الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

زيارة «عراب الخراب».. كيف أربك «برنارد ليفي» حلفاءه في ليبيا؟

الرئيس نيوز

أثارت الزيارة المفاجئة للكاتب اليهودي الفرنسي «برنارد ليفي»، إلى بعض المدن الليبية، التي تسيطر عليها ما تسمى حكومة الوفاق، جدلًا كبيرًا؛ لكونه شخصية يحيط بها الريبة، إذ ساهم بقدر كبير في إثارة النزعات والحروب، في العديد من البلدان حول العالم، وبمجرد ظهور صورًا لليفي وهو يتجول برفقة عناصر تتبع «داخلية الوفاق» في بعض المدن الليبية؛ وسارع عدد من الليبيين في التعبير عن رفضهم الزيارة، معتبرين إياه «عراب الخراب» الذي حل في ليبيا منذ اندلاع الثورة التي أطاحت بالعقيد الراحل معمر القذافي.
أربك خروج الزيارة للعلن «الوفاق»، لتبادر مسرعة في نفي علمها بالزيارة، فضلًا عن صلتها بها، وقالت إنها ستجري تحقيقات في الزيارة وستتخذ إجراءات رادعة بحق كل من يُدان.

الكل ينفي

بعد موجة الرفض والانتقادات العالية؛ سارع الكل لغسل يده من الزيارة، فمن جهته أصدر السراج بيانًا، زعم فيه أن «المجلس الرئاسي لا علاقة ولا علم له بالزيارة، ولم يتم التنسيق معه بشأنها»، لافتًا لأن المجلس اتخذ إجراءاته بالتحقيق في خلفية هذه الزيارة لمعرفة جميع الحقائق والتفاصيل المحيطة بها.
وأضاف البيان: «يؤكد المجلس على اتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة بحق كل من يدان بالتورط مشاركا أو متواطئًا في هذا الفعل الذي يعد خروجا على الشرعية وقوانين الدولة».
في المقابل، أكد شهود عيان، أن زيارة «ليفي» جاءت وسط حماية قوات تتبع ما يسمى بـ«وزارة الداخلية التابعة للوفاق»، بينما زعم رجل تركيا في ليبيا «فتحي باشاغا»، أن الحكومة لم توجه أي دعوة رسمية لـ«ليفي» لزيارة البلاد، وكتب عبر حسابه الرسمي على «تويتر»: «الحكومة لم تدع رسميا أي شخصية صحفية لزيارة ليبيا وبعض الأطراف (دون تسمية) اعتادت الاصطياد في الماء العكر خدمةً لمآرب سياسية معروفة».
في السياق نفسه، أعرب رئيس ما يسمى المجلس الأعلى للدولة الليبي، خالد المشري، عن دهشته للسماح بدخول «ليفي» إلى مصراتة، وطلب تحقيقا في الزيارة والجهة الداعية لها، فيما نفى المجلس البلدي في مصراتة، علاقته بزيارة ليفي إلى المدينة.
غضب شعبي
على المستوى الشعبي، نظم أهالي ترهونة وقفة بالمدينة ضد الزيارة، وقالوا في بيان مشترك عقب الوقفة: «نرفض زيارة برنارد ليفي ونحمل المسؤولية الكاملة للجهة التي نسقت الزيارة»، كما نقلت تقارير ليبية وفقًا لروايات شهود عيان، أن مسلحين أطلقوا النار باتجاه موكب ليفي في ترهونة، وأجبروه على التراجع تحت حماية سيارات أمنية تابعة لداخلية الوفاق.
من هو ليفي؟
يعرف برنارد ليفي إعلاميًا بـ«عراب الثورات العربية»، وهو أكاديمي وإعلامي ومفكر سياسي يهودي فرنسي، له صداقات مع كبار الأثرياء والساسة الفرنسيين، بمن فيهم الرئيس السابق نيكولا ساركوزي. 
ولد «ليفي» لعائلة سفاردية يهودية ثرية في الجزائر في 5 نوفمبر 1948 إبان الاحتلال الفرنسي للجزائر، وقد انتقلت عائلته لباريس بعد أشهر من ميلاده، وهو متزوج من الممثلة الفرنسية أرييل دومباسل، وأنجبت له ابنتين ثم طلقها وتزوج من سيلفي يوسكاس.
ذاع  صيته في البداية كمراسل حربي من بنغلادش خلال حرب انفصالها عن باكستان عام 1971، وكانت هذه التجربة مصدر لكتابه الأول، وفي عام 1981 نشر ليفي كتابًا عن الإيديولوجيا والفرنسية، واعتبر هذا الكتاب من الكتب الأشد تأثيرا في الفرنسيين لأنه قدم صورة قاتمة عن التاريخ الفرنسي.
دعم المفكر اليهودي التدخل في حرب البوسنة عام 1990، كما دعم تدخل حلف الناتو في يوغوسلافيا السابقة، وفي نهاية التسعينات أسس مع يهوديين آخرين معهد «لفيناس» الفلسفي في القدس.
وخلال العام 2009، شكك ليفي في نتائج الانتخابات الرئاسية في إيران، وأخذ في تحريض الإيرانيين على التظاهر، والثورة على نظام الملالي، كما دعا لتدخل دولي في دارفور غرب السودان، وفي مايو 2010، أطرى ليفي على جيش الاحتلال الإسرائيلي، زاعمًا أنه أكثر جيش ديموقراطي في العالم. 
قدم ليفي نفسه مرشحا لرئاسة إسرائيل العام 2011، وتعتبره تقارير ليبية عراب ثورة فبراير في ليبيا، إذ قال عن ذلك إنه عاد إلى باريس وقال للرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى إن التدخل الإنسانى ليس كافيا، ويجب أن يكون الهدف الحقيقى إطاحة القذافى، فوافق ساركوزى، وأصبح ليفى مبعوثا له، وذكر في كتابه «الحرب بدون أن نحبها» أن فرنسا قدمت بشكل مباشر أو غير مباشر كميات كبيرة من الأسلحة إلى المجموعات المسلحة في ليبيا. 

علامات استفهام حول زيارة ليبيا

وعن زيارته الأخيرة لليبيا قال الباحث أشرف سالم لـ«الرئيس نيوز»: «لا أحد يعلم إلى الآن أسباب الزيارة أو دوافعها، لكن عند اكتشافها أربكت ما تسمى حكومة الوفاق بشكل كبير، وتسببت في إحراج شعبي لها؛ لأن برنارد ليفي رجل سيء السمعة في الأوساط الليبية واسمه مرتبط بشكل كبير بالخراب الذي تشهده ليبيا منذ 10 سنوات، لذلك بادرت في نفي علاقتها بها».
وأضاف «سالم» أن «ليفي» زار مصراته وسط حماية قوات فتحي باشاغا، رئيس داخلية الوفاق، لذلك لا يمكن قبول بأي شكل ما يتردد بأن الزيارة تمت من دون علمهم،لافتًا لأنه من الممكن أن يكون «ليفي» وسيط مع مراكز قوى غربية وتحديدًا (صهيوينة)، وأن تلك القوى لها أهدافها التي تسعى لتحقيقها عبر ما تسمى الوفاق.