الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

هل تقبل إثيوبيا شراكة مصر في قطاع الكهرباء لنزع فتيل أزمة سد النهضة؟

محطة كهرباء- أرشيفية
محطة كهرباء- أرشيفية

سلط موقع المونيتور الأمريكي الضوء على العرض المصري الذي جاء على لسان وزير الموارد المائية والري المهندس محمد عبد العاطي، من إن مصر على استعداد تام لتوفير كافة الوسائل اللازمة لربط الكهرباء مع إثيوبيا، وقد كلف الرئيس عبد الفتاح السيسي وزير الكهرباء المهندس محمد شاكر بدراسة هذه الخطة.

وكان عبد العاطي قد أوضح  استعداد مصر للمشاركة وتقاسم مشروعات التنمية المستقبلية مع إثيوبيا، بشرط أن تلتزم أديس أبابا بالالتزامات وأحكام القانون الدولي.

يأتي هذا الاقتراح بعد تصاعد التوترات الدبلوماسية بين مصر وإثيوبيا، والتي بلغت ذروتها في جلسة عاجلة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 29 يونيو، لمناقشة استئناف المفاوضات بشأن سد النهضة الإثيوبي الكبير وعملية ملء خزان السد خلال مواسم الجفاف الممتدة.

وأعلنت وزارة الري والموارد المائية المصرية في مطلع يوليو الجاري استئناف المحادثات حول سد النهضة بين وزراء المياه والري في السودان وإثيوبيا ومصر. لكن الوزارة قالت إن الاجتماع الافتراضي الذي عقد برعاية الاتحاد الأفريقي فشل في التوصل إلى اتفاق على المستويين التقني والقانوني.

في 11 ديسمبر 2019، قال الرئيس السيسي في خطاب ألقاه أمام منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة إن مصر مستعدة لنقل 20٪ من طاقتها الكهربائية إلى الدول الأفريقية بأسعار منخفضة، لتصل إلى نصف السعر الحالي البالغ 0.14 دولار للكيلوواط الواحد. ورأى الخبراء في خطاب السيسي خطوة جديدة للتنافس أو ربما فرصة للمشاركة مع إثيوبيا التي تخطط لتوليد وتصدير الكهرباء بعد تشغيل سد النهضة.

وكشف وزير الكهرباء في خطاب ألقاه أمام المنتدى الدولي حول الربط البيني لشبكات الطاقة - الذي نظمته منظمة التعاون والتنمية العالمية لربط الطاقة - في سبتمبر 2017 أن مصر تخطط لإنشاء شبكات كهرباء مع خمس دول أوروبية وأفريقية وآسيوية جديدة، وهي اليونان، قبرص والمملكة العربية السعودية وإثيوبيا والسودان.

وأشار شاكر، في ذلك الوقت إلى أن هناك دراسات جارية حول إنشاء شبكات الكهرباء بين السودان وإثيوبيا، وكذلك سدود إنغا في الكونغو. وقال إن الموقع الجغرافي لمصر جعلها جوهر ربط الطاقة بين الدول الأفريقية والخليجية، مضيفا أن مصر تعمل على استكمال مشروع شبكة الكهرباء بين مصر والمملكة العربية السعودية.

وأعلنت الحكومة المصرية في 4 أبريل 2020 عن بدء تشغيل خطوط الكهرباء بين مصر والسودان. وقالت إن أعمال البناء انتهت في أبريل 2019، وأن الخط بطول 100 كيلومتر (62 ميل) من الجانب المصري و 70 كيلومتر (43 ميل) من الجانب السوداني.

وأضافت الحكومة في بيان أن المرحلة الأولى من العملية تهدف إلى تزويد السودان بطاقة كهربائية تصل إلى 70 ميجاوات حتى الانتهاء من تركيب المعدات في المحطات داخل السودان. وتابع البيان أن المرحلة الثانية التي بدأت بالفعل تشمل تزويد السودان بما يصل إلى 300 ميجاوات من الكهرباء.

