الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

خليفة البغدادي «فاقد الشرعية».. وتوقعات بتفكك «داعش»

الرئيس نيوز

لم يعد لتنظيم «داعش» الوهج القديم الذي  كان عليه حينما دشن التنظيم المدعو أبو بكر البغدادي، في العام 2014، قبل أن تتمكن قوات أمريكية خاصة (دلتا) من قتله في سوريا أكتوبر 2019، إلا أن التنظيم لا يزال له أنصار فيما يعرف بـ"الولايات" المنتشرة في عدد من الدول، وقادرين على تنفيذ هجمات حتى ولو كانت محدودة،كما سادت حالة من الغموض على هوية زعيم التنظيم الجديد إلى أن تمكنت وزارة الخزانة الأمريكية  من تحديد هويته، مارس الماضي، وقالت إنه المدعو، محمد سعيد عبد الرحمن المولى، وهو يلقب بألقاب عدة منها "البروفسور" أو "المدمر"، في ظل ما ينسب له من مسؤولية عن المجزرة الوحشية بحق الأقلية الأيزيدية في شمال العراق.
يعرف المولى داخل تنظيم بـ «الأمير أبو إبراهيم الهاشمي القرشي»،بعد تنصيبهفي نهاية أكتوبر 2019 من قبل قيادة تنظيم الدولة الإسلامية خلفاً لأبو بكر البغدادي الذي قتل في هجوم أميركي.
وفي أعقاب تسمية المولى زعيمًا جديدًا لداعش، ظلت حالة من الغموض تكتنف شخصيته، إذ ترصد تقارير أن المخابرات العراقية والأميركية، لم تتمكن من تحديد هويته رسمياً إلا بعد أشهر عدة.
أصل تركماني
الغريب في الأمر أن المولى ذو الأصول التركمانية، ومولود على الأرجح في العام 1976، بينما يشترط التنظيم أن يكون الخليفة قرشيًا، ما يطرح العكثير من الأسئلة حول كيفية وصول رجل من أصل تركماني لقيادة التنظيم. 
الأمم المتحدة، بررت ذلك في تقرير صادر في يناير 2020، إلى أنه «خيار مؤقت، إلى حين إيجاد التنظيم أميرا يتحلى بشرعية أكبر»، وفي 24 مارس الماضي، حددت وزارة الخارجية الأميركية رسمياً المولى، الملقب بالقرشي، كزعيم جديد لتنظيم الدولة الإسلامية، وأدرجته على قائمة أكثر "الإرهابيين" المطلوبين في العالم.
صديق البغدادي
المولى كان ضابطًا في الجيش العراقي إبان فترة ولاية الرئيس صدام حسين، وهو خريج العلوم الإسلامية من جامعة الموصل، وانضم إلى تنظيم "القاعدة"، بعد الغزو الأميركي للعراق في العام 2003، وسُجن المولى في العام 2004 في سجن بوكا الأميركي، الذي كان يعتبر أرضاً خصبة للفكر الجهادي، وهناك التقى بالبغدادي.
وبعدما أطلق سراحه لأسباب غير معروفة، انضم إلى زميله في السجن، الذي سيطر في العام 2010 على الفرع العراقي لتنظيم القاعدة، قبل إنشاء تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، ثم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام.
البروفيسور
بحسب مركز أبحاث «مشروع مكافحة التطرف»، فإن المولى صعد سريعاً إلى الصفوف القيادية في التنظيم، وكان يلقب بـ«البروفيسور» و«المدمر» واكتسب سمعة الرجل المتوحش، لا سيما من خلال القضاء على خصوم الأمير داخل تنظيم الدولة الإسلامي، كما شهد مسقط رأسه في تلعفر التي تبعد نحو 70 كيلومتراً عن الموصل كبرى مدن محافظة نينوى بشمال العراق، طفرة في مصانع المتفجرات وغرف التخطيط لشن هجمات.
فاقد الحجة
يقول الباحث في ملف الحركات الأصولية، مصطفى أمين، لـ«الرئيس نيوز»: «زعيم داعش الجديد فاقد الشرعية بحسب الشروط التي وضعها البغدادي حينما دشن التنظيم العام 2014، إذ نص الشرط على أن يكون الخليفة قرشي الأصل».
 وتابع «أمين»:«من المؤكد أن مجلس شورى التنظيم انهار في أعقاب قتل البغدادي، وهو ما اضطر القائمين عليه على تنصيب التركماني محمد المولى خلفاً للبغدادي».
وأشار إلى أن أفرع التنظيم في بعض الدول تعاني الحيرة، والقلق إذ أن صميم فكرتهم انهارت ولم يعد لها أي صدى على الأرض، ورجح أن تشهد الفترة المقبلة إما تفكك أفرع التنظيم أو استقلالها أو عودتها إلى تنظيم القاعدة.