الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

إذلال وترسيخ للاحتلال.. صحفي ليبي يكشف تفاصيل اتفاق تركيا والوفاق

الرئيس نيوز

قال الكاتب الصحفي الليبي حسين مفتاح، نائب رئيس تحرير بوابة أفريقيا الاخبارية، إن التدخل التركي في ليبيا تجاوز كل الحدود و ما تقوم به الآن غزو كامل متكامل الأركان.

أضاف مفتاح في تصريحات لــ"الرئيس نيوز"الاتفاقية الأخيرة بين الحكومة التركي والوفاق، بعد زيارة الوفد التركي الكبير، خلوصي آكار، ورئيس هيئة الأركان العامة، يسار غولر، ومجموعة من الظباط والعسكريين والأمننين، تعتبر  التفاصيل الأخرى من الإذلال وترسيخ الاحتلال التركي لليبيا".

وتابع: "كيف تسمح حكومة الوفاق بأن تقبل بمثل هذه الشروط  بمنح حصانة لضباط أتراك، أي أن الضابط التركي عندما يقوم بأي جريمة جنائية أو حرب إبادة أو ضد حقوق الانسان، فإنه سيكون بمنأى عن المقاضاة وهو شئ غير مسبوق".

وأكد مفتاح على أن "كل هذه الصلاحيات التي تمنحها حكومة الوفاق لأنقرة من أجمل حماية ليس لها شرعية سوى شرعية دولية ولم تعتمد محلياً ولم تمارس مهامها، حتى مايقوم به المجلس الرئاسي في كثير من قرارته مجرد املاءات من قادة الجماعات المتطرفة والذين يرتبطون ارتباطاً عضوياً مع تركيا، بل إن معظم قادة هذه المجموعات يتواجدون في هذه المدن التركية التي تعتبر الحاضن الرئيسي للتنظم الدولي للاخوان وداعش وبقايا القاعدة وتنظيمات محلية منها المقاتلة والدروع وشورى وشورى درنة".

خفايا الاتفاق

لفت نائب رئيس تحرير بوابة أفريقيا الاخبارية إلى أن الجانب الآخر من الاتفاق هو إعادة تدوير هذه المجموعات وعودتها للمشهد من جديد ودمجها في مؤسسة عسكرية تحت مسميات جديدة قد يكون (الحرس الوطني) أو غيره من الأسماء، وهي صورة جديدة لهذه التنظيمات الارهابية التي سيطرت على ليبيا لمدة 4 سنوات قبل أن تنتهي صلاحيتها بعد قيام المؤسسة العكسرية بمحاولة استعادة هيبة الدولة، بعد أن قام حلف الناتو  بتوجيه ضرباته للمؤسسة العكسرية والذي كان تركيا جزء كيبر منه في 2011، وذلك بشكل ممنهج بذرائع حماية المدنيين واسقاط نظام، ولكن الهدف الحقيقي منه هو تدمير المؤسسة العسكرية".

وأوضح مفتاح أن الولايات المتحدة ستكون وراء المجموعات الارهابية بشكل كبير، باعتبار أن تركيا وبريطانيا هي التي تعتمد على هذه التنظيمات وتقوم بتحريكها وإحداث نقاط توتر في العالم ليس في ليبيا فقط ولكن في سوريا و اليمن وسوريا والعراق وأفغانستان".

وشدد: "الهدف الأساسي من التدخل هو استهداف مصر بعد ليبيا باعتبارها الدولة الوحيدة المستقرة والقادرة على أن تعيد للأمة العربية كيانها من جديد".

مراوغة قانونية

قال حسين مفتاح إنه عندما أعلنت أنقرة في 27 نوفمبر العام الماض، أنها وقعت مذكرتي تفاهم، ولم تقل إنها وقعت اتفاقيات، كان ذلك مراوغة قانونية باعتبار أن الاتفاقية يجب مصادقتها من قبل البرلمان، مؤكداً أنهم "يعلمون أن البرلمان الليبي لن يقبل ولن يوافق على مثل هذه الاتفاقيات، وتم تغيير المصطلح إلى مذكرة فاهم".

