الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

"حماس وفتح" تتفقتان على مواجهة الضم.. ومشعل مهددًا: إسرائيل تعدّ أيامها

الرئيس نيوز

بينما تعهدت حركتا فتح وحماس الفلسطينيتان، بـ"الـوحدة" ضد الخطة الإسرائيلية لضم مناطق من الضفة الغربية، خلال مؤتمر صحفي، شارك فيه كل من نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" صالح العاروري، وأمين سر اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، جبريل الرجوب اليوم الخميس، طرح رئيس المكتب السياسي السابق لحركة "حماس"، خالد مشعل، برنامجا لمواجهة خطة الضم الإسرائيلية التي دخلت حيز التنفيذ أمس الأربعاء.

مؤتمر (فتح وحماس) يأتي في إطار مواجهة خطة الضم و"صفقة القرن"، وأيضا استمرارا للجهد الوطني الفلسطيني المشترك. وأقيم المؤتمر في ظل ما وصفه الجانب الفلسطيني بحالة الغموض التي تكتنف الموقف الإسرائيلي من تنفيذ خطة ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية وغور الأردن.

كان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أعلن عن عزمه تنفيذ القرار في الأول من يوليو الجاري، لكن خلافات مع شريكه في الحكومة بيني غانتس، ربما تكون السبب وراء إرجاء قرار الضم وشكله.

خطة حماس 

بدوره، طرح رئيس المكتب السياسي السابق لحركة "حماس"، خالد مشعل، برنامجا لمواجهة خطة الضم الإسرائيلية. وقال في حوار حصري مع منتدى التفكير العربي، إن "إسرائيل تعدّ أيامها"، وأحد الأدلة على ذلك سياسة التوسع التي تتخذها مجددا الآن، وهي سياسة فاشلة ستجر عليها الهزائم.

كشف مشعل عن برنامج للرد على قرار الضم، قائلا إن "رفض صفقة القرن، ورفض نقل السفارة إلى القدس، يجب أن يتطور إلى موقف عملي، عبر المواجهة المباشرة مع العدو الصهيوني، والاشتباك معه ميدانيا وسياسيا وجماهيريا ودبلوماسيا"، وقال إنه "في حال توسع الاحتلال في الضفة، فإن المواجهة المباشرة معه ستزداد"، متابعا بأن "كل ذلك يجب أن يسبقه توحيد صف فلسطيني داخلي، وأن تتبنى السلطة الفلسطينية هذه الرؤية".

أضاف مشعل: "نملك شعبا عظيما لم ينكسر ولم يستسلم، ونملك مقاومة عظيمة نحتت من الصخر"، ورأى أن "الرأي العام الدولي يصب في صالح الفلسطينيين، إذ تسببت سياسات نتنياهو ومن خلفه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإدانات دولية واسعة لهم.

تابع: "نريد أن نستنزف الاحتلال وهو يسعى إلى الضم، نريد أن نربك جنود ومستوطنيه، هذه المعركة عادلة وناجحة"، محذرا من محاولات التضليل الأمريكية بزعم التحفظ على خطط الضم، قائلا إن "واشنطن هي من تقف خلف كل هذه المخططات".

استطرد قائلًا: "هناك محاولة إسرائيلية لتحييد الأردن، عبر تأجيل ضم غور الأردن، إلا أن ذلك مجرد خداع"، مضيفا أن "توقيت الضم خطير للغاية" وأن نتنياهو يخشى سقوط ترامب الحليف الذي وقف معه بصورة استثنائية، وأيضا يخشى من تداعيات خلافاته مع غانتس، فبالتالي هو يستعجل تنفيذ هذا المخطط". 

يرى مراقبون أن الصدام مع إسرائيل لابد أن يكون في الضفة الغربية في المقام الأول، وفي جميع نقاط التماس مع جيش الاحتلال، معتبرين أن القادة في إسرائيل يتخوفون من الصدام وانفجار الضفة كرد فعل على قرار الضم ويجب على الفلسطينيين استثمار تلك الجزئية، إلا أن المراقبين حذروا من تباين وجهات النظر بين حماس وفتح في كيفية مواجهى قرار الضم، فبينما تدعوا الأولى إلى الصدام والمواجهة وإعلان الكفاح الشعبي، ترى الثانية أنه لا جدوى من الصدام وان التوجه للمحافل الدولية هو الأولى والمقدم.

موقف لا يتغير

بدوره، أكد العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، أن موقف بلاده لم ولن يتغير من القضية الفلسطينية. ونقلت وكالة "عمون"، أمس الأربعاء، عن الملك عبد الله، خلال لقائه عددا من المتقاعدين العسكريين في قصر الحسينية، "لقد كنا واضحين جدا في موقفنا الثابت، وقلنا إن مثل هذه الإجراءات من شأنها تقويض فرص تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة".

شدد العاهل الأردني على أن الأردن كان وسيبقى حريصا على حماية مصالح الفلسطينيين، مؤكدا أن هناك تعاونا وتنسيقا مستمرا مع عدد من الدول العربية والأوروبية لتحقيق هذا الهدف، ومشددا على رفض أي إجراء إسرائيلي أحادي لضم أراضٍ في الضفة الغربية.

أشار الملك عبد الله إلى أن الأردن يتمتع بعلاقات قوية مع الدول العربية، مُنوها إلى عمق العلاقات القوية التي تربط الأردن بمصر، في وقت أثنى على التحرك الدبلوماسي الإماراتي مع عواصم القرار العالمي، دعما للأردن والقضية الفلسطينية. وجاءت تصريحات العاهل الأردني تعليقا على نية إسرائيل المضي قدما في خطة "الضم".

استمرار المناقشات

وأعلن مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي، أمس الأربعاء، عن استمرار مناقشة خطة "الضم" خلال الأيام المقبلة. وأفادت هيئة البث الإسرائيلية "قناة مكان"، بأن نتنياهو ما يزال مستمرا في مناقشة خطة "الضم" مع الإدارة الأمريكية، كما أنه أجرى اليوم مشاورات مع رئيس مجلس الأمن القومي والقيادة الأمنية في إسرائيل.

أكدت القناة العبرية على موقعها الإلكتروني أن نتنياهو قد اجتمع مع الفريق الأمريكي الخاص بخطة "الضم"، ممثلا بجاريد كوشنير، صهر الرئيس الأمريكي، وديفيد فريدمان السفير في تل أبيب، وآفي بيركوفيتش، وهو المسؤول عن خطة السلام الأمريكية في الشرق الأوسط، بعد كوشنر، وذلك خلال تواجدهم في إسرائيل.