الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

أمريكا تعاقب إثيوبيا.. إدارة ترامب تخشى المواجهة العسكرية بسبب سد النهضة

الرئيس نيوز

تحول السد الإثيوبي، منذ العام 2011، لأحد النقاط الساخنة المثيرة للتوترات والخلافات في  إفريقيا بصفة عامة، والتوترات الجيوسياسية بين مصر وإثيوبيا بصفة خاصة، ومؤخرًا أصبح أحد الأسباب الرئيسية للارتباك والخلاف داخل أوساط الحكومة الأمريكية، حيث يشعر العديد من المسؤولين بالقلق من أن واشنطن أصبحت في مأزق أمام مصر؛ أحد أهم حلافائها في الشرق الأوسط بسبب تصرفات «أديس أبابا» الأحادية.

ونقلًا عن 6 مسؤولين ومساعدين بالكونجرس من المطلعين على ملف السد الإثيوبي، أشار«روبي جرامر» في تقرير، نشرته مجلة فورين بوليسي، إلى أن إدارة ترامب تدرس حجب بعض المساعدات لإثيوبيا بشأن مشروع السد الذي أدى إلى توتر شديد لعلاقتها مع دولتي المصب السودان ومصر، خاصة بعد تصريحات الرئيس السيسي التي أكد فيها أن القاهرة تتمسك بجميع الحقوق في الدفاع عن الأمن المائي لمصر بشتى الوسائل.

ويخشى الكثيرون في مصر من أن السد يمكن أن يهدد إمدادات المياه التي تعتمد عليها أوجه الحياة في البلاد، لكن بعض المسؤولين الأمريكيين قالوا إن المشروع غذى أيضًا الانقسامات والارتباك بشأن السياسة الخارجية بين اعضاء إدارة ترامب، منذ أن طلب الرئيس السيسي الوساطة الأمريكية، العام الماضي، في المفاوضات بشأن السد.

إثيوبيا ترفض الوساطة المريكية 

وساعدت مشاركة الولايات المتحدة في المحادثات الرباعية حول السد في وقت سابق من هذا العام، بقيادة وزارة الخزانة، على دفع المحادثات إلى الأمام، لكن رغم ذلك رفضت إثيوبيا التوقيع على اتفاق نهائي، ما أدى لتزايد القلق من أن إدارة ترامب باتت وسيطًا مرفوضًا من قبل أديس أبابا، التي شككت في الولايات المتحدة كوسيط نزيه للتنصل من أي اتفاق ملزم لها.

وأكد المتحدث باسم وزارة الخزانة، إن الإدارة تعمل كوسيط محايد قائلاً: «كان الهدف الوحيد للحكومة الأمريكية، ولا يزال، هو مساعدة مصر وإثيوبيا والسودان في التوصل إلى اتفاقية عادلة بشأن ملء وتشغيل السد الذي يتعلق بمصالح البلدان الثلاثة»، في الوقت نفسه أعلنت  إثيوبيا إن الدول الثلاث أحرزت تقدما كبيرا في نزاعها خلال المحادثات التي توسط فيها الاتحاد الأفريقي، ووافقت على مزيد من المفاوضات التي تهدف إلى حل شامل لقضايا المياه حول السد، ما أرسل إشارة إيجابية لبعض المسؤولين والمراقبين الأمريكيين الذين يخشون من استمرار إثيوبيا في ملء الخزان خلف السد دون اتفاق مع مصر وتحول التوترات الإقليمية إلى مواجهة عسكرية.

اهتمام أمريكي

ووصف مسؤولان في الإدارة تحدثا إلى فورين بوليسي إعلان إثيوبيا الأخير بملء المرحلة الأولى بأنه مؤشر على أن المفاوضين وضعوا الأساس لاتفاق نهائي، إذ قال أحد المسؤولين: «لقد ساعدت مشاركة إدارة ترامب مصر وإثيوبيا والسودان على إحراز تقدم في المفاوضات خلال الأشهر التسعة الماضية أكثر من السنوات التسع الماضية.. والعمل الكبير الذي قامت به مصر وإثيوبيا والسودان على مدى الأشهر التسعة الماضية يظهر أنه من الممكن التوصل إلى اتفاق عادل ومتوازن إذا كان هناك التزام بين الجميع للقيام بذلك».

كما أكد العديد من المسؤولين الأمريكيين أن إدارة ترامب يمكن أن تمضي قدمًا في خفض المساعدات لإثيوبيا إذا وصلت المفاوضات إلى طريق مسدود آخر وفي حالة لم تمكن القاهرة وأديس أبابا من التوصل إلى اتفاق نهائي.