الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

من تركيا إلى بنها.. هل قتلت "نازلي" ابن أخيها عباس حلمي الأول؟

والي مصر عباس حلمي
والي مصر عباس حلمي الأول

رغم أن عباس حلمي الأول كان ثالث حكام مصر من الأسرة العلوية،  بعد جده محمد علي وعمه إبراهيم باشا، فإنه كان على النقيض من حكمه جدة وقوة عمه، لتذهب فترة حكمه بلا أي أثر إيجابي، بخلاف بعض القصور التي أقامها في عدة مناطق منها العباسية التي سميت على اسمه.

من هنا يأتي الجدل حول القاتل الذي أنهى حياة عباس حلمي في مثل هذا اليوم، 13 يوليو، عام 1854، وهو نائم في قصره بمدينة بنها.

عباس حلمي مصدر إزعاج لمحمد علي

 وُلد عباس حلمي الأول بمدنية جدة السعودية عام 1813، وهو ابن أحمد طوسون، ثم انتقل إلى القاهرة وهناك خضع لرعاية مكثفة من جده محمد علي الذي وفر له "تدريبات" على الحكم والسلطة، فأولاه العديد من المناصب الإدارية الرفيعة، لكن "الحفيد" أساء الاستفادة من كل هذه المميزات، وأصبح مصدر إزعاج لمحمد علي الذي وصلت إليه شكاوى عديدة من غلطة "عباس" وتعاملاته السيئة في المواقع التي تولاها.

على الجانب الآخر، عُهد إلى إبراهيم باشا، نجل محمد علي، بتربية عباس حلمي عسكريا، فأتبعه بحملاته العسكرية الشهيرة في الشام، لكن الشاب المتغطرس لم يظهر أي مهارة عسكرية في القتال أو التخطيط.

لم يكن ممكنا لشخصية مثل إبراهيم باشا أن تتقبل تصرفات عباس حلمي في الجيش، فازدادت الخلافات بين الاثنين، ما دفع عباس حلمي إلى المغادرة إلى جدة التي ولد فيها، وهناك بقى إلى أن استدعي لتولي الحكم خلفا لإبراهيم، وفق نظام الوراثة في أسرة محمد علي.

محاولة قتل نازلي هانم

منذ لحظة توليه الحكم في 24 نوفمبر 1848 وحتى اغتياله، أقام عباس حلمي الأول عداوات عديدة، من ناحية توسع في اضطهاد مماليكه الذين راحوا يضمرون له الحقد والرغبة في الانتقام، ومن ناحية أساء معاملة أفراد الأسرة العلوية، ففرض على عمه، ولي العهد محمد سعيد، ما يشبه الإقامة الجبرية في الإسكندرية.

كما عرف بسوء معاملة عمته الأميرة نازلي هانم، وحاول قتلها، فهربت من بطشه إلى الأستانة.

ويرجع المؤرخون ذلك إلى قلة ثقته بنفسه وهواجسه التي أوحت إليه بأن الكل يتآمر عليه، بخلاف رغبته في تغيير نظام وراثة العرش من أكبر أفراد أسرة محمد علي سنا، إلى أفراد أسرته هو فقط.

وعلى ذلك راح يجهز إبنه إبراهيم إلهامي باشا ليخلفه على حكم مصر، فيما أضمر الشر والعداء لعمه محمد سعيد باشا، ولي العهد.   

روايات مقتل عباس حلمي 

وتعددت الروايات حول مقتل عباس حلمي الأول وهو على فراشه في قصره ببنها، إذ يشير مؤرخون إلى أن الأرجح أن حاشيته من المماليك هم من فعلوها، انتقاما منه على اضطهاده لهم.

لكن الرواية الأكثر درامية هي تلك التي تنسب اغتياله لتدبير عمته نازلي هانم، وتقول القصة أنها ارسلت من الأستانة التي كانت مقيمة فيها هربا من "عباس" غلامين جميلين، ينفذان لها المهمة.

وتتواصل الدراما بحسب القصة التي تقول إن نازلي وضعت خطة بخيال خصب، إذ وجهت الغلامين أن يعرضا نفسيهما للبيع في سوق الرقيق بالقاهرة، مطمئنة إلى أن ابن أخيها يفضل هذه النوعية تحديدا، وبالفعل تقدم السيناريو خطوة خطوة كما رسمته نازلي.

أعجب مندوب الوالي بالغلامين، واشتراهما وضمهما إلى المقربين من عباس الذي أعجب بهما هو الآخر، وأصبح الغلامان من حراس الوالي وهو نائم، إلى أن جاءت ليلة كان الاثنان مسئولين عن حراسته معا، فدخلا إلى فراش عباس وقتلاه، ثم هربا من بنها إلى القاهرة إلى الأستانة.أي و