الخميس 18 أبريل 2024 الموافق 09 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

هل ينافس ممر إيران البحري قناة السويس.. خبراء يوضحون

الرئيس نيوز

أعلنت منطقة التجارة الحرة الإيرانية "تشابهار" في يوليو الجاري أن الروابط التجارية مع مومباي وهامبورج وسان بطرسبرج ستتم عبر أستراخان في روسيا وأنزالي وتشابهار في إيران ونهافا شيفا في الهند بدلاً من المرور عبر قناة السويس.
وتثير التدابير الإيرانية عدة تساؤلات حول تأثير هذه الخطوة على إيرادات القناة المصرية، وهي مصدر رئيسي للدخل بالنسبة للاقتصاد المصري خاصة أثناء جائحة فيروس كورونا. 
تعتبر قناة السويس التي يبلغ طولها 193 كيلومترًا (120 ميلًا) مصدرًا رئيسيًا للعملات الأجنبية لمصر وأحد أركان الاقتصاد الوطني، وعمليًا، تعتبر أسرع ممر للشحن البحري في العالم بسبب موقعها الجغرافي وقدرتها على تقليص وقت السفر بين آسيا وأوروبا بمتوسط 15 يومًا.

وقالت صحيفة جابان توداي اليابانية إن فكرة ممر النقل الدولي الإيراني تعود إلى عام 2000 عندما وقعت إيران وروسيا والهند اتفاقية مشتركة لبدء إنشاء طريق نقل يشمل خطوط النقل البحري والبرية والسكك الحديدية.

وأضافت أن المسار يهدف إلى نقل البضائع والشحنات من الهند وإيران إلى البلدان المحيطة ببحر قزوين ومن هناك إلى روسيا وألمانيا والعكس على مسافة 7500 كيلومتر (4660 ميلاً). وقد توقف تنفيذ هذا الممر  وتأجل مرارًا بسبب ارتفاع تكلفته.
ويتم النقل عبر الممر الإيراني عبر أربع مراحل، وبالتالي فإن تكلفة النقل أربعة أضعاف تكلفة النقل عبر قناة السويس. وفيما يتعلق بالسرعة، يستغرق الأمر 19 يومًا لشحن حاوية مباشرة من الهند إلى هامبورج في ألمانيا عبر قناة السويس، مقارنةً بأكثر من 20 يومًا عبر الممر الإيراني. بعبارة أخرى، تعد قناة السويس أسرع وأقل تكلفةً.
وأشار مسئول بهيئة قناة السويس في تصريحات لموقع المونيتور الأمريكي إلى أن الممر الدولي الإيراني ليس منافسًا أو بديلاً لقناة السويس المصرية التي تتجاوز طاقتها مليار طن سنويًا، على عكس سعة الممر الإيراني المحدودة، لأن هدفه هو خدمة تجارة دول آسيا غير الساحلية والبلدان المطلة على بحر قزوين.
لكن محمد السعيد إدريس خبير الشئون الإيرانية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، عبر عن رأي مختلف. وقال للمونيتور إن إيران تتطلع لخدمة مصالحها في المنطقة في ضوء التحديات التي تواجهها بسبب الخلافات الحادة مع دول الخليج العربي والولايات المتحدة، وأن إيران لها الحق في استغلال هذا الممر التجاري الذي يخدم مصالحها.
وقال إدريس إن هناك خلافات غير مباشرة بين مصر وإيران حول دعم القاهرة لمواقف الخليج ضد طهران، لكن لا يوجد عداء مباشر مع مصر، كما هو الحال مع دول الخليج. واستبعد أن الإعلان الإيراني عن الممر التجاري يهدف إلى إثارة العداء مع مصر وتوجيه ضربة لقناة السويس، لأن هدفها الاقتصادي هو فقط الحفاظ على المصالح الإيرانية، خاصة في ظل العقوبات الأمريكية.
ويعتقد صلاح عبد الله، عضو البرلمان السابق ونائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي العربي، إن قناة السويس ليس لها منافس وهي أسرع ممر بحري في العالم بسبب موقعها الجغرافي المتميز. وأضاف أن مصر طورت على نطاق واسع قناة السويس لاستيعاب السفن العملاقة التي تنقل البضائع ذات الحمولة الضخمة. وبالتالي، ومثل أي ممر آخر، لن يؤثر الممر الإيراني المعلن على عائدات قناة السويس.
وقال إن العلاقات بين إيران من جهة، ومن جهة أخرى السعودية ودول الخليج، التي تسيطر على البحر الأحمر مع مصر، متوترة. لذلك، فإن طهران تبحث عن طرق تجارية بديلة تحسبا لأي تطورات مستقبلية قد تأتي في طريقها.
وبحسب عبدالله، فإن الإعلان الإيراني عن الممر التجاري جاء كبديل مؤقت أو كطريق إنقاذ وليس كبديل اقتصادي، لكن قناة السويس لا تزال الممر البحري الأسرع والأرخص والأكثر أمانًا في العالم، وهذا يفسر ارتفاع الاقبال يشهد.
ووافق أحمد سلطان، الخبير الدولي في النقل البحري، على ذلك، مشيراً للمونيتور إلى أن موقع قناة السويس فريد وليس له منافس أو بديل في جميع أنحاء العالم. وقال إن الإعلان عن الممر الإيراني كبديل لقناة السويس يأتي فقط في إطار تشويه إعلامي لأنه لا يعكس الواقع على الأرض.
ويتوقع سلطان أن تشهد إيرادات قناة السويس تحسنًا ملموسًا في الربع الأخير من عام 2020 مع تخفيف عمليات الإغلاق المفروضة لكبح جائحة الفيروس التاجي، وهذا سيؤثر بشكل إيجابي على كل من حركة التجارة العالمية وقناة السويس.