الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أراء كتاب

د. طارق فهمي يكتب: الرؤية الاستشرافية للرئيس السيسي

الرئيس نيوز

عندما اقترح الرئيس عبد الفتاح السيسي، دمج الأحزاب ذات الرؤية الواحدة في إطار منظومة حزبية، وأحداث حالة من الحراك السياسي والحزبي في المشهد المصري كان الرئيس بما يملكه من رؤية استشرافية ومستقبلية محقاً فيما طرحه، خاصة أن عدد الأحزاب السياسية كبيراً وأغلبية الأحزاب غير مؤثر وغير موجود في المشهد السياسي، وبالتالي فإن فكرة الرئيس السيسي وقتها كانت مهمة، وتأتي في سياق الحرص على بناء كيانات قوية متماسكة، ومؤثرة وليست فقط قائمة، ووقتها لم تسع الأحزاب إلى تنفيذ الفكرة التي كانت كفيلة بتطوير الحياة الحزبية خاصة وأن الرئيس طرح الفكرة في سياقها الوطني الأشمل، وبغرض بناء رؤية أكثر تأثيراً، وحضوراً في المشهد، واليوم وبعد سنوات تتشابه الأفكار والرؤى خاصة وأن بناء قائمة لتحالف الأحزاب لخوض الانتخابات لمجلس الشيوخ تبدو في سياقها العام أقرب لهذه الفكرة، ولكنها فقط مرتبطة بحدث انتخابات الشيوخ أي أن السياق وارد، والهدف مطروح بقوة في ظل مشهد يميل بقوة إلى ضرورة الوصول إلى الحياة السياسية المثالية أو الأقرب إلى المثالية على اعتبار أن الانتخابات القادمة ستكون محل اختبار لكل الأحزاب السياسية وليس لحزب واحد.

كما أن حزب مستقبل وطن سيكون في الواجهة لاعتبارات تتعلق بإمكانياته الراهنة حيث يضم الحزب قامات حزبية كبيرة لها ثقلها وخبراتها السياسية، وهو ما يعطي للحزب ثقلاً سياسياً حقيقياً في انتخابات مجلس الشيوخ المقبلة، والواقع يشير إلى أن إعادة النظر في مسار الحياة الحزبية بأكملها مهم ومطلوب في إطار مراجعة الامكانيات والقدرات الحزبية للخريطة السياسية المصرية، والتي حملت إشكاليات عديدة منذ عهد مبارك إلى اليوم، وهو ما يتطلب العمل على مراجعة وتقييم المشهد الحزبي الذي تعامل معه الرئيس السيسي بروح القائد خاصة أن الرئيس فضل النأي عن الحزبية – بصرف النظر عن أن الدستور يقيد الرئيس في تشكيل حزب سياسي، وفضل أن يكون رئيسا لكل المصريين وهو الذي يملك فعلياً حزب السيسي في مصر والذي يضم ملايين من الأعضاء المنتمين لفكر الرئيس ورسالته الوطنية الكبيرة وحلمه المشهود له في بناء مصر الجديدة.

إن الرؤية الاستشرافية للرئيس السيسي هي التي دفعته لمحاولة تقريب وجهات النظر بين الفرقاء في حزب الوفد، وهو الذي يعمل على أن يطور وينمي فكرة الوطنية في الأحزاب المصرية داعياً الشباب للعمل والتواجد في المشهد السياسي من خلال رؤيته الوطنية الكبيرة، وأذكر أن الرئيس هو الذي دعا إلى إنشاء مفوضية للشباب وهو الذي آمن بشباب مصر فكانت الفكرة العظيمة في عقد مؤتمراً للشباب وتدشين البرنامج الرئاسي، وهو الذي يحسب للدولة المصرية ومؤسساتها الكبيرة والوطنية والداعمة لهذا، كما جاءت فكرة تنسيقية شباب الأحزاب في هذا الإطار الوطني مما يؤكد على الرؤية الاستباقية الحقيقية في التعامل مع أهم شريحة في الخريطة المجتمعية المصرية، وهي الشباب لتكمل مسار ناقص وتؤكد أن التخطيط الجيد والمناسب والفعال هو الذي يؤدي لمزيد من التفاعل ليس فقط الحزبي، وإنما أيضاً لكل نشاط وطني خلاق، وهو ما عبرت عنه مؤتمرات الشباب والتي كانت ولا تزال فكرة خلاقة حقيقية تحسب لكل من خطط لها وقام بتنفيذها،  كما أن التفاعل مع شباب الأحزاب مهم وجيد ، ويعبر عن قناعة حقيقية بدور الشباب في بناء مصر المستقبل.

في كل الأحوال فإن مسار الحياة الحزبية في مصر ينطلق من خلال جهد كبير وإيمان كامل من الرئيس ومؤسسات الدولة علي مختلف قطاعاتها ، وفي ظل نشاط يحسب للأحزاب القيادية التي تسعى لممارسة العملية السياسية عن قناعة حقيقية شريطة أن يشارك الجميع في إثراء العمل الحزبي من خلال التركيز على جدول أعمال الوطن، وقضاياه المستقبلية.