الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"بالون اختبار".. متخصصون يفضحون نوايا إثيوبيا الخبيثة بشأن ملء سد النهضة

الرئيس نيوز

سيطرت حالة من الغموض حول مسألة ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي، فى ظل تضارب التصريحات الحكومية الإثيوبية وصور الأقمار الصناعية لخزان السد، والتى تظهر وجود كميات كبيرة من المياه.
وكان وزير الري الإثيوبى، أعلن ملء سد النهضة بمرحلته الأولى وتخزين 4,9 مليار متر مكعب، ثم نفى تصريحاته حول الملء، مشيرًا إلى أن الصور الأخيرة تظهر أنه مع زيادة كمية الأمطار حدث تجمع مائى بسيط أمام السد، وتجاوزت مستوى الخزان، ما خلق تجمع مياه طبيعي.

وقال إن بناء السد النهضة وصل إلى مستوى ٥٦٠ مترًا مقارنة بمستوى ٥٢٥ مترًا خلال العام الماضي، وسيتم استكماله إلى مستوى ٦٤٠ مترًا خلال السنوات المقبلة.  

وأكدت وزارة الري السودانية، عقب الإعلان الإثيوبي لبدء الملء الأول لسد النهضة، أنها رصدت انخفاض منسوب مياه النيل بنحو ٩٠ مليون متر مكعب يوميًا، ما يشير إلى أن إثيوبيا أغلقت بوابات سد النهضة. 


فتح بوابات السد لإثبات حسن النية

من جانبه قال خالد أبو زيد، عضو المجلس العربي للمياه والمدير الإقليمي لبرنامج الموارد المائية بمركز البيئة والتنمية للإقليم العربي وأوروبا (سيداري)، إنه على أثيوبيا أن تفتح الأنفاق السفلى الأربعة إذا كانت لا تهدف إلى ملء السد، مشيرًا إلى أنه في موسم فيضان ٢٠١٩ عندما كان المفيض الأوسط في مستوى منخفض من الإنشاء، وكانت بوابتين من الأربع بوابات للإنفاق السفلى للتصريف أثناء الإنشاء مغلقتين، كما كان التصرف يمر أيضا من فوق المفيض الأوسط، ومع ذلك تم حجز مؤقت للمياه وتكونت بحيرة مؤقتة أمام السد ثم انحسرت بعد موسم الفيضان.

وأوضح أبوزيد، أنه بعد أن وصل منسوب الإنشاءات بالمفيض الأوسط لمنسوب أعلى حوالى ٥٦٠ مترا، ومع ظهور بوابتين فقط من بوابات الأنفاق الأربع مفتوحة، فسيتم حجز كميات أكبر من مياه الفيضان نتيجة عدم مرور المياه من المفيض الأوسط وقد يرتفع منسوب المياه أمام السد ليصل إلى منسوب فتحات التصريف العليا ومنسوب التوربينتين المخصصين للتوليد المبكر.

وأكد لـ"الرئيس نيوز" أن هناك تخوف من حجم وأسلوب الملأ الأول لخزان سد النهضة وحجم فواقد البخر والتسرب السنوي من خزان سد النهضة، وتأثير ذلك على التصرف الطبيعي للنيل الأزرق، وبالتالي على حصة مصر والسودان معا لاتفاقهم المسبق على تقاسم النقص بالتساوي، مشيرًا إلى أن التأثير ليس فقط فى فترة الملأ الأول لخزان السد  بل التأثير الأكبر قد يكون في فترة التشغيل بسبب التأثير التراكمى لفواقد سد النهضة وما يسببه من زيادة في محصلة فواقد البخر والتسرب من بحيرة سد النهضة.

وأضاف المدير الإقليمي لبرنامج المياه بـ"سيدارى"، أنه يبرز تساؤل حول هدف أثيوبيا فهل تسعى إلى الملء حتى هذه المناسيب قبل الوصول إلى اتفاق حول قواعد الملء الأول والتشغيل السنوي، أم تنوي الابقاء على هذه المناسيب لتكون قد بدأت بالملء الأول لما يسمى بالتخزين الميت استعدادا للتشغيل المبكر للتوربينات السفلى العام المقبل، مشيرًا إلى أنه لم تكن تنوي البدأ في الملء الأول فلماذا لا تفتح الأربع أنفاق السفلى بالكامل بدلا من اثنين فقط لتصريف كامل الفيضان في توقيتاته قدر الإمكان.

تحركات مصرية سياسية


وقال المهندس محمد السباعي، المتحدث الرسمي لوزارة الموارد المائية والري، إن الخطوة الحالية سياسية بالدرجة الأولى وتتبع وزارة الخارجية، مشيرًا إلى أن أن ما يتم تداوله عن ملء سد النهضة سيظهر خلال الأيام القادمة، خاصة أنه مع زيادة معدل الفيضان والتمكن  من التعرف على حقيقة تخزين المياه خلف السد.
وأكد الدكتور حمدى عبدالرحمن، أستاذ العلوم السياسية بجامعة زايد فى الإمارات العربية المتحدة، أن وسائل الإعلام الإثيوبية المملوكة للدولة إضافة إلى صور الأقمار الصناعية وتصريحات وزارة الري السودانية حول تناقص منسوب تدفق المياه في النيل الأزرق بنسبة 90 مليون متر مكعب يوميا، تؤكد قيام أثيوبيا بالملء قبل التوصل إلى اتفاق، وهذا لم يخرج عن نفس اتجاه التصريحات الأثيوبية بأن الملء الأول هو جزء من عملية بناء السد، وبالتالي لم يكن الأمر مستغربا ولكن المستغرب هو تصريحات وزير الري الأثيوبي المائعة وخلاصتها أن خزان السد يملء نفسه بنفسه من خلال تزايد معدلات الأمطار خلف جدار السد.

تصرف إثيوبيا يخالف اتفاق المبادئ والقضايا الحاسمة عالقة 

وقال عبدالرحمن، إنه بعد حوالى تسع سنوات عجاف من المفاوضات الثلاثية والتي شهدت تدخل أطراف دولية وإقليمية بما في ذلك الاتحاد الإفريقي لم يتم التوصل إلى اتفاق، خاصة أن أثيوبيا تضرب بالالتزامات الثنائية والإقليمية والدولية عرض الحائط، وتمضي في خطط بناء السد حسب الجدول الزمني المقرر بمساعدة أطراف دولية مهمة مثل الصين وغيرها، مؤكدًا أن القضايا الحاسمة المتمثلة في قواعد ملء وتشغيل السد والتخفيف من حدة الجفاف والجفاف الممتد والطابع الملزم للاتفاق وآلية فض المنازعات المستقبلية دون حل حتى الآن، كما إنهارت آخر جولة من المحادثات التي رعاها الاتحاد الإفريقي. 

وأوضح أستاذ العلوم السياسية، أن الإصرار الاثيوبي على التصرف الأحادي يخالف المادة الخامسة من اتفاق المبادىء الخاصة بقواعد الملء والتشغيل، مشيرًا إلى أن أثيوبيا استغلت موسم الأمطار لبدء ملء الخزان سواء بشكل طبيعي كما تزعم أو من خلال إغلاق البوابات وذلك دون اتفاق، رغم أن كمية المياه التي سيتم حجزها هي 4.9 مليار متر مكعب بهدف اختبار توربينين فقط، وهي كمية غير مؤثرة، لكن مع ذلك بمثل إصرار إثيوبيا على المضي قدما في اتخاذ إجراء أحادي دون التوصل إلى اتفاق.