الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أخبار

كيف تستخدم إثيوبيا سد النهضة للتغطية على اضطرابات الداخل؟.. خبير استراتيجي يرد

الرئيس نيوز

قال الدكتور هاني رسلان، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الوضع الداخلي في إثيوبيا مأزوم إلى حد كبير، إذ تم تأجيل الانتخابات التي كان مقرراً لها في أغسطس القادم إلى أجل غير مسمى.

وأوضح رسلان في تصريحات لــ"الرئيس نيوز"بدا واضحاً أن انتخابات أغسطس كان سينتج عنها اضطرابات واسعة النطاق في إثيوبيا، وأنه ليس من المضمون أن يفوز بها رئيس وزراء إثيوبيا، آبي أحمد، لذلك انتهز ظهور كورونا لتأجيل الانتخابات إلى أجل غير مسمى".

 أزمة دستورية تنذر بحرب أهلية في إثيوبيا

وأضاف: "تأجيل الانتخابات خلق أزمة دستورية، إذ أن الحكومة الإثيوبية تنتهي مدتها في أكتوبر القادم، لذا قام رئيس الوزراء الإثيوبي بتفسير جديد للدستور يسمح له بالبقاء في السلطة إلى فترة طويلة قادمة، وهو ما كان محل رفض من الأحزاب المعارضة".

وفي سياق متصل، أشار مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إلى مشكلة إقليم (التيجراي)، الذي قرر خوض الانتخابات الداخلية ضد إرادة الحكومة الإثيوبية، لافتاَ إلى أن هذا القرار قد يفضي إلى إضرابات واسعة ربما تصل إلى مستوى الحرب الأهلية.

وزاد رسلان: "هناك احتقان بين إقليم التيجراي وإقليم الأمهرة، وأيضاً داخل إقليم الأورومو، حيث الأغلبية داخل هذا الإقليم الذي ينتمي إليه آبي أحمد، تقف ضده وتعتبر أنه يجهض طموحاتها في حق تقرير المصير وبناء وطن للأورومو".

آبي أحمد يستخدم قضية سد النهضة في الهروب

وأكد: "رئيس وزراء إثيوبيا يستخدم قضية سد النهضة في الهروب إلى الأمام، ومحاولة إيجاد قضية خارجية تطغى على هذه الإضطرابات الداخلية، وتساهم في توحيد الصف الداخلي من ورائه".

ووصف رسلان سلوك آبي أحمد في التعامل مع أزمة سد النهضة بأنه "غير مسؤول" لأنه يضع المنطقة على حافة الصراع، مشدداً على أن هذا الصراع سيكون مخلفاً لكل شعوب الدول الثلاثة"مصر والسودان وإثيوبيا".

 صراع غير مبرر

واختتم: "لا يوجد مبرر موضوعي لدفع الأزمة نحو هذا الصراع لأن كل المطلوب كان البحث عن حل عادل ومتوازن، ولكن رئيس وزراء إثيوبيا يرفض ذلك رفضاً شديداً وبعناد غير مسبوق، وهو ما أدانته السودان والولايات المتحدة الأمريكية، وأصبح هناك رفضاً يتزايد مع تصرفات آبي أحمد".

يشار إلى أن إثيوبيا طلبت في فبراير 2018، تأجيل انعقاد الاجتماع الثلاثي بشأن سد النهضة الذي كان مقرراً له الانعقاد في الخرطوم، وذلك بعد استقالة رئيس الوزراء الإثيوبي، هايلي مريام ديسالين، والترتيب لتعيين خلفاً له، وهو ما استجابت له الحكومة السودانية في ذلك الوقت، ولكن مصر أكدت في رد على ذلك التأجيل بأنها تتطلع لأن يتم الالتزام بالإطار الزمني الذي حدده القادة لحسم الخلافات الفنية القائمة. 

وأضاف الخارجية في بيان أن "قضية سد النهضة تمس مصالح شعوب الدول الثلاث، وأن التنفيذ الدقيق لتكليفات القادة يقضي باعتبار مصالح شعوب الدول الثلاث مصلحة لدولة واحدة وشعب واحد، الأمر الذي يقتضي التحرك العاجل للتوصل إلى حلول تحفظ مصالح الجميع".