السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"يا من تحفظ أهل مصر أحياء".. أنشودة على ورق البردي تتغزل في نهر النيل

جدارية مصرية قديمة
جدارية مصرية قديمة

أورث الأجداد الأوائل أحفادهم، منذ آلاف السنين، قدسية نهر النيل، فهو الحياة لمن يعيشون في الوادي، مهما تغيرت الظروف.

واليوم، ونحن نواجه خطرا "وجوديا" يأتي من مشروع سد النهضة الإثيوبي، الذي يهدد حصة مصر في نهر النيل، يجدر بنا أن نعود إلى نصوص المصري القديم، لنقرأ ما كتبه عن النهر.

في كتابها "نقش البردي.. مقتطفات من الأدب المصري القديم"، هيئة الكتاب 2017، تقول الدكتورة مرفت عبد الناصر، إن المصري القديم تغنى بالنيل عبر كل العصور؛ فلقد أدرك أنه شريان حياة مصر.

وتشير إلى أن القدما أطلقوا على النيل اسم "حابي" أو المعطاء, وصوروه في صورة رجل له ثدي امرأة رمزا للغذاء والعطاء المستمر.

وتلفت إلى النيل كان يتجسد دائما كرابط بين زهرتي اللوتس والبردي تأكيدا لوحدة وادي النيل.

وتتابع قائلة: "كان احترام المصريين للنيل وتقديسهم له كبيرا في كل أمور حياتهم، لدرجة أن تلويث النيل كان يعتبر أشد من القتل، لأن من يلوث النهر لا يقتل فردا بل يقتل بلدا بأكمله".

ثم تتحدث عن أن المصري القديم ولزمن ليس بعيدا كان يحتفل احتفالا كبيرا يعرف بـ"وفاء النيل".
وتشرح تقسيم السنة الزراعية التي تبدأ عندما يبدأ النيل في الارتفاع، وتتكون من ثلاثة مواسم، كل موسم يتكون بدوره من أربعة شهور، وهي فصل الفيضان "شت" الذي يبدأ في النصف الثاني من يونيو ويستمر حتى شهر أكتوبر، وكان هذا موسم الري الذي كان يسمى بري الحياض قبل بناء السد العالي.

بعد ذلك يبدأ الفصل الثاني "برت" من أكتوبر حتى شهر فبراير، وهو فصل الحرث والغرس، ويعقبه فصل الحصاد "شمو" الذي يأتي مع الربيع وبداية شهر مارس حتى شهر يونيو ليبدأ عام جديد.

ثم نصل إلى "أنشودة النيل" التي كتبها المصري القديم على ورق البردي، وتعتبر دليلا تاريخا قديما للغاية يعبر عن أهمية النهر للحياة.

تقول الأنشودة:

أيها النيل العظيم

يا حبيب الأرض "جب"

يا من تروي سواد الطين

فيصير أخضر

أيا صانع القمح والشعير

ورب السمك والطيور

يا حبيب الأزهار

الأطفال يصيحون

فرحةً بك

ويضحكون مع

"سوبك" في نشوة

يا من يحفظ للأرض

الحياة

فيحفظ أهل مصر أحياء.

وتورد المؤلفة صورة لإله النيل "حابي" يهب الخير لمصر، موجودة على جدارية بمعبد أبيدوس.