الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

بعد قصف أهداف تركية في قاعدة الوطية.. محللون: الضربة تذكر أردوغان بالخطوط الحمراء

الرئيس نيوز

قالت مجلة فوربس، إن الغارات الجوية تكبد تركيا أكبر خسائر بشرية في سياق تدخلها العدائي في ليبيا، وبصرف النظر عن شرائها المثير للجدل للدفاعات الجوية S-400 من روسيا، والتي لم يتم تفعيلها بعد، فإن الدفاعات الجوية التركية هي في الغالب قصيرة ومتوسطة المدى وعتيقة نسبيًا، مثل صاروخ MIM-23 هوك للدفاع الجوي من النوع الذي نشرته تركيا في سوريا وليبيا. 

وأضافت المجلة أن تركيا نشرت أنظمة الدفاع الجوي S-200 القديمة التي تعود إلى الحقبة السوفيتية، والتي تم الحصول عليها من أوكرانيا في غرب ليبيا.
ولفت معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: "إن الجمع بين أنظمة صواريخ MIM-23 هوك متوسطة المدى وصواريخ هيسار قصيرة المدى، ومدافع كوركوت المضادة للطائرات، خلقت دفاعًا متعدد الطبقات حول البنية التحتية الحرجة لمرافق القوات التركية في طرابلس وحولها.   

وأشار المحلل العسكري التركي متين جوركان إلى أن "الدفاع الجوي على ارتفاعات متوسطة وعالية أمر حيوي للهيمنة الجوية فيما يتعلق بمحور سرت الجفرة، لكن هذا لا يزال يمثل مشكلة بالنسبة لتركيا، على الرغم من تأمين الدفاع الجوي على ارتفاعات منخفضة من خلال نشر أنظمة الدفاع الجوي في ليبيا ".
ومضى جوركان إلى ملاحظة أنه لم يتم تفعيل أنظمة S-400 عالية الارتفاع الأكثر تقدمًا في تركيا، أي أن الطائرات الحربية التي استهدفت قاعدة الوطية الجوية في غرب ليبيا والتي كانت من طراز رافال تتمتع بحرية التحليق وتنفيذ مهام ضد الأهداف التركية بمزيد من السهولة واليسر ولكن بكثير من الحذر.
واعتبرت فرانس 24 الهجوم رداً سريعاً على زيارة وزير الدفاع التركي خلوصي آكار إلى طرابلس، وكانت الغارات الدقيقة ضد الأهداف التركية في الوطية تصعيدًا لنبرة الانتقادات القادمة من الشرق والغرب ضد أنقرة.
لكن الغارة الجوية الأخيرة على قاعدة الوطية الجوية أظهرت أن الخطوط الحمراء في المجال الجوي تختلف عن الخطوط الحمراء على الأرض، وأن انسحاب الجيش الوطني الليبي من قاعدة الوطية كان بالفعل تكتيكيًا. 
واتهمت حكومة طرابلس يوم الأحد "طيران أجنبي" بقصف قاعدة الوطية دون تقديم تفاصيل عن هوية الطائرات المهاجمة ولا عن الأهداف التي أصابتها.
وعلى الرغم من نفي الإعلام التركي والقطري وقوع إصابات في القصف، أكدت مصادر ليبية مطلعة أن الغارات تسببت في مقتل عدد من الجنود الأتراك الذين تم نقلهم إلى المستشفى في بلدة الجميل بالقرب من القاعدة.
وكشف ضابط متقاعد من الجيش الليبي مقيم في منطقة الزنتان لصحيفة آراب ويكلي اللندنية أن سربًا من الطائرات المقاتلة شن سلسلة من الغارات الجوية على قاعدة الوطية، حيث نشرت تركيا مقاتلات F-16، وطائرات بيرقدار TB2 مدعومة بنظام الدفاع الجوي MIM-23 هوك مع راداراتها.
وقال الضابط المتقاعد، الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، إن تسع غارات جوية استهدفت أحياء النداب في قاعدة الوطنية، التي استخدمتها القوات العسكرية التركية في القاعدة كمقر لها منذ مايو الماضي. كما استهدفت أنظمة الدفاع الجوي Sungur، ومنشآت الرادار الثابتة والمتنقلة ، ونظام تشويش إشارة Koral ، الذي كانت تتمركز فيه وحدات الجيش التركي في قاعدة الوطية.
قبل ذلك ، تداول عدد من النشطاء في مدن الساحل الغربي الليبي مقاطع فيديو تظهر قافلة عسكرية تركية محملة بعدة معدات للدفاع الجوي تتجه نحو قاعدة الوطية الواقعة على بعد حوالي 140 كم جنوب غرب العاصمة طرابلس. ووصف الضابط الليبي الضربات التي تعرضت لها قاعدة الوطنية بأنها "عملية جوية نوعية".
من جانب السلطات الليبية الرسمية في طرابلس، لم يكن هناك رد فعل على هذه الغارات الجوية التي اعتبرها جميع المراقبين عملية عسكرية "غير عادية"، ويبدو أنها تمهيدا لإحداث تغييرات سياسية تتجاوز ما هو سائد حاليا بغرض الحد من التوسع التركي في ليبيا. وقد بدأ هذا التوسع في التقلص نتيجة الضغوط الإقليمية والدولية.
وقال النائب البرلماني الليبي إبراهيم الدرسي إن "الضربات الجوية شنتها قوات معروفة لنا جميعاً"، وأضاف أن أهداف هذه الهجمات كانت "رسالة واضحة وتشكل صفعة قوية ومؤلمة في وجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووكلائه في ليبيا، وخاصة حكومة المليشيات برئاسة فايز السراج.

وأضاف الدرسى أن رسائل هذه الغارات "تؤكد أن الساحة الليبية ليست فارغة، لكنها تشمل قوى لديها القدرة على الضرب بقوة في أي مكان وفي أي وقت، وتوقيتها هو تحذير مباشر لأردوغان، يذكره بالخطوط الحمراء التي لا يمكن تجاوزها، خاصة بعد زيادة التحركات التركية في ليبيا، وسط تقارير عن استعدادات للهجوم على مدينة سرت وقاعدة الجفرة.