الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

رأي حاسم من محمود درويش في التطبيع مع إسرائيل

الشاعر الفلسطيني
الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش

من فرط شهرته ورمزيته كممثل ثقافي للقضية الفلسطينية، فإن أي همس حول الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش يتحول سريعا إلى صخب.

شيء من هذا القبيل حدث مؤخرا، بسبب مقال نشره الشاعر السوري سليم بركات، الذي كان على معرفة بـ"درويش"، قال فيه الشاعر الفلسطيني الراحل له ابنة غير شرعية رفض الاعتراف بها.

وبعيدا عن الجدل الدائر منذ أيام حول كلام "بركات"، فإن الثابت من سيرة محمود درويش، لعبه أدورا سياسية مهمة في منظمة التحرير الفلسطينينة، وصداقته مع الزعيم الراحل ياسر عرفات، إلى جانب دوره الشعري البارز كمعبر عن معاناة شعبه وحلم تحقيق الدولة المستقبلة.

وفي حوار أجراه مع مجلة "نصف الدنيا"، في يونيو 1995، نجد تصريحات لمحمود درويش عن مستجدات القضية الفلسطينية آنذاك، بعد سنتين من توقيع اتفاقية أوسلو التي رفضها وخرج بسببها من منظمة التحرير.

وردا على سؤال "كيف تنظر كمثقف فلسطيني إلى الدعوة إلى التطبيع مع إسرائيل.. ورفضها؟"، أجاب قائلا: "أنا لست مع التطبيع وخصوصا أن إسرائيل تماطل في الحقوق".
وأضاف: "أعتبر أن هذه الزيارات التي يقوم بها المثقفون (العرب) لإسرائيل تعطي الكثير من الترويج والدعاية لإسرائيل لأنهم لم يقدموا بعد ثمنا لهذا التطبيع".

وبالنسبة إلى إمكانية "التفاعل مع الشعب الإسرائيلي والاندماج معه"، رأى محمود درويش أنه إذا حدث في يوم ما تطبيع فعلي وتداخل مع الشعب الإسرائيلي فإنه يعتقد أن الإسرائيليين هم الذين يجب أن يذوبوا في العرب، لأن العرب 200 مليون مواطن بينما يبلغ عدد الإسرائيليين 3 ملايين فقط (آنذاك).

تعليقا على التصريح الساخر الذي أطلقه رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إسحق رابين، متسائلا عن "موعد انضمام إسرائيل لجامعة الدول العربية"، قال "شاعر القضية" فيما يبدو أنه سخرية بسبب استحالة الأمر: "إذا انطبقت عليكم شروط ميثاق الجامعة والتزمتم ببنودها فيمكنكم الانضمام إليها"، قبل أن يضيف: "ولا أعتقد أن هذا من الممكن وأظن أن تصرفات القدس تنطق بما يفعلون".

ولخص محمود درويش قضية الشعب الفلطسني التاريخية بكلمات إنسانية شاعرية قائلا: "يحلم أن يعيش على أرضه ووطنه مثل كل الشعوب وهو حلم بسيط، والحلم في ذاته لم يتقلص".

وتابع متحدثا بلهجة تأخذ في اعتبارها الأمر الواقع: "الوصول إلى الحل المعقول هو المطلوب، وهو يشمل التعامل مع الأمر الواقع وهو أصبح يميز بين كون كل فلسطين الوطني وبين إمكانية أن يقيم دولة مستقلة على جزء من أرض وطنه".

ثم ختم كلامه في هذه النقطة مشترطا لكي ينجح التعايش مع دولة إسرائيل على أرض فلسطين أن يعيش الفلسطيني والإسرائيلي على أسس العدالة والمساواة.