المحاصيل كثيفة الاستخدام للمياه مثل الأرز والقطن".
ولفتت الصحيفة إلى أنه يبدو من غير المرجح التوصل لحل سريع لملف السد الإثيوبي في ظل تصريحات إثيوبيا أنها ستكمل السد بين العامين 2022 و2023، وأن ملء خزانه قد يستمر لمدة عام أو عامين بعد ذلك، حسبما قال سيليشي لصوت أمريكا.