الخميس 18 أبريل 2024 الموافق 09 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

خبراء: التدخل العسكري في ليبيا يتنافى مع سياسة مصر.. ولا بد من طرح مبادرات سياسية

الرئيس نيوز

بعد تغييرات ميدانية على الساحة الليبية خلال الفترة الأخيرة، أدت إلى إعادة الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، تمركزاته إلى ما قبل انطلاق عملية طوفان الكرامة لتحرير العاصمة طرابلس من الإرهاب في أبريل 2019، استضافت القاهرة اجتماعاً بين حفتر ورئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح لتقريب وجهات النظر والدفع نحو إيجاد حلول سياسية للبلد الغارق في الفوضى منذ 2011.

وقال الدكتور سامح راشد، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن التغيرات ومتجدات الأوضاع في ليبيا تدعو بقوة إلى مراجعة الموقف وتقييمه، بهدف عمل كشف حساب موضوعي وتحديد أسباب الوصول إلى الوضع الراهن.

مواقف الدول الكبرى

وأضاف في تصريحات لـ"الرئيس نيوز": "مطلوب إعادة النظر في إدراك وتقييم سياسات الأطراف الأخرى، حيث أن مواقف القوى الكبرى لم تكن واضحة خلال الفترة الماضية، وكانت تحتاج إلى رؤية أكثر تعمقاً وتشككاً في نوايا هذه الأطراف، والمقصود هنا الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا".

وأوضح: "مواقف الولايات المتحدة خلال العامين الماضيين كانت ملتبسة ومربكة ومتغيرة سريعاً، إذ تعلن في بعض الأحيان تأييدها لـ"حفتر" في مكافحة الإرهاب وتارة تعلن تأييد حكومة الوفاق بصفتها حكومة شرعية".

وتابع: "الموقف الروسي في المقابل، لم يكن ثابتاً أو لم يتبنى موقفاً واحداً أو سياسةً واضحة، بدليل تنسيق موسكو مع تركيا خلال الستة أشهر الماضية أو على الأقل وجود حد أدنى من التفهم الروسي والقبول لتحركات تركيا في ليبيا".

الموقف العربي والمصري

وأكد: "كان يجب على الدول العربية، خاصة مصر وهي الأكثر تضرراً وتأثراً من الأوضاع في ليبيا، أن تحسن وتجيد تقييم وقراءة مواقف الدول الكبرى خصوصاً روسيا والولايات المتحدة، باعتبار أن مواقف هاتين الدولتين السبب في التحولات التي حدثت في ليبيا خلال الفترة الأخيرة، وذلك لصمت واشنطن ومباركتها لتحركات أنقرة الأخيرة من جهة وتردد الموقف الروسي من جهة أخرى".

مبادرات مصرية

وأشار: "في ظل الاختلال الميداني الأخير في ليبيا، مطلوب من السياسة المصرية تعديل تكتيكي باتجاه الدفع لحلول سياسية وطرح مبادرات سياسية والتنسيق مع الأطراف الأوروبية خصوصاً ألمانيا وإيطاليا لإحياء مسار مؤتمر برلين أفضل السبل لتدراك تدهور الموقف الليبي".

وأتم: "بالتوزاي مع الدور السياسي لمصر، لا بد أن يكون هناك بحث عن شخصية أو كيان أو تركيبة وتحالف قبلي أو طرف داخلي في ليبيا، يحقق التوازن في مواجهة طرابلس، بما يخدم مصالح وأمن مصر لأن الرهان على حفتر استنفذ كل الفرص الممكنة".

مبدأ السياسة الخارجية

على صعيد العسكري، قال اللواء علاء عزالدين، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في القوات المسلحة السابق، إن عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، مبدأ رئيسي في السياسة الخارجية المصرية.

وأضاف عز الدين في تصريحات لـ"الرئيس نيوز": "هناك قرار أممي بمنع تصدير السلاح لأطراف الصراع في ليبيا، ومصر ملتزمة به".

وتابع: "مصر دائماً تدعو للحلول السلمية بين الأطراف، إذ أن الأوضاع في ليبيا تؤثر على الأمن القومي المصري، وهناك بعض الدول تحاول التهدئة بين أطراف الصراع الليبي من ضمنهم مصر".

عبء تأمين الحدود

وأتم: "الموقف في ليبيا ملتبس، ومصر تراقب الأوضاع هناك بدقة، وتتولى حماية الحدود المشتركة مع ليبيا، وتتحمل العبء الأكبر في ذلك، إذ أن الجيش الليبي ظروفه لا تؤهله للقيام بذلك في الفترة الحالية، ويقوم الجيش المصري بحماية الأراضي المصرية من تسلل أي عناصر إرهابية إلى مصر من شأنها خلق حالة من عدم الاستقرار".