الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

سياسة أم عواطف؟ كواليس فشل زواج الأميرة فوزية من شاه إيران

الرئيس نيوز

أميرة مصرية فائقة الجمال، أذاقتها السياسة سنوات من التعاسة ثم استردت سعادتها مجددا برغم خسارة الألقاب الملكية.. إنها الأميرة فوزية، ابنة الملك فؤاد، وشقيقة الملك فاروق، والتي يوافق اليوم، 2 يوليو، ذكرى وفتها قبل 7 سنوات عام 2013.

وُلدت "فوزية" في 5 نوفمبر عام 1921، وتلقت جزءًا من دراستها في أوروبا، قبل أن تعود لتعيش في القاهرة، إلى أن حدث تحول كبير في حياتها، عندما وجدت نفسها زوجة لولي عهد إيران، في مارس 1939.


بعد احتفال أسطوري في القاهرة، تكرر في إيران، عاشت "فوزية" مع ولي العهد محمد رضا بهلوي حياة خاملة، وكانت اللغة الفرنسية هي الوسيط بينهما، ورغم أنها أصبحت إمبراطورية لإيران في عام 1941، لكن الرتابة فرضت نفسها على حياتها مع إمبراطور بدا فاقدا الثقة في نفسه.

في كتاب "نساء الملك فاروق .. العرش الذي أضاعه الهوى"، يقول مؤلفه أشرف مصطفى توفيق، أنه فوزية أصبحت تشكو من أنها غير مقبولة من السيدة "تاج الملك"، بخلاف التوتر بينها وبين شقيقته الأميرة "أشرف شاه"، التي كانت تشجع أخيها على العودة لقصة حبه القديم من فتاة إيرانية كان أبيه رفض زواجهما.


ما زاد الأمور سوءا، أن "فوزية" أنجبت لمحمد رضا بهلوي ابنة اسمها "شاهيناز"، في أكتوبر 1940، في حين أن الأسرة الحاكمة تريد ذكرا ليكون وريثا للعرش في المستقبل.

وهكذا، بحسب المؤلف، راحت شقيقة الشاه تردد أن فوزية أصبحت عقيما وغير قادرة على الإنجاب، وأنه آن الأوان لإنهاء هذه الزيجة التي كانت لأسباب سياسية.

وييشير المؤلف إلى أن الشاه الأب، رضا بهلوي، كان يرغب في أن يربط أسرته حديثة العهد بالسلطة، بواحدة من العائلات الملكية في الشرق الأوسط، فلم يجد أنسب من الأسرة العلوية في مصر.


وينقل عن كتاب "مدافع آية الله"، لمحمد حسنين هيكل أن زواج فوزية من محمد رضا بهلوي كان لمصلحة متبادلة تقوم على السياسة وليس على العواطف، لافتا إلى أن الملك "فاروق" أعطى تعليماته لعلي ماهر باشا بأن يقنع أخته بالزواج، وأن يوضح لها أهمية نشر نفوذ مصر في الشرق الأوسط، ومدى أهمية أن يكون حاكم إيران المقبل نصف مصري.

وبحسب وصف "هيكل" فإن الأميرة فوزية كانت "عاقلة" وقبلت بالأمر، لكنها "كانت تشعر بأنها تلعب دورا فرض عليها في رواية تاريخية وهو دور لم تفهمه على الإطلاق".

وفي عام 1945، تطور الأمر بشكل مقلق، بناء على أنباء جاءت من طهران تقول إن الأمبراطورة الشابة أصيبت بالملاريا والصفراء، وأن تأخر حملها في ابن للشاه جعل الطلاق رغبة لا تخفيها طهران، فعادت فوزية إلى مصر في ذلك العام، إلى أن تم الطلاق رسميا في 1948.


ويسرد المؤلف رأيين لأسباب الطلاق، الأول يقول إنه كان توصية لجنة أرسلها الملك فاروق إلى طهران للتحقيق في أمر صحة شقيقته، إذ وجدتها اللجنة "بارزة العظام تبدو وكأنها شبح، مختلفة تماما عن التي رأوها في القاهرة".

ويضيف: "كان قرار اللجنة أن وجود إمبراطورة مصرية في طهران ليس له أي معنى، ومن الممكن أن يكون هناك قلق حقيقي على سلامتها، وأن الشاه رغم وده وحسن نيته، سلبي تجاه الضغوط المتفجرة في بلده وهناك شكوك في مقدرته على كفالة الطمأنينة والأمان لفوزية".

أما الرأي الثاني، فنسبة الرغبة في الطلاق إلى إيران، بناء على نصيحة قالها الشاه الأب رضا بهلوي، لابنه "محمد" للحفاظ على عرضه، إذ قال "يجب أن تنجب طفلا، ثم كرر ذلك، أنجب طفلا آخر".


وفي كل الأحوال، فإن فوزية بدت أنها تعيسة في إيران، مع شاب عُرف عنه ضعف شخصيته، وهو الأمر الذي تداركته، بعد طلاقها سريعا، في العام 1949 عندما تزوجت من إسماعيل شيرين، وزير الحربية في نهاية عهد الملك فاروق.