السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

قبل 66 عامًا.. «عبدالناصر» لتركيا: لن ننخدع هذه المرة!

الرئيس نيوز

يذكرنا ما يحدث في ليبيا هذه الأيام بمعركة سياسية كبيرة جرت وقائعها عامي 1954 و1955، عندما بدأت الدعوة لإنشاء حلف غربي يضم دولا عربية إلى جانب دول أجنبية في الشرق الأوسط بقيادة بريطانيا؛ تلك الدعوات أسفرت عما سُمي بـ«حلف بغداد» عام 1955، والذي ضم بريطانيا وتركيا والعراق وإيران وباكستان، إذ يبدو أن معارك «الأمن القومي» في منطقة الشرق الأوسط بين مصر وتركيا ليست وليدة اللحظة الحالية، حيث أعطت «أنقرة» لنفسها الحق من قبل في أن تتدخل في معادلة الأمن القومي العربي، الأمر الذي تصدت له القاهرة، كعاصمة قوية في الإقليم باستطاعتها صد هذه المحاولات.



الموقف المصري 

أعلنت مصر موقفها بوضوح في مواجهة «حلف بغداد»، وحاولت جاهدة إعادة العراق إلى المعسكر العربي، الأمر الذي تحقق عام 1958 عندما انسحبت بغداد، بعد سنوات أثبت فيها الحلف الذي كانت ترعاه الولايات المتحدة، فشله في ما أراده من «وقف المد الشيوعي في المنطقة».. وأبعد نفسه عن الصراع العربي الفلسطيني.

وقتها أعلن الرئيس التركي «جلال بايار» خلال زيارته لواشنطن أن «الدفاع عن منطقة الشرق الأوسط يدعو إلى القلق، وإن الجناح الشرقى لتركيا يعتبر ثغرة فى الدفاع عن العالم الحر»، كما طالب دول الغرب بـ«العمل على وجه السرعة على تنظيم الدفاع عن الشرق الأوسط»، وهو مارد عليه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر خلال تصريح صحفي لجريدة «الجمهورية» في 30 يناير عام 1954، متسائلًا: «ماذا تستفيد شعوب هذه المنطقة من الاشتراك فى الدفاع عن العالم الحر إذا كانت دول ما يسمى بالعالم الحر تصمم دائماً على أن تبقى فى مركز السيادة بالنسبة لدول هذه المنطقة.. وتصر على أن تحتلها بقواتها المسلحة رغماً عن إرادتها ضاربة عرض الحائط بكرامتها وسيادتها واستقلالها؟»، مشيرًا إلى أن هذا «العالم الحر» بعد انتصاره حربه اغتصب فلسطينوهي قلب العالم العربي ليهبها للصهيونية العالمية.

رسائل جمال عبدالناصر

وشدد عبد الناصر على أن الهدف الأول لشعوب الشرق العربى هو التخلص من الاستعمار، والتحرر من الاحتلال الذى فرضته بريطانيا باعتبارها إحدى دول العالم الحر،  ثم التخلص من آثار الاستعمار وآثار الاحتلالالتى تستبد بكل فرد من أفراد هذه المنطقة، والتى تتمثل فى الفقر والجهل والمرض.



وواصل رئيس مجلس قيادة الثورة حديثه قائلا: «كل فرد من شعوب الشرق العربى يعلم علم اليقين أن بريطانيا عملت بكل الوسائل بعد انتصارها فى الحرب العالمية الأولى، على تفتيت الشرق العربى، وبث روح الحقد والكراهية وإشاعة الفرقة بين العرب، والسيطرة الكاملة على قواهم الاقتصادية والعسكرية، كما عملت على إشاعة الفساد والقضاء على الروح المعنوية للشعوب العربية، ولم يكن لها هدف فى ذلك كله سوى المحافظة على نفوذها، وتدعيم سيادتها على الشرق الأوسط، والمحافظة فى نفس الوقت على الامبراطورية».

دروس الحرب العالمية لدول للشرق الأوسط

 تحدث «ناصر» كاشفا عن وعي سياسي عميق قائلًا: «إن العرب قد أخذوا درساً بعد الحرب العالمية الأولى ولم يتعظوا به، ثم أخذوا درساً ثانياً بعد الحرب العالمية الثانية.. حينما رأوا شقيقة لهم هى فلسطين تغتصب لتقدم هدية للصهيونية العالمية، لقاء المساعدة والمعاونة التى تلقاها العالم الحر من العرب»!.


كما وجه رسالة قوية لدول الغرب وحلفائها في الشرق الأوسط قائلا بوضوح: «إن العرب لن يُخدعوا بالوعود، فهم إن كانوا قد تعاونوا فى الحرب العالمية الأولى، وإن كانوا تعاونوا فى الحرب العالمية الثانية ثم خدعوا مرة أخرى، فإنهم لن يخدعوا مرة ثالثة.. لأن العرب اليوم وقد اكتمل وعيهم ونضج إدراكهم للتاريخ وعبر التاريخ لن يؤثر عليهم الضغط، ولن تنال منهم الخديعة، ولن تغرر بهم الوعود البراقة».

واختتم حديثه قائلا «إن العالم الحر لن يجد عربياً واحداً ينادى بالمساهمة بالدفاع عن العالم الحر.. ما دامت دول هذا العالم تمثل العدوان الحقيقى والواقعى على شعوب الشرق الأوسط، ومادامت هذه الدول لا تنظر إلى العرب نظرة تنطوى على المساواة الحقيقية، ولا تتعامل معهم معاملة الند للند».