الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"يشتمني في زفة ويصالحني في عطفة!".. عرفات يستدل بمثل مصري لإحراج إسرائيل

ياسر عرفات- بيل كلينتون-
ياسر عرفات- بيل كلينتون- إسحق رابين

في الوقت الذي غالبا ما تكون فيه المواقف الطريفة في الحياة العادية دليلا على التلطف، فإنها ليست كذلك دائما في عالم السياسة، إذ تأخذ أبعادا أكبر من مجرد كونها دعابة، لتصبح تعبيرا عن واقع العلاقات الدولية.

مثال على ذلك هذه القصة التي وقعت في البيت الأبيض بين الرئيس الأمريكي بيل كلينتون والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين.

ويروي الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل في كتابه "المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل"، الجزء الثالث، كواليس ما حدث في أثناء توقيع "اتفاقية إسلو" بين منظمة التحرير الفلسطينية وبين دولة الاحتلال الإسرائيلي.


كان ذلك في يوم 13 سبتمبر 1993، وتحديدا قبل دقائق من توقيع الاتفاق أمام كاميرات التلفزيون، عندما اختلى "رابين" بـ"كلينتون" في صالة انتظار بالبيت الأبيض، قبل وصول "عرفات" طالبا من الرئيس الأمريكي، ألا يتضمن الاحتفال أي عناق أو قُبل أو حتى مصافحة بينه وبين ياسر عرفات.

كانت حجة "رابين" أنه يخشى من ردة الفعل في إسرائيل، لكن "كلينتون" صارحه بأنه لا مفر من المصافحة بالأيدي، حتى يبدو أن "مشهد السلام" حقيقيا بين الطرفين.

بعد ذلك، وصل عرفات وتوجه "كلينتون" لاستقباله، و دخل رئيس منظمة التحرير إلى القاعة وبادر بمد يده إلى "رابين".

ويروي حسنين هيكل أن "عرفات" وجه كلامه إلى "رابين" قائلا: "إنني أريد أن أقيم معك سلام الشجعان، وأنت وأنا قادران على ذلك، فنحن نستطيع أن نتحدث كجندي إلى جندي".

لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بدا ممتعضا ولم تعجبه العبارة، وهمس إلى الرئيس كلينتون قائلا له في تعجب: "هل سمعت هذا يا سيدي الرئيس؟ جندي لجندي"، ثم أخذ يهز رأسه يمينا ويسارا.


وجاء الدور على الحدث الرئيسي وهو توقيع الاتفاق أمام العالم في حديقة البيت الأبيض، وهنا ظهر الامتعاض مرة أخرى عندما مدّ ياسر عرفات يده لرابين، وتردد الأخير لومضة قبل أن يعطيه يده وهو لا يزال ممتعضا.

وفي أثناء عودة الثلاثة إلى البيت الأبيض، راح ياسر عرفات يشرح لبيل كلينتون أنه قصد أن تكون المصافحة بينه وبين إسحق رابين علنية.

وكزيادة في الشرح، ترجم "عرفات"، الذي كان مولعا بمصر، للرئيس الأمريكي المثل المصري الشائع القائل: "يشتمني في زفة ويصالحني في عطفة"، في إشارة إلى أن "رابين" لا يظهر ما يبطنه.