سعود الفيصل.. 40 سنة من النجومية على المسرح الدبلوماسي
طوال 40 سنة تعاقب خلالها 4 ملوك على حكم المملكة، ظل الأمير سعود الفيصل وزيرا للخارجية السعودية، ليصبح الرجل صاحب أطول مدة خدمة في هذا المنصب على مستوى العالم.
"سعود"
الذي يوافق اليوم ذكرى وفاته في 9 يوليو 1915، كان قد ولد في 2 يناير 1940، واحتفظ
بحقيبة الخارجية السعودية منذ 1975 إلى 2015.
كان تولي
"سعود" المنصب المهم في السياسة السعودية سابقة في تاريخ المملكة، إذ
كانت حقيبة الخارجية لفترات طويلة تحت الإشراف المباشر للملك، واقتصر الدور
الوزاري على أداء مهام "وزير الدولة للشئون الخارجية"، إلى أن أصبح
"الفيصل" وزيرا للخارجية بشكل مباشر.
وفيس كتابه
"شخصيات على الطريق"، يقول الدبلوماسي الدكتور مصطفى الفقي، إن الأمير
سعود الفيصل كان امتدادا لوالده الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز، الذي "أحسن
تربية أولاده، وأعطاهم مفاتيح العلم والمعرفة، وجعلهم قدوة بكل المعايير".
ويضيف قائلا إن
سعود الفيصل صنع لنفسه مكانة دولية وعربية "بتوازنه المعروف وحكمته الموروثة
ونظرته الثاقبة وعروبته الأصيلة".
ويشرح
"الفقي" أن الأمير الوزير تمكن من "حمل رئاسل ملوك العائلة وخدم
الحرمين الشريفين في أمانة ووضوح، حتى أصبح احتفاء الرؤساء والملوك به عند تسلم
الرسائل الشفوية والمكتوبة محل تقدير ورعاية واهتمام".
ويضرب "الفقي" مثالا على ما يراه
موقفا متميزا لـ"سعود"، عندما غزا الرئيس العراقي الراحل صدام حسين
الكويت عام 1990، مشيرا إلى أن الأمير السعودي لعب "دورا قوميا ودوليا
بارزين".
ويروي مصطفى
الفقي: "أذكر أنني عندما أبلغت الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك هاتفيا
بالأخبار الأولى لذلك الغزو المشئوم في الساعة الثالثة صباحا – وقد كنت سكرتيره
للمعلومات حينذاك – أن أول اتصال تلقاه الرئيس بعد إبلاغه بما حدث بدقائق قليلة
كان من سمو الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، الذي كان في القاهرة لحضور
اجتماعات وزراء خارجية الدول الإسلامية".
وسعود الفيصل كان أحد أبناء الملك فيصل، وُلد في مدينة الطائف، وتخرج من
جامعة برنستون بولاية نيو جيرسي الأمريكي سنة 1964، حاصلا على بكالوريوس اقتصاد.
وبعد 4 عقود من عمله ممثلا للدبلوماسية السعودية على مستوى العالم، أصدر
الملك سلمان بن عبد العزيز، في 29 أبريل 2015، قرارا بإعفاء سعود الفيصل من منصبه
بناء على طلبه لظروف صحية، وبعد شهرين أعلن الديوان الملكي وفاته في 9 يوليو من
ذلك العام.
