الأربعاء 24 أبريل 2024 الموافق 15 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

في ذكرى إعلان الجمهورية.. لماذا سارعت ثورة يوليو بإلغاء الملكية؟

مجلس قيادة الثورة-
مجلس قيادة الثورة- الملك فاروق

"البعض كانوا يتوقعون أن يكون إعلان الجمهورية بمناسبة انقضاء عام على الثورة، فلماذا عجلتم بهذا القرار؟".

كان ذلك سؤالا وجهه رئيس وكالة الأنباء المصرية إلى البكباشى جمال عبد الناصر، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، في اليوم التالي مباشرة على إعلان مجلس قيادة ثورة 23 يوليو إلغاء الملكية في مصر.

وكان اللواء محمد نجيب، قد أعلن قيام النظام الجمهوري وإلغاء الحكم الملكي في 18 يونيو 1953، ليسدل الستار على فترة طويلة من طبيعة الحكم في مصر، تولت فيها أسرة محمد علي السلطة.


67 سنة بالضبط هي عمر النظام الجمهوري في مصر، وهو تغيير سياسي قد يعتبره البعض شكليا، لكنه يرسخ لمفاهيم جديدة في الحكم والعلاقة بين الشعب والسلطة، بخلاف النتيجة المهمة بأن يكون الحاكم من أبناء البلد على عكس ما كان سائدا قبل ذلك.

وكانت الثورة قد سمحت للملك فاروق بمغادرة البلاد في 26 يوليو 1952 بعد أن وقع على وثيقة تنازل عن العرش لنجله أحمد فؤاد الثاني، ومن ثم تشكل مجلس وصاية، واحتفظت الملكية ببقائها ولو شكليا طوال نحو عام إلى أن صدر القرار التاريخي بسقوط الملكية.


وإذا عدنا إلى حوار "عبد الناصر" مع وكالة الأنباء في يوم 19 يونيو 1953، نجده يشرح أسباب إعلان الجمهورية قائلا: "حين قمنا بثورتنا هذه باسم الشعب لم يكن هدفنا شخصاً معيناً فحسب؛ إنما كنا ندرك تمام الإدراك أن العلة الكبرى هى ذلك النظام الفاسد الذى فرضته على البلاد قسراً أسرة دخيلة عليها وعلى تقاليدها".

وويضيف "عبد الناصر" متحدثا عن الملكية: "كان هذا النظام يعلم تماماً مبلغ اتساع الهوة بينه وبين الشعب، فأراد أن يبقى سلطانه بحكم مطلق غاشم، ويدعمه بالاستناد إلى عنصر أجنبى آخر، فانتهز الفرصة الموالية له ودعا الجيش البريطانى منذ سبعين عاماً؛ ليسند عرشاً متهالكاً تحت سخط المصريين".

ويتابع وزير الداخلية آنذاك أنه "منذ ذلك الحين قامت علاقة وثيقة - على أساس المصلحة المشتركة المتبادلة - بين هذين الغريبين، وضحيتها الأولى الشعب المصرى. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل عمل الاثنان على أن يجعلا من الإقطاع كذلك قوة يعتمدان عليها".

لكل هذه الأسباب – والحديث على لسان جمال عبد الناصر- "قمنا والشعب بالثورة، وطردنا الطاغية، وحطمنا الإقطاع، وبعد ذلك صار لزاماً علينا أن نقضى على النظام الغريب الفاسد، ومن هنا كان زوال الملكية أمراً محتوماً".


ويفسر "عبد الناصر" التسريع بقرار إعلان الجمهورية كالتالي: "أردنا أن نسرع بالاستجابة إلى الإرادة الشعبية حتى نضع حداً نهائياً لأى وساوس قد تدور بخلد البعض. وأكثر من هذا فلا ريب أن تصحيح الأوضاع بأن يكون على رأس الدولة المصرية مصرى صميم من أبنائها، مما يقوى مركزها فى نظر العالم الخارجى بأسره".

رغم ذلك، شدد جمال عبد الناصر على أن "كراهيتنا للنظام الفاسد الذى كان سائداً فى مصر ليس معناها أننا نعادى النظام الملكى فى أى بلد خارج حدود أوطاننا".

ووعد "عبد الناصر" بعد ذلك بالتخلص من الاستعمار الأجنبي، وهو ما تحقق بعد ذلك بشهور، كما طالب بأن "نسير بالإنتاج قدماً، وأن نعمل على تحقيق عدالة أوفى من توزيع الثروة القومية؛ حتى يشعر كل مصرى أن لعمله جزاءً عادلاً يتناسب مع إنسانيته".