الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

المونيتور: أسمرة مركز الثقل في النزاع بين مصر وأديس أبابا حول سد النهضة

الرئيس نيوز

تعد زيارة الرئيس الإريتري أسياس أفورقي، خلال زيارته التي استغرقت يومين إلى القاهرة يومي 6 و7 يوليو الجاري، ومباحثاته مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، خامس زيارة يقوم بها أفورقي إلى القاهرة منذ تولي الرئيس السيسي منصبه في عام 2014، ولكن هذه المرة جاءت زيارته متزامنىوة مع فشل التوصل إلى اتفاق ملزم مع إثيوبيا بشأن ملء وتشغيل سد النهضة. وسلط موقع المونيتور الأمريكي الضوء على جولات الرئيس افورقي الخارجية  وزيارته كذلك لأديس أبابا في 2 مايو، والخرطوم في 25 يونيو، وأعرب المراقبون عن اعتقادهم بأن هذه الزيارات جزء من جهود الوساطة الإريترية لحل النزاع بين مصر وإثيوبيا والسودان.

كان التقارب بين مصر وإريتريا على مدى عقود مصدرًا دائمًا لشكوك من قبل إثيوبيا، التي لديها وساوس عبر استخدام إريتريا كبطاقة ضغط وزعزعة استقرار الوضع في إثيوبيا على خلفية الصراع الإريتري الإثيوبي الذي يعود إلى حرب الاستقلال الإريترية في التسعينيات، في حين أن حالة الـ"لا حرب ولا سلام" بين البلدين قد غذت باستمرار التوتر الإقليمي في السنوات الماضية. وانتهى الصراع التاريخي بين إثيوبيا وإريتريا بعد أن وقع الطرفان اتفاق سلام في يوليو 2018، ونتيجة لذلك، مُنح رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد جائزة نوبل للسلام في أكتوبر 2019.

لكن بعد زيارة أفورقي إلى القاهرة، قالت وزارة الإعلام الإريترية قبل بضعة أيام إن اتفاق السلام مع إثيوبيا لم يلب توقعات إريتريا، وأضافت الوزارة في بيان على موقعها على الإنترنت "بعد عامين من توقيع اتفاق السلام، ما زالت القوات الإثيوبية موجودة في أراضينا ذات السيادة، و لم تُستأنف العلاقات التجارية والاقتصادية لكلا البلدين بالقدر أو النطاق المطلوب.

وفي هذا السياق، قال مسؤول دبلوماسي متخصص في الشؤون الإفريقية للمونيتور، "إن القاهرة منفتحة على جميع المبادرات الإقليمية والدولية الهادفة إلى حل النزاع حول سد النهضة. مصر وإريتريا لديهما مصالح مشتركة لا تقتصر على الملفات الثنائية. هناك تنسيق مستمر في معالجة الملفات الإقليمية في منطقة البحر الأحمر من جهة، والعلاقات مع إثيوبيا من ناحية أخرى.

وأوضح الدكتور حمدي عبد الرحمن حسن، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، في حديث للمونيتور عن الدور الذي يمكن أن تلعبه إريتريا في نزاع السد الإثيوبي، فقال: "تحت حكم أفورقي، أصبحت إريتريا لاعب رئيسي في معادلة القوة في القرن الأفريقي نظرًا لموقعها الجغرافي  الاستراتيجي الهام" وأضاف عبد الرحمن حسن أن "رئيس إريتريا أعلن بالفعل موقفه من السد في عام 2016، وهو يعتقد أن السد يفوق احتياجات التنمية في إثيوبيا. هناك إشارات عديدة تشير إلى أن الموقف الإريتري لصالح مصر، خاصة بعد أن وصلت المفاوضات الثلاثية حول السد إلى مفترق طرق".


منذ توليه منصبه في أبريل 2018، يسعى رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد إلى حل نزاعات بلاده مع إريتريا والصومال. لكن التوترات والتحديات الداخلية حالت دون التنفيذ الحقيقي لسياسات التقارب. وتابع: "إريتريا كانت مترددة في الاعتماد على أبي أحمد في ضوء الوضع الداخلي غير المستقر في إثيوبيا، بينما تواصل القوات الإثيوبية احتلال المناطق المتنازع عليها".

وأشار إلى أن "الموقع الجغرافي لإريتريا وعلاقاتها مع دول الخليج - وخاصة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة - يمكن أن يشكل دعمًا استراتيجيًا لمصر، وخاصة في حالة التصعيد".


وفي حديث لـ "المونيتور"، نفى سفير إريتريا في القاهرة فاسيل جبريسيلاسي أن السيسي وأفورقي تطرقا إلى جوانب التعاون العسكري عندما يتعلق الأمر بأزمة شد النهضة. وقال: "هناك تركيز على تعزيز التعاون والتنسيق في التعامل مع الأمن الإقليمي والملفات الاقتصادية".

وأضاف "عرض الرئيس أفورقي ما في مقدرة إريتريا على حل النزاع حول السد"، ومع ذلك، رفض إعطاء تفاصيل عن المبادرة الإريترية. وقال سليمان حسن، محلل سياسي إريتري وخبير في الشؤون الإفريقية للمونيتور، "إن الرئيس الإريتري على دراية بطبيعة وتعقيدات المرحلة السياسية في إثيوبيا، فضلاً عن المحادثات المتوقفة بشأن سد النهضة. ويمكنه أن يلعب دوراً هاماً في تقريب وجهات نظر مصر وإثيوبيا والسودان من أجل التغلب على الخلافات".

وأضاف حسن أن "المعارضة الإثيوبية - التي تدعم النظام السابق الذي ينتمي إلى مجموعة تيجراي العرقية والتي كانت مصدر العداء التاريخي مع إريتريا - قد استخدمت سياسات التقارب مع مصر لمعارضته. وهذا سيجعل من الصعب على نظام أبي  التوصل إلى اتفاق مع مصر بشأن السد.