الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

تركيا تتأهب للحصول على الدفعة الثانية من "إس-400"

الرئيس نيوز

عاد ملف استيراد تركيا لمنظومة صواريخ (إس-400) للدفاع الجوي روسية الصنع إلى الواجهة مجددًا؛ إذ قال رئيس إدارة الصناعات الدفاعية التركية إسماعيل ديمير، اليوم الاثنين، إن روسيا وتركيا اتفقتا مبدئيا على توريد الوجبة الثانية من المنظومة الدفاعية.
وتهدد أمريكا تركيا بعقوبات عسكرية واقتصادية، إذا ما أصرت على الاستمرار في مباحثات الحصول على المنظومة الدفاعية الروسية. وعاقبت واشنطن أنقرة بحرمانها من الحصول على مقاتلات (إف-35)، فضلًا عن حرمانها من المشاركة في برنامج تصنيعها، ولوحت بعقوبات أخرى اقتصادية.
ورجح خبراء أن تتوصل تركيا إلى اتفاق مع واشنطن بعدم تشغيل المنظومة الدفاعية، وبالتالي تكون بذلك قد تفادت الغضب الروسي من عدم إتمام الصفقة، وكذلك الغضب الأمريكي، جراء حصول اللأتراك على المنظومة الدفاعية المثيرة للجدل. 

الدفعة الثانية

وقال ديمير في مقابلة مع تلفزيون "أن تي في": "لدينا اتفاق أساسي بشأن توريد الدفعة الثانية من منظومة إس- 400 الروسية، وتوجد بعض المسائل الفنية بشأن عمليات النقل".
أضاف رئيس إدارة الصناعات الدفاعية التركية، أن أنقرة مهتمة بمقترحات لشراء أنظمة الدفاع الجوي باتريوت ويوروسام.
وفي وقت سابق قال إبراهيم قالين، السكرتير الصحفي للرئيس التركي، إن توريد أنظمة الصواريخ الروسية المضادة للطائرات من طراز إس-400 إلى تركيا سيستمر، على الرغم من التأخير بسبب جائحة كورونا.
وتم توقيع اتفاقية توريد “إس-400” إلى تركيا في ديسمبر 2017، بأنقرة. وتحصل تركيا بموجبها على قرض من روسيا لتمويل شراء المنظومة جزئياً.
وتسببت الصفقة بأزمة في العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة، وطالبت واشنطن بالتخلي عن الصفقة مقابل شراء منظومات باتريوت الأمريكية، مهددة بتأخير أو إلغاء بيع أحدث المقاتلات من طراز إف-35 إلى تركيا. ومع ذلك، رفضت أنقرة تقديم تنازلات.

لعب بالنار

الخبير الاستراتيجي، اللواء متقاعد حمدي بخيت، قال لـ"الرئيس نيوز" في تصريحات سابقة، إن ما تقوم بها تركيا بخصوص منظومة (إس-400) عبث بالعلاقات الدولية، وأي نظام يبني استراتيجيته على ذلك النحو يفقد المصداقية والقبول في المجتمع الدولي، وتابع: "أردوغان حاول إرضاء روسيا بشراء المنظمة الدفاعية، وحاول في ذات الوقت ابتزاز الغرب بتلك المنظومة لحصد مكاسب وأهداف شخصية". 

لفت الخبير الاستراتيجي إلى أن ما يعزز فكرة أن أردوغان يجري مناورات سياسية لجني مكاسب شخصية؛ أن بلاده ليست بحاجة إلى المنظومة الدفاعية الروسية في الوقت الحالي، وأن الحنكة السياسية إن وجدت كانت تقتضي إرجاء شرائها على الأقل في الوقت الحالي، وتابع: "تركيا اشترت بالفعل المنظومة الدفاعية، ولا يهم متى ستبدأ في تشغيلها، المنتظر حاليًا التداعيات من وراء تشغيلها". موضحًا أنه على الجميع أن يدرك أن تلك المنظمة لا تؤثر من قريب أو بعيد على أمننا القومي المصري.

وبسؤال اللواء بخيت عن إمكانية أن تقوم تركيا ببيع منظمة (إس-400) إلى دولة أخرى، على غرار ما حدث بين روسيا وفرنسا، حينما اتفقوا على بيع حاملتي الطائرات من طراز ميسترال إلى مصر بسبب العقوبات "الأوروبية – الأمريكية" على روسيا، قال الخبير الاستراتيجي الأمر مختلف تمامًا؛ فالمسترال بيعت إلى مصر بعدما توصلت موسكو مع باريس إلى حل وسط يحفظ حقوق روسيا، وهو أنها خيرت فرنسا بيع حاملتي الطائرات إما إلى مصر وإما إلى الهند، واختارت باريس مصر، التي سددت بدورها كلفة الحاملتين إلى روسيا.