الأربعاء 24 أبريل 2024 الموافق 15 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"مبسوط يا حسنين؟".. كواليس علاقة "أسمهان" مع كبير حاشية الملك فاروق

فاروق- أسمهان- حسنين-
فاروق- أسمهان- حسنين- نازلي

بصوت فريد وجمال أخّاذ، عُرفت المطربة والممثلة السورية "أسمهان" واحدةً من نجوم الغناء والسينما في مصر خلال ثلاثينيات القرن الماضي.

"أسمهان"، التي كان اسمها الحقيقي "آمال"، هي شقيقة المطرب الشهير فريد الأطرش، وُلدت في 25 نوفمبر1912، وتوفيت في مثل هذا اليوم، 14 يوليو، عام  1944، في حادث غامض عندما انحرفت سيارتها وهي في طريقها إلى رأس البر.


ارتبطت "أسمهان" بعد شهرتها بالأوساط الفنية والسياسية في مصر، وكانت محط إعجاب الجميع، ومن هؤلاء كان أحمد حسنين باشا، رئيس الديوان الملكي.

قصة العلاقة بين "أسمهان" وكبير رجال حاشية الملك فاروق، رواها الصحفي اللامع محمد التابعي، الذي ارتبط بعلاقة غرامية مع المطربة السورية أيضا، وذلك في كتابه "أسمهان تروي قصتها".

يقول التابعي إنه في أوائل عام 1940، عرف أحمد حسنين باشا المطربة أسمهان وأعجب بها، حسبما قالت وأحس أصدقاؤه، أو أعجب بصوتها فقط، حسبما كان يردد هو.


غير أن تفاصيل العلاقة التي يحكيها التابعي بدت أنها أكثر من إعجاب بغنائها فقط. يقول المؤلف: "كانت أسمهان يوم عرفها حسنين تقيم بفندق مينا هاوس، وكان حسنين يزورها في الفندق المذكور وكان إذا لم يجدها يترك لها رسالة بخطه".

بسبب تردده عليها، عرف نزلاء الفندق والموظفون أن كبير رجال حاشية الملك فاروق يتردد على المطربة الشابة، وكان طبيعيا أن يخرج الخبر من الفندق وينتشر إلى أن يصل إلى قصر عابدين.

ويضيف محمد التابعي: "دُهش الذين يعرفون حسنين ويعرفون مبلغ حذره وحرصه وتكتمه.. دهشوا لقلة احتياطه ولعدم مبالاته أن يعرف الناس أن له علاقة بالمطربة أسمهان".


ما حدث بعد ذلك كان مثيرا وطريفا للغاية، فذات مساء، عندما كان "حسنين" في غرفة مكتبه بقصر عابدين، سمع صوت أنغام الرنان يشدو في القصر الملكي.

وينقل التابعي عن "حسنين" ما حدث نصا فيقول: "ظننت أن أحد أجهزة الراديو العديدة في السراي هي مصدر الصوت وأنها تنقله من محطة الإذاعة. وانتهت الأغنية وأعقبتها أغنية أخرى لأسمهان.. ثم أغنية ثالثة.. وعجبت وقلت: تُرى هل تذيع محطة الإذاعة هذه الليلة برنامجا خاصا لأسمهان!".

استمرت أغاني "أسمهان"، فشك "حسنين" في الأمر. يُكمل: "قمت من أمام المكتب ومشيت إلى النافذة وأطللت منها فرأيت جلالة الملك واقفا وأمامه على مائدة صغيرة جهاز فونوغراف وإلى جانبه أحد خدم القصر يحمل بضع أسطوانات.. ورفع الملك رأسه ورآني وقهقه ضاحكا وصاح: مبسوط يا حسنين؟".


التصرف الطريف من "فاروق" كان دليلا على قربه من رئيس ديوانه، الذي كان مربيا للملك الصغير قبل أن يتولى العرش عام 1936. ويضيف "التابعي" سببا آخر قائلا إن الملك أراد أن يكيد أمه الملكة نازلي التي كانت مغرمة برئيس الديوان الملكي.

ويبدو أن "نازلي" وصلتها الأخبار بالفعل، وما حدث بعد ذلك كان دليلا. يستكمل محمد التابعي أن "أسمهان" جاءته ذات يوم  تشكو من أحمد حسنين باشا، بلهجة دلّت على أنها غاضبة منه.

قالت "أسمهان" للكاتب الصحفي أن "حسنين" اتصل بها تلفونيا، "ومن غير بنجور أو سعيدة أو سلامات"، سألها بجفاء: "قولي لي يا مدام أطرش، هل صحيح أنني أزورك في بيتك؟".

كان "حسنين" يسأل ويرد على نفسه: "هل صحيح إنك بتزوريني في بيتي؟ّ وقبل أن أرد مضى يجيب هو عن نفسه ويقول: مش كده؟ لا أنا أزورك ولا إنت تزوريني! الحمد لله.. متشكر يا مدام أطرش! وأنهى المحادثة وقفل التلفون!".

شرح محمد التابعي لأسمهان حقيقة الأمر قائلا: "حسنين يكلمك وإلى جانبه شخص آخر لا بد أنه كان يحقق معه في علاقتك به.. ولقد أراد حسنين أن يبرئ نفسه من هذه التهمة فطلبك في التلفون ليوجه إليك هذه الأسئلة، وتولى هو الإجابة عنها ولكن بطريقة يفهم منها الشخص المذكور أنها إجابتك أنت".

وسألت أسمهان: "ومن يكون هذا الشخص الذي يحقق مع حسنين؟"، فأجاب التابعي: "الملكي نازلي"، فتبدلت ملامح المطربة الشهيرة، وأرضى كبرياءها أن تكون غريمتها التي تغار منها هي ملكة مصر نازلي.


بعد ذلك، حسبما يروي محمد التابعي، اضطر "حسنين" بعدئذ أن يقتصد في إعجابه بـ"أسمهان"، وأن يكف عن زيارتها في دارها واستقبالها في داره.

في المقابل، ردت "أسمهان" على هذا الفتور من جانب "حسنين" بعدم المبالاة، أو تظاهرت بعدم المبالاة. رغم ذلك، بحسب رواية التابعي، "كان لا يمر شهر دون أن يتحدث الاثنان معا بالتلفون.. وكان هذا الحديث بالتلفون يطول ساعات"، ليبدي لها رأيا في أغنية لها، أو تعاتبه هي على أنه غادر حفلة كانت تغني فيها.