السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

«متبقاش خِرع».. كيف سخر الملك فاروق من تحذير بريطاني لتفادي الثورة؟!

الملك فاروق
الملك فاروق

 تربع الملك فاروق 16 عامًاعلى عرش مصر، بدأها صبيا وسيما محبوبا، وأنهاها رجلا بدينا، لا تصدق أنه في الثلاثين من عمره.. لكن يبدو أن ثقته بامتلاك مفاتيح الحكم متجاهلًا تحذيرات كل من حوله هي ما صنعت نهايته، وبالطبع ليس صعبا أن نتصور أن اللحظة الأصعب في تاريخ «فاروق» كانت يوم عزله الضباط الأحرار عن عرش مصر الذي تعوَّد أنه ملكه وملك ابنه من بعده.


لكن هل كانت تلك اللحظة الصعبة مفاجئة لـ"فاروق"؟.. يمكننا الإجابة على هذا السؤال إذا ما رجعنا إلى الأشهر الأخيرة السابقة على حركة الضباط الأحرار ليلة 23 يوليو 1952.. إذ يؤكد السياسي المخضرم فتحي رضوان، أن «فاروق» تجاهل تحذيرات خارجية بأن شيئا سيحدث في مصر عليه أن يستعد له.

 وفي كتاب «فتحي رضوان يروي أسرار حكومة يوليو»، للكاتب ضياء الدين بيبرس، يقول «رضوان: أن الإنجليز حذروا الملك من مصير عزله في عام 1951، عندما كان يقضي فترة مصيف في أوروبا والولايات المتحدة، روى السياسي والكاتب الراحل أن الحكومة البريطانية أوفدت إلى «فاروق» السفير المصري في لندن، عبد الفتاح عمرو باشا، ليبلغه رسالة في ذروة السرية.



كانت الرسالة الخطيرة تقول: «عُد إلى بلادك.. فإن الحوادث التي تجري في مصر أخطر مما تتصور.. وعواقبها أضخم مما يترامي لك»، ويضيف «رضوان» أن الملك رفض الاستماع إلى النصيحة، وقال لعمرو باشا: «مالك خِرع كده وأعصابك لا تتحمل؟ أمال بيقولوا عليك سبور إزاي؟».


وبحسب رواية فتحي رضوان، رد «عمرو باشا» على الملك قائلا: «هذه رسالة أنا مكلف بها».. فرد عليه الملك بسخرية وثقة كبيرة: «أنت أهبل وبيهزك أي كلام».. ثم هاجم السياسيين المصريين الذين رفعوا إليه عريضة طالبوا فيها بمعالجة الأوضاع المتردية في البلاد، قائلا لسفيره في لندن: «اوعى تكون أخذت عريضة الباشاوات جد؟ أي واحد من دول لما أشاور له برجلي بعد ما أرجع مصر حييجي يبوسها في الحال».


ويعقب «رضوان» أن محاولات عبد الفتاح عمرو باشا لإقناع الملك بأن المسألة أخطر من مجرد عريضة الباشوات ذهبت عبثا؛ ليجد «فاروق»  نفسه بعد أشهر على متن باخرة حملته من الإسكندرية إلى إيطاليا، لتعلن نهاية عهده.