وأضاف: "رغم مصادقة البرلمان التركي عليها وايداعها في الأمم المتحدة من باب شرعنة التدخل التركي في لبيبا، إلا أن ذلك كان الخطوة الأول، وما تم بعد هذه الخطوة هو استكمال وجني لثمار لما تم الاتفاق عليه".

وأشار مفتاح "عندما بدأت عملية طوفان الكرامة وهي عملية الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، لبسط السيطرة على كامل الغرب الليبي، قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان إنه لن يسمح لقوات حفتر  بالدخول إلى طرابلس وكأنه يتحدث عن إزمير أو اسطنبول أو أنقرة ولا يتكلم عن عاصمة دولة تبعد عنه أكثر من 4000كم".

وأوضح أن تصريحات أردوغان تشير إلى جانبين رئيسين، الأول "أن الرئيس التركي يعيش أحلام استعادة الحلم العثماني لشمال افريقيا، والحلم الثاني يتمثل في محاولة انقاذ الاقتصاد التركي المترنح والذي يعاني الكثير من الاشكاليات الكبيرة، ولعل خير دليل على ذلك الانهيار ، هو السقوط غير المسبوق لـ"الليرة التركية" مقابل العملات الأجنبية لاسيما الدولار.

كما لفت: "عندما تم الاعلان عن الاتفاق العسكري والحدودي في نوفمبر العام الماضي، تم إعلان تفاصيل ترسيم الحدود البحرية دون الكشف عن تفاصيل الاتفاق الأمني، ولكن ظهرت نتائج هذه الاتفاقية بوصول عشرات الألاف من المرتزقة إلى ليبيا ومئات الطائرة المسيرة والتي أسقط الجيش منها حتى الآن أكثر من 106 طائرة".

تركيا والكيان الصهيوني

أشار مفتاح إلى أن "تركيا رائدة في مجال صناعة الطائرات المسيرة بالتعاون مع الكيان الصهيوني في اتفاقيات تطوير الأسلحة من بينها الطيران المسير، ورغم أن ليبيا منذ 24 فبرير 2011 وصدور القرار 1970 الذي أقر بوقف توريد الأسلحة إلى ليبيا من بينها المؤسسة العسكرية الرسمية،  إلا أن تركيا تجاوزت القرارات الأممية بالاعتماد على اتفاقية غير قانونية من جميع النواعي باعتبار أن حكومة الوفاق غير مؤهلة وغير معتمدة من البرلمان وغيرها من الاشتراطات التي كان يجب أن تتم لتصبح الاتفاقية سارية المفعول بشكل قانوني، وقامت بدعم الجماعات والميليشات والعصابات وغيرها في ظل تغاضي المنظومة الدولية، وغض الطرف عن ما تقوم به تركيا في ليبيا".

 كيف تنظر أنقرة للوفاق؟

قال نائب رئيس تحرير بوابة أفريقيا الاخبارية إن أنقرة تتعامل مع طرابلس ومدن الغرب الليبي وكأنها جزء من الدولة التركية، مضيفاً أن زيارات المسؤولين الأتراك المتتالية إلى ليبيا تجاوزت الزيارات الرسمية.

وأوضح: "زيارة المسؤولين الأتراك إلى ليبيا أصبحت وكأنها زيارة متابعة مشاريع، أو كأن وزير يقوم بمتابعة مؤسسات تابعة لدولته في جزء من الدول وليس دولة أخرى، وهذا لم يأتي إلا بتواطؤ من حكومة ضعيفة قلدتها الأمم المتحدة مقاليد أمور ليبيا بالكامل عبر اتفاق سياسي اطلق عليه (الصخيرات)".

وأكد: "صمت المجتمع الدولي مقصود وليس غفلة أو عدم انتباه أو عدم معرفة بما تقوم به تركيا في ليبيا، وإنما العديد من الدول تعرف أن تركيا ترعى مصالحها ولاسيما الولايات المتحدة الأمريكية التي لم تتدخل في الملف الليبي منذ 5 سنوات، ولكنها تعتبر أن ما تقوم به تركيا رعاية للمصالح أو ضرب لمصالح الدول المنافسة لها سواء كانت روسيا أو دول الاتحاد الأوروبي".