الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

الـ«خط الأحمر» في ليبيا يشكل صداعًا لإدارة ترامب.. وتخوفات من مواجهة عسكرية

الرئيس نيوز

اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست"، الصدام المصري التركي المحتمل على المسرح الليبي سببًا وجيهًا لصداع جديد لإدارة الرئيس دونالد ترامب، فالقاهرة وأنقرة حليفتان مؤكدتان لواشنطن، ودل على ذلك مجمل تصريحات الرئيس ترامب.

 وتابعت وسائل الإعلام الأمريكية باهتمام سماح مجلس النواب المصري بنشر القوات المصرية في ليبيا، إذا اقتضت الضرورة، وسلطت صحيفة صوت أمريكا الضوء على تحذير السيسي لميليشيات فايز السراج المتمركزة في طرابلس والتي تدعمها تركيا في وقت سابق من هذا الشهر من تجاوز "الخط الأحمر" الذي تعتبره مصر حيويًا لأمنها في مدينة سرت الساحلية الليبية.

ورصدت واشنطن بوست حالة ارتياح في أوساط إدارة ترامب من أن التصويت في البرلمان المصري على التدخل العسكري المصري في ليبيا لا يبدو أنه أثار أي نشاط عسكري فوري في ليبيا. 

وكان قرار مجلس النواب بالإذن بنشر القوات المصرية في ليبيا مجددًا لمخاوف واشنطن من اشتعال برميل البارود في المنطقة بالتصعيد المحتمل للصراع الليبي. وفي الوقت نفسه، تتزايد الضغوط الدولية على تركيا بسبب تدخلها في الصراع الليبي، حيث ضاعفت أنقرة دعمها لحكومة فايز السراج، مما يثير مخاوف من حرب إقليمية أوسع لم تحسب إدارة ترامب حسابها أو هكذا تصر أن تبدو.

وفي أعقاب المباحثات الهاتفية التي جرت مؤخرًا، ضم الرئيس دونالد ترامب والرئيس عبد الفتاح السيسي أصواتهما للدعوات الدولية المتزايدة لوقف إطلاق النار في ليبيا، وأعلن البيت الأبيض في بيانه تأكيد الزعيمان على ضرورة وقف التصعيد الفوري في ليبيا، بما في ذلك وقف إطلاق النار والتقدم في المفاوضات الاقتصادية والسياسية". كما دعا الاتحاد الأوروبي، من جانبه، إلى إنهاء الأعمال العدائية.

وتأتي دعوات وقف إطلاق النار في الوقت الذي رصد فيه مراقبون تحرك ميليشيات السراج المدعومة من تركيا على نحو يشي بالتصعيد تارة، وبالتهدئة تارة أخرى، إلا أن جميع الدلائل تشير إلى مطامع الميليشيات في مدينة سرت ذات الأهمية الاستراتيجية، والتي تعد بوابة لكثير من احتياطيات الطاقة الهائلة في ليبيا. ومنذ يناير، بدأت تركيا في إرسال أفراد عسكريين إلى ليبيا لدعم حكومة السراج ومقرها طرابلس.

ومثلما تدخل حلف شمال الأطلسي في ليبيا في 2011، بناء على طلب واشنطن، من غير المحتمل أن يتم إصلاح مستنقع التحالفات والمنافسات دون مساعدة واشنطن، إذ كتب فيليب كوالسكي بمجلة "ناشيونال إنترست": "كانت سفينة تابعة للبحرية الفرنسية تفرض حظر الأسلحة وفقًا لتفويض الأمم المتحدة على ليبيا فنشبت مناوشات بينها وبين البحرية التركية في 10 يونيو. 

وسعت الفرقاطة الفرنسية كوربيه إلى سحب سفينة شحن يشتبه في أنها تهرب أسلحة إلى ليبيا. وتدعي باريس أن السفن التركية استهدفت بعد ذلك كوربيه بأنظمة أسلحتها. على الرغم من أن كل من تركيا وفرنسا عضوان في الناتو، فقد تبادلا انتقادات حادة بشأن الحادث، مما يسلط الضوء على توترات داخلية من أجل مستقبل ليبيا بين أعضاء الحلف الذي يبلغ من العمر 71 عامًا. من غير المحتمل أن يتمكن أي عضو في الناتو بخلاف الولايات المتحدة من تصحيح هذا المسار الخطير - وهو جهد سيتطلب صدًا ضد طموحات أعضاء الناتو الأفراد، وخاصة تركيا.

ومن المفارقات أن قادة الناتو قد أشادوا بالتدخل المدعوم من الأمم المتحدة في ليبيا عام 2011 كدليل على دور الحلف الجديد في فترة ما بعد الحرب الباردة، وقد أشاد الأمين العام آنذاك لحلف الناتو أندرس فوج راسموسن بالعملية باعتبارها تقدم "نموذجًا لمهام الناتو المستقبلية"، بينما رأى الأدميرال جيمس ج. ستافريديس، الذي كان آنذاك قائدًا أعلى لحلف الناتو، أن التدخل في ليبيا "أظهر أن الحلف لا يزال مصدرًا أساسيًا للاستقرار". ساءت الأمور بسرعة بعد عام 2011، ومع ذلك، فإن ليبيا، التي كانت في السابق فصلاً يحتمل أن يوحد ويعيد التأكيد على الناتو، يهدد الآن بتمزيق حلف شمال الأطلنطي.