الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل

بعد شهر ونصف من التهديدات التركية باجتياح (سرت-الجفرة).. «أنقرة» تحدد شروطها للحل السياسي!

الرئيس نيوز

مر أكثر من شهر ونصف على تهديدات تركيا باجتياح منطقتي (سرت والحفرة) الاستراتيجيتين، لكن المعطيات على الأرض تؤكد أن «أنقرة» تخشى من تداعيات الاجتياح؛ بعد التهديد المصري بأن المنطقتين تعتبران خطا أحمر لا يمكن للميليشيات التي تقاتل لصالح ما تسمى حكومة الوفاق أن تتجاوزهما.

في السياق نفسه، حصلت القاهرة على تفويض من مجلس النواب الليبي، ومن القبائل الليبية، ومن البرلمان المصري، بشأن التدخل العسكري لحفظ الأمن القومي المصري والليبي؛ الأمر الذي دفع بالرئاسة التركية إلى المبادرة بالقول بأنها لا تنوي الصدام بمصر أو فرنسا في ليبيا ووإعلان دعمها لحل الأزمة سياسيًا.

الجيش الليبي يعلن استعداده الكامل

وأعلن الجيش الليبي، الذي يقوده المشير خليفة حفتر، جاهزية القوات المسلحة للمعركة، وقال الناطق العسكري، اللواء أحمد المسماري: إن الجيش طور من سلاحه الجوي، وقواته البرية ورفع حالة الجُهُوزية القصوى، كما أشارت تقارير صحافية لأأن الجيش الليبي نشر دفاعات جوية من طراز (إس-300) و طرازات أخرى في كل الشرق الليبي، للتصدي لقوات الاحتلال التركي.

وكان الجيش الليبي قد نفذ عملية نوعية استهدفت قاعدة «الوطية» في مدينة ترهونة، وتمكن من تدمير منصات دفاعية تركية من طراز (هوك)، وردارات، وأجهزة تشويش.

شروط مستحيلة

 

بينما تخشى تركيا من تداعيات الهجوم على (سرت والجفرة)، تروج في ذات الوقت أنها على استعداد للقبول بوقف شامل ومستدام لإطلاق النار، لكن بشروط تبدو للوهلة الأولى مجحفة، فضلًا عن كونها غير منطقية،  إذ تسعى تركيا لإخراج الجيش الليبي من اللعبة، بإصرارها على انسحاب الجيش من (سرت والجفرة) وعدم وجود حفتر في أي محادثات سلام.

وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالن لـ«رويترز»: «اتفقنا مع روسيا على مواصلة السعي لوقف إطلاق النار في ليبيا لكن خليفة حفتر، لا يحظى بالشرعية وعلى قواته الانسحاب من مواقع مهمة حتى يخرج أي اتفاق يُعتد به إلى النور.. وأي اتفاق يجب أن يستند إلى عودة لخطوط الجبهة في ليبيا عام 2015 مما يستدعي انسحاب قوات حفتر من مدينتي سرت والجفرة».

 وتطرق «كالن» إلى الموقف المصري، زاعمًا أن أي انتشار مصري في ليبيا سيعرقل جهود وقف القتال، مشيرًا لأن سرت مدينة تطل على البحر المتوسط وتعد بوابة العبور إلى حقول النفط في الشرق، أما مدينة الجفرة، فهي استراتيجية لكونها تحوي قاعدة جوية بالقرب من وسط ليبيا.

حرب كلامية

الباحث في الشؤون التركية، أشرف سالم، علق على تصريحات كالن قائلًا: «تركيا تهدد منذ نحو شهرين بتفيذ معركة كبرى لاسترداد سرت والجفرة، لكنها تدرك عواقب العملية، وأن المكاسب التي حققتها الميليشيات على الأرض قد تذهب سدى لأن الصدام هذه المرة سيكون مع الجيش المصري».

أضاف «سالم»  أن تركيا حاليًا تجري حربًا كلامية، في حين صمتت مصر بعد أن حددت موقفها، ووضعت خطوط لا يمكن لأحد تجاوزها، مرجحًا عدم تنفيذ تركيا أي عمليات في سرت والجفرة، وأنها ستفضل في الوقت الحالي التفاوض للوصول إلى اتفاق يسمح بإعادة تشغيل حقول النفط.

وعن موقف الجيش الليبي من فتح حقول النفط، أوضح «سالم» أن الجيش حدد شرطه لاستئناف عملية استخراج النفط من الحقول الشرقية، وطالب بفتح حساب جديد توضع فيه عوائد النفط يكون بعيدًا عن تصرف البنك المركزي، الذي يسيطر عليه ما يسمى حكومة الوفاق.