أيمن سلامة يكشف هل أزمة سد النهضة نزاع دولي

يعقد مجلس الأمن الدولي، بعد غد الإثنين، جلسة مفتوحة لمناقشة أزمة سد النهضة بطلب من الرئاسة الفرنسية واستجابة للطلب المصري، الذي تقدمت به لرئاسة المجلس في التاسع عشر من الشهر الجاري.

وقال الدكتور أيمن سلامة، أستاذ القانون الدولي العام، إن مجلس الأمن جهاز سياسي وليس قضائي أو حقوقي، مضيفا: "يعد تكييف المجلس للموقف أو النزاع الذي يناقشه المجلس يوم الإثنين، وما إذا كان أيا منهما يهدد السلم والأمن الدوليين، هو الباعث الأول لصدور أي مقرر وبأي شكل سواء تأسيساً على الفصل السادس أو الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة".

وأكد سلامة أن المجلس لن يخوض في الفحص الدقيق للمذكرات المختلفة التي قدمتها الدول الثلاثة لتأييد مواقفها أمام المجلس، رغم أن النص الحرفي للمادة الرابعة والثلاثين من ميثاق منظمة الأمم المتحدة، يقرر: (لمجلس الأمن أن يفحص أي نزاع أو أي موقف قد يؤدي إلى احتكاك دولي أو قد يثير نزاعاً لكي يقرر ما إذا كان استمرار هذا النزاع أو الموقف من شأنه أن يعرض للخطر حفظ السلم والأمن الدوليين).

وأضاف سلامة أنه إذا كللت الجهود الحثيثة للدبلوماسية المصرية في أن يكيف مجلس الأمن الخلاف المصري الإثيوبي بأنه (نزاع دولي)، ستعد خطوة إيجابية تستطيع أن تستثمرها مصر لدى مجلس الأمن في قابل الأيام.

يشار إلى أن أروقة مجلس الأمن خلال الأيام الأخيرة شهدت مباحثات مكثفة وتحركات مصرية على أكثر من مستوى لشرح موقفها الخاص بسد النهضة مع الدول أعضاء مجلس الأمن، كما قامت بالتنسيق الوثيق مع فرنسا كونها دولة رئاسة المجلس خلال هذا الشهر.

ونقلت "سكاي نيوز" عن مصادر دبلوماسية بالأمم المتحدة اقتناع مجلس الأمن بوجهة النظر المصرية، وأن استمرار عدم تحقيق تقدم في المفاوضات المرتبطة بسد النهضة مع قيام إثيوبيا بالإعلان بشكل منفرد وأحادي عن اعتزامها ملء السد في شهر يوليو 2020، وضع غير مقبول، ويؤدي إلى حالة يترتب على استمرارها تهديد للاستقرار العالمي.

وبعد قمة إفريقية افتراضية مصغرة مع أطراف أزمة سد النهضة، أمس الجمعة، قال رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فكي، إن قادة مصر والسودان وإثيوبيا اتفقوا على عملية تفاوض برئاسة الاتحاد الأفريقي لحل القضايا العالقة بشأن سد النهضة.

من جانبه، قال السفير بسام راضى، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إنه سيتم أخطار مجلس الأمن بهذه التطورات التي حدثت، مشيراً إلي أن أجواء القمة كانت إيجابية وبناءة للغاية، مؤكداً أنه تم الاتفاق علي تشكيل لجنة فنية حكومية من الدول الثلاث وقانونين واطراف دولية والاتحاد الافريقي.

وبدوره، أكد رئيس الحكومة الانتقالية في السودان، عبد الله حمدوك، أن الخرطوم والقاهرة وأديس أبابا، توصلوا إلى اتفاق خلال القمة الإفريقية الافتراضية المصغرة، أمس الجمعة، بأن يتم تأجيل ملء خزان سد النهضة إلى ما بعد التوقيع على اتفاق.