السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

الجماعات الإرهابية في شمال سوريا تنفذ عملياتها بطلب تركيا

الرئيس نيوز

منذ اتفاقها مع روسيا بشأن محافظة إدلب السورية التي يسيطر عليها المتمردون، زادت تركيا بشكل ملحوظ من وجودها العسكري في المنطقة، وأدت الخطط التركية إلى ظهور بعض التطورات المثيرة للاهتمام في صفوف الجماعات المتطرفة فمنها ما أبعدته تركيا ومنها ما حرصت على تقريبه منها، مثل جيهة تحرير الشام الإرهابية، وهي المجموعة المسيطرة على إدلب، والتي بادرت بتبني موقفًا تصالحيًا تجاه تركيا بعد مقاومة مبدئية لإعادة فتح الطريق السريع، بينما تلتزم جماعات إرهابية أخرى بمواقف متشددة ومهددة للوجود العسكري التركي.

لجأت هيئة تحرير الشام لعلاقة براجماتية مع تركيا، فسمحت بتداول الليرة التركية في إدلب كبديل لليرة السورية. ولم تمر الخطوة بدون إثارة لجدل واسع، رصده موقع المونيتور الأمريكي الذي رصد بالفعل انتقادات للعلاقات المصرفية غير المباشرة بين أنقرة وهيئة تحرير الشام الإرهابية، على الرغم من أن تركيا نفسها تعتبرها منظمة إرهابية. والأكثر إثارة للاهتمام هو أن حركة تحرير الشام قامت بخطواتٍ لإبعاد الجماعات الإرهابية الأخرى وإضعافها لصالح المشروع التركي في شمال سوريا انطلاقًا من إدلب.

دعت اتفاقات الأستانا وسوتشي وموسكو بشأن إدلب إلى القضاء على جميع الجماعات الإرهابية في المنطقة، تعاملت تركيا مع تحرير الشام الإرهابية بشكل مختلف في الواقع العملي. وتبنت وسائل الإعلام ومراكز الفكر الموالية لحكومة أردوغان خطاباً يسعى لتصوير الجماعة الإرهابية كمحاور معتدل ومعقول. إلى حد ما، تميل أنقرة إلى معاملة أي ميليشيا على أنها معقولة، بغض النظر عن أيديولوجيتها وروابطها، طالما أنها ظلت بعيدة عن الصفقة الروسية - التركية أو التحركات التركية على الأرض. وكان الدافع الأساسي لأنقرة هنا هو تجنب إثارة غضب الجماعات الإرهابية ضد تركيا. وبناء على ذلك، فإن حمل جماعات إرهابية على إجبار جماعات إرهابية أخرى على الوقوف بعيدًا كان جزءًا من استراتيجية تركيا. وقد أحرزت الأمور على الأرض تقدماً إيجابياً حتى الآن.

وفي منتصف يونيو الجاري، شكلت تحالفات مضادة لتركيا من فصائل متشددة بما في ذلك: حراس الدين، وأنصار الدين، وتنسيق الجهاد، وأنصار الإسلام، ومقتدى الأنصار، ومركز العمليات المشتركة، المستوحى من تنظيم القاعدة. ومنذ ذلك الحين، تحركت تحرير الشام لتقويض التحالف الجديد، الذي لا يتحدى سلطة هيئة تحرير الشام فقط من خلال تأجيج الانقسامات، ولكنه يوفر أيضًا مبررًا لروسيا لاستئناف العمليات العسكرية.

في 22 يونيو اعتقلت تحرير الشام أبو مالك الطالي، أحد كبار أعضاء المجموعة حتى وقت قريب، متهمة إياه بإثارة الانقسام والتمرد والفوضى بالانشقاق عن مقاتلي الأنصار على الرغم من التحذيرات السابقة. كان الطالي عضوًا في مجلس الشورى، أعلى هيئة في تنظيم تحرير الشام، عندما استقال لأول مرة في أبريل احتجاجًا على تغيير مسار الجماعة. ثم أقنع زعيم تحرير الشام أبو محمد الجولاني رفيقه الطالي بالعودة بعد عدة أيام. وغادر بسام السوهيوني، رئيس مجلس الشورى، المجموعة في ذلك الوقت.