الثلاثاء 16 أبريل 2024 الموافق 07 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

ذكرى رحيل "مهندس الإعلام المصري".. عبدالقادر حاتم غيبه الموت وعاشت إنجازاته

الرئيس نيوز

في هدوء تام، ووسط تجاهل غير مبرر من وسائل الإعلام المصرية، مرت أمس الذكرى الخامسة لرحيل مؤسس الإعلام المصري وأول وزير دولة للإعلام في مصر، الدكتور عبدالقادر حاتم، الذي وضع البنية الأساسية للإعلام المصري فى نهاية الخمسينيات، وفرض الريادة المصرية في الشرق الأوسط بالكامل.

مساهماته الإعلامية والثقافية والسياحية

يمكننا أن نطلق على المهندس عبدالقادر حاتم لقب (مهندس الإعلام المصري)، خاصة أنه صاحب الفضل في الكثير من الإنجازات التي تحققت بعد ثورة 52، وكان رجلا صاحب رؤية مستقبلية واستراتيجية إعلامية وسياسية ثاقبة، حيث أسس وكالة أنباء الشرق الأوسط، والهيئة العامة للإستعلامات وكان أول وزير دولة مسؤلا عن الإذاعة والإعلام العربي، كما شغل منصب وزير الثقافة والإرشاد القومي في فترة عصيبة من تاريخ مصر، وتحديدا خلال ستينات القرن الماضي، تحمل الرجل المسئولية الكاملة لإطلاق الإعلام المصري والسوري أثناء فترة الوحدة بين البلدين، وتمكن من صناعة كيان مصري قادر على مواجهة إعلام الغرب حينها.

كما أنشأ مسرح البالون ومدينة السينما ووزارة السياحة، كما أنشأ العديد من المجالس القومية المتخصصة والدار القومية للنشر، كما أطلق إذاعة القرأن الكريم وإذاعة الشرق الأوسط وشركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات، ومشروع الصوت والضوء، وغيرها من الإنجازات التي تحسب له ولتاريخه الكبير.

عمل مع 3 رؤساء وحقق طفره في جميع المناصب التي تولاها

يعد عبدالقادر حاتم ضمن القلائل الذين عملوا في مناصب قيادية وتخطيطية مع جميع رؤساء مصر حيث أمضى قرابة نصف قرن في مناصب مختلفة حقق بها جميعا نجاحات كبيرة وطفرة يشهد بها الجميع، كانت البداية مع عبدالناصر ومرورا بالسادات وحتى مبارك، وله بصمة واضحة في مجال السياحة أيضا بجانب مجال الإعلام، فنجاحاته في ملف السياحة بارزة جدا ومنها متحف الأقصر وأنقذ معبد أبو سنبل من الغرق، وأسس لوضع مصر على الخريطة السياحية من خلال إعادة تعمير مدينة الغردقة وإنشاء أول شاطئ في الساحل الشمالي، كما ساهم في تنمية مصر ثقافيا وعلميا من في جميع المناصب التي تقلدها.

وضع خطة الخداع الاستراتيجي لحرب أكتوبر ورفع الرقابة عن الصحافة المصرية

من أبرز إنجازات عبدالقادر حاتم أيضا وضع نظرية الخداع الإستراتيجي للكيان الصهيوني قبيل حرب أكتوبر المجيدة، حيث أرسل وزير خارجية مصر حينها حسن الزيات قبيل الحرب بأيام معدودة إلى نيويورك للقاء هنري كسنجر، لإجراء مفاوضات وتحديد موعد يجمع مصر وإسرائيل على طاولة مفاوضات واحدة، كما أعاد بإستراتيجيته الثقة في الإعلام المصري، بعد أن قد فقدها أثناء نكسة 67، وتمكن من إعادة الشارع المصري لمتابعة إعلام بلده، وبعد حرب أكتوبر مباشرة تمكن عبدالقادر حاتم من إقناع الرئيس السادات بإصدار قرار رسمي برفع الرقابة نهائيا عن الصحافة، وبعدها تقدم مباشرة بإستقالته معتبرا أن تحرير الصحافة من الرقابة أهم إنجاز في تاريخه الشخصي.

رفض سحب التهديد المصري ضد العاملين بالإذاعة البريطانية

قبيل انفجار أزمة السويس عام 1956 عمدت إذاعة الشرق الأدنى البريطانية في قبرص إلى استخدام الدعاية السوداء ضد النظام المصري الذي رد بتهديد المصريين العاملين فيها، فقام مدير الإذاعة البريطانية، رالف بوستون، بزيارة القاهرة حيث استقبله عبد القادر حاتم ورفض سحب التهديد المصري ضد العاملين في الإذاعة حينها، بل تمسك بموقف مصر وأصر على أنه في حال اصرار بريطانيا على نشر الأكاذيب والشائعات ضد مصر سيتم استهداف العاملين على أرض مصر في اذاعة الشرق الأدنى.

عبدالقادر حاتم له ما يقرب من 20 كتاباً تناول فيهم الإعلام والسياسة والعلاقات المصرية الخارجية، وتمت ترجمتهم لأكثر من لغة، وله تاريخ كبير جدا وإنجازات لا يمكن حصرها خلال مسيرته التي استمرت أكثر من 50 عاما داخل أنظمة الحكم المتتالية من بعد ثورة 52، وغيب الموت عبدالقادرحاتم في 7 يوليو 2015، عن عمر يناهز 96 عاما، وبرغم رحيله إلا أن سيرته وإنجازاته وتاريخه محفورين في تاريخ هذا الوطن.