الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

هل تغرد روسيا منفردة وتعزز استراتيجيتها في ليبيا؟

الرئيس نيوز

تعكس زيارة نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي أحمد معتيق ووزير خارجية حكومة فايز السراج محمد طاهر سيالة إلى موسكو مخاوف متزايدة من تدخل روسيا المتزايد في ليبيا لصالح الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر. ويأتي الوجود المتزايد لروسيا في ليبيا. وهناك تكهنات أثارتها صحيفة موسكو تايمز بأن مهمة معيتيق وسيالة في موسكو كانت لإقناع روسيا بأن حكومة السراج لا تشكل تهديدًا لمصالحها في ليبيا من خلال محاولة إغرائها باتفاقيات اقتصادية مقابل التخلي عن هدف إنشاء قاعدة روسية في وسط أو شرق ليبيا.

إغراءات اقتصادية

وقالت الصحيفة الروسية إن المسؤولين الليبيين إذا نجحا في مهمتهما ، فسيقدمان خدمة مهمة للولايات المتحدة، التي وجهت انتقادات مؤخرًا لتدخل موسكو المتزايد في ليبيا. اتهمت القيادة الأمريكية الإفريقية (أفريكوم) والسفير الأمريكي في ليبيا روسيا مؤخرًا بدعم الجيش الوطني الليبي بمقاتلين من مجموعة فاجنر والطائرات العسكرية.
أفادت وسائل الإعلام الليبية أن الزائرين الليبيين حاولا بالفعل إغراء موسكو بتعهدهما بسداد ديون ليبيا بالكامل لروسيا منذ عهد الاتحاد السوفييتي السابق، والتي تبلغ حوالي 7 مليارات دولار، بالإضافة إلى منح امتيازات التنقيب عن النفط والغاز للشركات الروسية.
لكن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قال إن استمرار احتجاز مواطنين روس من قبل حكومة السراج يشكل عقبة أمام أي تفاهم بين موسكو والسراج. وتستطيع روسيا التعامل مع كافة الأطراف في الأزمة الليبية ، مما يعرض مصالح الولايات المتحدة والغرب للخطر.

انقسام في الناتو

بيد أن دول الناتو منقسمة حول كيفية التعامل مع ليبيا. تدعم تركيا والولايات المتحدة حكومة السراج  بينما تدعم فرنسا واليونان الجيش الوطني الليبي. وهناك تقارير متضاربة بشأن القاعدة العسكرية في الخطة الروسية التي حذرت منها أفريكوم. يقول البعض إن روسيا ستسعى على الأرجح للسيطرة على قاعدة الجفرة في وسط ليبيا، والتي وصفها البعض بأنها أهم قاعدة عسكرية في البلاد، بينما يرى البعض الآخر أنها ستسعى إلى إنشاء قاعدة عسكرية في مدينة طبرق في المنطقة الشرقية.
كما لا يستبعد المراقبون التنسيق بين بهدف إقناع الجيش الوطني الليبي بأن يطلب البرلمان الليبي مساعدة موسكو مباشرة من أجل إضفاء الطابع الرسمي على تدخل روسيا وإضفاء الشرعية عليه. 
الجدير بالذكر أن برلمان طبرق هو كيان تمثيلي قانوني معترف بها دوليًا تم إنشاؤها وفقًا لأحكام اتفاقية الصخيرات، ويتمتع بشرعية مطلقة وهذا هو السبب في أنه من المتوقع أن تدفع روسيا لانعقاده في وقت قريب جدًا من أجل الحصول على موافقته على تدخل موسكو المباشر. سيكون هذا، إذا حدث، مشابهًا لتوقيع تركيا على اتفاقية التعاون العسكري وترسيم الحدود البحرية مع حكومة الوفاق الوطني في طرابلس، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة آراب ويكلي اللندنية.
ولفتت الصحيفة إلى أن الآونة الأخيرة ، شهدت علامات على التقارب بين رئيس البرلمان عقيلة صالح وموسكو. وأظهر شريط فيديو لاجتماع صالح مع زعماء القبائل في مدينة القبة الشرقية يحمل وثائق قال إنها تقارير من موسكو تقول له إن "الوضع على وشك الانهيار" في المنطقة الغربية بسبب غياب الدولة.