الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

ماذا بقي للأتراك في ليبيا؟.. أهداف أنقرة تصطدم بمصالح الاتحاد الأوروبي

الرئيس نيوز

علّق الكاتب والمحلل السياسي الليبي، عبد العزيز اغنية، على تعقيدات الأزمة الليبية بين الاحتلال التركي وبين الأزمات التي تطحن المواطن بشكل يومي.

وقال اغنية إن تدخل الأتراك في ليبيا له أطماع استعمارية، موضحاً أن تواجدهم في ليبيا والصومال وقطر، له بعد استعماري جديد وتضخم في الأنا للرئيس الانتهازي التركي رجب طيب أردوغان.

أهداف تركيا

وأوضح اغنية: "أردوغان يريد أن يكون له قدم في جنوب البحر الأبيض المتوسط بهدف الضغط على دول الاتحاد الأوروبي ودول المنطقة، ويعتبر ذلك ضرورة ملحة بالنسبة له، وقد وفرها له المنبطحون من المجلس الرئاسي في طرابلس عبر اتفاقية بحرية على طبق من ذهب دون أن ينالوا أي شئ سوى الرغبة في البقاء في السلطة".

وأشار: "التحالف الموجود داخل العاصمة طرابلس تحالف بين دواعش المال العام والإسلام السياسي ومجموعة من المجرمين الذين سيطالهم القانون في حال سيطرة الجيش على العاصمة طرابلس، وهذا ما جعلهم يتمترسون ووجدوا ضالتهم في انبطاح المجلس الرئاسي تحت بند الشرعية الدولية، وبالتالي وقعوا لهم على ورقة من بياض فقط للبقاء في السلطة".

كما لفت الكاتب والمحلل السياسي الليبي إلى أن التدخل التركي في لييبا له بعد آخر إقليمي يشكل خطراً استراتيجياً على كل دول شمال افريقيا، وأضاف إنه "يمثل خطراً كبيراً على مصر والجزائر وتونس وأيضا دول الساحل والصحراء، خاصة وأن النظام التركي يتعاون مع المتطرفين كما رأينا دوره في سوريا وجلبه المتطرفون إلى ليبيا".

وحذر الدكتور عبدالعزيز اغنية قائلاً: "تحالف الرئيس التركي مع تنظيم الاخوان أو انتمائه لهم، لن يتواروا في تدمير هذه البلدان حتى يتمكنوا من الكراسي، ولن يهمهم المصالح الوطنية ولا الاستراتيجية ولا حتى الأمن القومي للمنطقة".

المصاعب التركية

قال الدكتور عبدالعزيز اغنية، إن تركيا لديها مصاعب كبيرة في الملف الليبي، إذ أنها تصطدم بالارداة الحرة لليبيين رغم سياسية الميليشيات الممنهجة وتنظيم الاخوان ومن يسيطرون على الحكم في ليبيا، والفساد في قطاع الكهرباء والمحروقات والسيولة والمرتبات، وهو فساد بهدف انهاك المواطن الليبي في دوامة من حاجاته الأساسية والبحث عنها بشكل يومي، وبالتالي لا يستطيع أن يعين أخيه الليبي الآخرأو الخروج إلى موقف أكثر صرامة، مقارنة بباقي المواطنين في بعض المناطق الأخرى التي تعتبر هذه الأمور شبه ميسرة في المنطقة الشرقة والوسطى والجنوبية".

وذاد: "التدخل التركي يصطدم بالاتحاد الأوروبي في ليبيا، خاصة وأن معظم المصالح الاقتصادية من القطاعات التي بها أموال واستثمارات وأهمها قطاع النفط والغاز ثم الاتصالات ثم الاستثمارات الخارجية والمحافظ الليبية الاستثمارية بالخارج ثم قطاع الكهرباء وقطاع الجيش".

وأوضح اغنية: "قطاع الغاز والكهرباء في ليبيا لاتوجد للأتراك حظوظ كبرى في هذه الملف، خاصة وأن ليبيا مقسمة جيداً بين شركات الأوروبية مثل شركة (إيني) الايطالية للغاز، ثم تأتي بعد ذلك (ريبسول) الاسبانية و(توتال) الفرنسية وشركات أخرى بين ألمانية وبريطانية".

ماذا بقي لتركيا في ليبيا؟

لفت اغنية إلى أن: "المنطقة الغربية بالكامل تسيطر عليها إيطاليا عبر شركة (إيني) للغاز في استمثارات في حقل (الوفاء والشرارة والفيل) وهذه حقول ثابتة لن تجد تركيا بها أي استثمارات، وربما تحاول أنقرة البحث عن التنقيب في (خليج سرت) أو الحصول على جزء من امتيازات الشركات الوطنية للنفط من حيث الانشاءات والاصلاحات وتمديد الأنبابيب، وكل هذه الحقول تحت سيطرة القوات المسلحة الليبية، وخارجة عن سيطرة الميليشيات المدعومة من تركيا".

