الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

" العملاق الهادئ"..فورين بوليسى تكشف خيارات الجيش المصرى العسكرية فى ليبيا

الجيش المصري- أرشيفية
الجيش المصري- أرشيفية

في تقرير صدر مؤخرًا، سلط معهد فورين بوليسي، الضوء على تطورات المشهد الليبي منذ أواخر شهر يونيو الماضي، بما في ذلك تحذير الرئيس عبد الفتاح السيسي، من تدخل عسكري مصري محتمل وتحديدًا تصريحات الرئيس التي قال فيها: "إذا اعتقد البعض أنه يمكنهم تجاوز هذا الخط، سرت والجفرة، فهذا خط أحمر بالنسبة لنا"، وتأكيد السيسي على أن أي تدخل مصري من هذا القبيل يتمتع بشرعية دولية. 


وقال التقرير إن منطقة الجفرة المركزية تمثل مسارًا حيويًا في غرب ليبيا وتستضيف قاعدة جوية عسكرية ذات قيمة استراتيجية كبرى للعمليات العسكرية للجيش الوطني الليبي ضد ميليشيات حكومة فايز السراج المتمركزة في طرابلس، أما مدينة سرت الساحلية، من ناحية أخرى، التي تقع بين طرابلس وبنغازي في الشرق، هي مفتاح السيطرة على الهلال النفطي الليبي.


وأكد التقرير أنه منذ بداية تدخل تركيا في ليبيا في عام 2020، استخدم السيسي خطابًا قويًا ومواقف عسكرية في شكل مناورات واسعة النطاق نجحت في إرسال رسالة إلى العالم حول استياء القاهرة وللتحذير من أن القاهرة قد تتدخل إذا تقدمت تركيا إلى المنطقة التي تعتبرها القاهرة حيوية بالنسبة للأمن القومي المصري. 


في حين دعمت القاهرة الجيش الوطني الليبي لأكثر من ست سنوات مشيرة إلى مخاوف تتعلق بأمن الحدود ومصالح متعلقة بمكافحة الإرهاب في شرق ليبيا، لم تلعب مصر في السابق دورًا عسكريًا مباشرًا إلا عندما استشعرت تهديدًا جيوسياسيًا يتمثل في العدوان التركي بالقرب من الحدود المصرية علاوة على عزم القاهرة الراسخ على حماية مصالح الطاقة في شرق البحر الأبيض المتوسط واقتراب ميليشيات قد تهدد أمن الحدود المصرية، ما دفع القيادة السياسية لاتخاذ موقف عنوان الرئيسي "الحسم".


يبدو أن مصر الآن عازمة على نشر قواتها في ليبيا وبصفة خاصة في المنطقة الساحلية الشرقية لبرقة، مهما كانت التحديات، وعدّد التقرير تلك التحديات بداية بالوصول إلى خط النزاع، على بعد أكثر من ألف كيلومتر، وتشغيل القوات على طول الخط الأحمر بين الجفرة وسرت، والمخاطر المحتملة للتصعيد مع تركيا، ويهدف تدخل القوات العسكرية المصرية في المقام الأول، وفقًا للتقرير، إلى إجبار الأطراف المتحاربة في ليبيا على التفاوض تحت إشراف مصري، لأن خيار مصر المتزن يتمثل في ترك الدفاع عن سرت والجفرة كمهمة رئيسية للجيش الوطني الليبي.


ولفت التقرير إلى أن خيارات مصر العسكرية في ضوء المناورات الأخيرة ستعتمد على القوات الجوية ومن المحتمل أن يشمل تشكيلات تقليدية خطيرة، بما في ذلك تحريك الألوية المدرعة والاعتماد على المقاتلات الجوية لأغراض تكتيكية، وكذلك السفن الحربية البحرية.


وأضاف التقرير: "يُعتبر الجيش المصري غالبًا العملاق الهادئ ويذيع صيته في كافة أنحاء العالم العربي، ويعرف عنه انخفاض شهيته للمغامرات العسكرية الخارجية، كما يعرف عنه تركيزه على القوة العسكرية على المستوى الإقليمي، وهو ما يرجح أن قرار السيسي بالتدخل في ليبيا إذا لزم الأمر يسعى بشكل أساسي إلى فرض وقف إطلاق النار بموجب خطة السلام وإعلان  القاهرة. وأشار التقرير إلى أنه من الخطأ تجاهل التحذيرات المصرية أو التقليل من شأنها.