السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

قرار غير مسبوق من "الظاهر لإعزاز دين الله" بشأن أقباط مصر

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

من بين خلفاء العهد الفاطمي في مصر، ثمة واحد منهم لا يتردد اسمه كثيرا، وهو أبو الحسن علي ابن الحاكم بأمر الله، أو "الظاهر لإعزاز دين الله" بحسب لقبه آنذاك، والذي يوافق اليوم ذكرى وفاته في 13 يونيو 1036.

تولى "الظاهر" الحكم في الفترة من 1021 إلى 1036 ميلادية، وكان الخليفة الفاطمي السابع، تولى الحكم بعد الاختفاء الأسطوري لأبيه "الحاكم بأمر الله"، ثم خلفه ولده "المستنصر بالله".

ومن بين سياسات الظاهر لإعزاز دين الله طوال فترة حكمه تبرز مواقفه كخليفة مسلم تجاه المسيحيين آنذاك، وهو ما كشفه المؤرخ جاك تاجر في كتابه المهم "أقباط ومسلمون منذ الفتح العربي إلى عام 1922".

يقول المؤلف إن في عام 1027 م، أي بعد ست سنوات من توليه الحكم، وقع "الظاهر" هدنة مع بلاد الروم، فأصبح يُخطب له فيها، وترتب على ذلك أيضا أن أعاد الخليفة الفاطمي كنيسة القيامة بالقدس للمسيحيين.

لكن الشيء اللافت الذي فعله "الظاهر" هو أنه أذن لمن تظاهر باعتناق الإسلام في أيام أبيه "الحاكم" أن يعود إلى المسيحية.

ويشرح المؤلف أن "الظاهر" أصدر قرارا قال فيه: "إن الدخول في الإسلام يجب أن يكون اختياريا لا تحت تأثير القوة"، مصرحا بمقتضى ذلك للنصارى بالعودة إلى عقيدتهم الأصلية.

ويعلق "تاجر" على هذا التسامح من الظاهر لإعزاز دين الله قائلا إن هذا الموقف لعله فريد من نوعه في تاريخ الإسلام، معتبرا أنه أهم حدث في عهد ذلك الخليفة الفاطمي.

ويضرب مثالا على ما حدث قائلا إنه "عاد من بلاد الروم جماعة من النصارى الذين أسلموا وتظاهروا بالنصرانية، ولم يتعرض لهم أحد".

ويشير إلى أن الخليفة أخذ من هؤلاء وممن عاد من النصارى بمصر عن الإسلام، الجزية من السنة التي انتهى استخراجها منهم إلى السنة التي عاد فيها كل واحد منهم.

بالإضافة إلى ذلك، سمح "الظاهر" للأقباط بالاحتفال بعيد الغطاس، وبأن يقيموا الملاهي العامة بهذه المناسبة، لذلك فإنهم استعادوا شيئا من الثقة والطمأنينة في هذا العهد.