بعد الانتهاء من هذا الخط مع السودان، كما رجح تقرير المونيتور، يبدو أن الحكومة المصرية تحاول العمل على بناء خطوط شبكة كهرباء مع إثيوبيا، في ضوء تكليف السيسي لوزارة الكهرباء بتقييم هذا المشروع المحتمل.

وقال عادل البهنساوي، الصحفي المهتم بشؤون الكهرباء والطاقة ورئيس تحرير باور نيوز، إن تكليف السيسي لوزير الكهرباء باستكمال خطوط شبكة الكهرباء مع إثيوبيا يأتي في إطار استراتيجية مصرية لتحقيق "اتفاق شامل" وهذا يعني تسليط الضوء على المكاسب والفرص التي ستحصل عليها إثيوبيا من مصر، والتي تشمل تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثمار في قطاع الطاقة، إذا أظهرت إثيوبيا التساهل وتعاونت مع مصر في مفاوضات سد النهضة، وفقًا للبهنساوي.

وقال البهنساوي لـ "المونيتور" إن الحكومة المصرية كررت دعمها لمشاريع التنمية الإثيوبية وأنها لا تعترض على بناء السد في البداية. لكنها لا تريد تعريض مصر لخطر الجفاف وندرة المياه أثناء الجفاف والجفاف المطول. وأشار إلى أهمية التعاون والشراكة مع إثيوبيا لتوليد الكهرباء إذا التزمت إثيوبيا بعدم إيذاء مصر.

وأضاف البهنساوي أن خطوط شبكة الكهرباء بين السودان وإثيوبيا ليست فعالة للغاية دون إضافة مصر إلى المعادلة. وقال إنه إذا ربطت مصر خطوط الشبكة مع خطوط إثيوبيا والسودان، فستتمكن أديس أبابا من تصدير الطاقة إلى أوروبا عبر مصر. وأضاف أن إثيوبيا ومصر يجب أن تتعاونا في قضية سد النهضة مقابل دعم مصر لإثيوبيا في خططها لتوليد وتصدير الكهرباء إلى أوروبا.

ويرى أيمن حمزة، المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء، في تصريحات للمونيتور عبر الهاتف، إن مصر تعتبر مساعدة إثيوبيا في مشاريعها لتوليد وتصدير الكهرباء خطوة مهمة لسببين: أولاً، مصر لديها خبرة سابقة ومهارات فنية في توليد الكهرباء من السد العالي في أسوان، ويمكن نقله إلى إثيوبيا. إن تعاون إثيوبيا مع مصر سيضمن حقوقها في نهر النيل دون التسبب في ضرر. ثانياً، مصر هي المنفذ الوحيد لصادرات الطاقة الأفريقية إلى أوروبا. يمكن لإثيوبيا تصدير الكهرباء إلى أوروبا عبر مصر بعد اكتمال مشروع الربط بين مصر والسودان ومصر مرتبطة بإثيوبيا من جهة ومصر إلى قبرص واليونان من جهة أخرى. هذا المشروع مع قبرص واليونان قيد التنفيذ حاليًا وسيتم تنفيذه في المرحلة التالية.

وأضاف حمزة أن المشروعات الضخمة التي تعمل عليها مصر لخطوط شبكة الكهرباء مع أوروبا وآسيا وأفريقيا يمكن استخدامها لاحتواء الطاقة الكهربائية الضخمة المتوقع توليدها من السد. وبالتالي تحتاج إثيوبيا إلى مصر لتصدير الفائض المحتمل من الكهرباء المولدة مع الانتهاء من السد.
وخلص إلى أنه تم الانتهاء من مشروع خطوط الكهرباء مع السودان في أبريل من هذا العام، وسيبدأ العمل على خطوط الاتصال مع إثيوبيا كجزء من مشروع أكبر لخطوط شبكة الكهرباء في حوض النيل الشرقي. وأضاف أن هناك خططًا ودراسات لربط جميع شبكات حوض النيل في إطار شبكة واحدة لتلبية احتياجات جميع الدول وتصدير الفائض إلى أوروبا عبر مصر.