واستطرد:"استثمارات الاتصالات ثابتة ومتمكنة، والكهرباء بها نقص، والاستثمارات الخارجية والمحافظ الليبية تعتبر تحت سيطرة بريطانيا، وبالتالي لم يبقى للأتراك في ليبيا سوى عقود للانشاءات أو البناء والتعمير أو بعض عقود الكهرباء، يعد ثمن بخس بالنسبة لتدخلها في ليبيا، لذلك تحاول تمكين جماعة الاخوان لبسط سيطرتها على ليبيا وبسط قواتها العسكرية مثل قاعدة الوطية".

وأوضح اغنية: "اختيار الأتراك لقاعدة الوطية يعد تهديداً للأمن القومي الجزائري والتونسي من تمكين تنظيم الاخوان في الدولتين ليس بالطرق السلمية ولكن بالطرق العسكرية، ومن المحتمل أن تنشر الفوضى في الدولتين باستخدام ليبي، وهذا خطر كبير جداً تدركه فرنسا، خاصة وأن تونس والجزائر لاتبعدان كثيراً عن المدار السياسي لباريس، وكذلك تعارض اهتمامات باريس أيضاً مع الأتراك في الملف الليبي بل وتتصادم في البحر الأبيض المتوسط".

مخاوف الأتراك

أكد الكاتب والمحلل السياسي الليبي إن الخوف الكبير لدى الأتراك الآن من أن توقع مصر اتفاقية مع اليونان في ترسيم الحدود المائية أو المياه الاقتصادية في البحر الأبيض المتوسط بمباركة البرلمان الليبي، مشدداً أن ذلك يعني أن الاتفاقية التي وقعتها تركيا مع حكومة الوفاق كأن لم تكن في حال ذهبت إلى أي تحكيم دولي.

أضاف: "أدروغان يحاول بمجموعة من عناصره وبعض من قواته أن يستغل غباء الميليشيات والمجموعات المسلحة داخل طرابلس من السيطرة على القرار السياسي بممارسة ضغط سياسي على الاتحاد الأوروبي، في محاولة لقبول عضويته بالاتحاد الأوروبي وهذا لن يكون، خاصة في ظل التصادم الحالي مع اليونان وفرنسا وألمانيا وتهديد الاتحاد الأوروبي بقضية المهاجرين وفتح الحدود التركية لعبور المهاجرين إلى اليونان".

ويرى اغنية أن تركيا أصبحت العنصر المشاغب جداً بالنسبة للقارة الأوروبية ولن يتم السكوت على تواجده في الأراضي الليبية واستمرار تواجده إلى أمد غير محدود.

تصريحات بغيضة

أكد اغنية أن التصريحات التي خرجت من أنقرة سواء من وزير الدفاع أو الخارجية أو الرئيس التركي نفسه، هو من التصريحات الاستفزازية للشعب الليبي إذ يذكره بالماضي البغيض للعثمانين ومحاكم التفتيش والخوازيق وحربهم مع القبائل الليبية وطرد الكثير منهم، إذ هاجورا شرقاً إلى مصر و جنوبأ إلى السودان وتشاد ومالي و غرباً إلى الجزائر وتونس، ولن تنسى هذه القبائل هذه المجازر، مؤكداً أن محاولة أنقرة استغلال هذا الخطاب لن تجدي لأنها تأتي بمردود عكسي عليهم.

وشدد: "الشعب الليبي أكثر عزيمة على طرد الأتراك بعدما ظهرت جرائمهم ودعمهم اللامحدود لهذه الميليشات، حتى وإن أخذوا في تصريحاتهم الاعلامية أنها وفقاً للقانون الدولي، إذ أن تكرار جملة القانون الدولي هو في حد ذاته انتهاكاً للسيادة الليبية.

وأتم اغنية: "لدينا تجارب استعمارية كثيرة في الماضي وكذلك للشعوب التي قاومت هذا الاستعمار، وكل هذه التجارب كانت مغلفة بنوع من الاتفاقات والاحتيال على القانون الدولي أو معايير القوانين الدستورية، ولكن الاستعمار يظل هو الاستعمار والمعتدي يظل هو المعتدي مهما حاول أن يتستر، فهو دائما مكشوف بنواياه وأفعاله على الأرض، وسيقاوم الليبيون الأتراك وسينتصر الشعب الليبي عليهم في المدى القريب والبعيد".