الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

رغم اتفاق السلام.. أمريكا تعاود استهداف "طالبان".. وخبير: متفق عليها

الرئيس نيوز

بضربتين جويتين في ولايتين مختلفتين، نفذت مقاتلات أمريكية هجومين على أهداف تتبع حركة "طالبان" المتشددة، والتي أبرمت واشنطن اتفاق سلام معها فبراير الماضي وصف بأنه تاريخي؛ لكونه ينهي نحو عقدين من الاقتتال بين الطرفين في أفغانستان.

بررت أمريكا الضربتان بأن الحركة شنت هجمات دموية على حلفائها في كابول (في إشارة إلى القوات الحكومية الأفغانية) وأسقطت منهم قتلى، لكن الباحث في الحركات الأصولية، مصطفى أمين يقول لـ"الرئيس نيوز": "واشنطن لن تعكر صفو اتفاقها التاريخي مع طالبان؛ لذلك من المرجح أن تكون الضربتان بتنسيق مع الحركة لحفظ ماء وجه أمريكا أمام حلفائها في كابول، وحتى لا يقول خصوم الرئيس دونالد ترامب، إن الاتفاق سلم حلفاء أمريكا إلى الحركة المتشددة".
يبرر أمين موقفه بالقول: "حركة طالبان لم تعلن سقوط قتلى لها جراء الضربة الأمريكية، ولو أن الضربتين أوقعتا قتلى في صفوف طالبان ما صمتت الحركة ولكانت ردت عليهم باستهدافات سواء لمقرات التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا في أفغانستان أو للمقرات الأمنية التابعة لحكومة كابول". 
وحتى اليوم السبت، لم يرد أي تعليق من الحركة، بشأن استهدافها بضربات عبر مقاتلات أمريكية. وباتت الحركة المتشددة تسيطر على مساحات ومدن كبرى في أفغانستان، إلى الدرجة التي تصل لنحو 85 % من مساحة أفغانستان.  


اتفاق تاريخي بين أمريكا وطالبان

وينص الاتفاق بين واشنطن وطالبان على انسحاب القوات الأمريكية من البلاد مقابل ضمانات أمنية يقدمها المتمردون تمهيداً لمفاوضات بين الأطراف الأفغانية المتحاربة. وقد غادر بالفعل آلاف الجنود الأميركيين. وقال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية الشهر الماضي إن عدد الجنود الذين لا يزالون في أفغانستان يبلغ نحو 8500 عنصر.
بحسب الاتفاق، تعهدت واشنطن والمتمردون بعدم استهداف كل منهما الآخر. وبالفعل امتنعت طالبان بشكل كبير عن شن هجمات عنيفة على مدن أفغانية منذ التوقيع على الاتفاق، لكنها واصلت استهداف القوات الأفغانية، الأمر الذي رد عليه البنتاجون خلال مايو أنه سيواصل تنفيذ ضربات دفاعية ضد طالبان عندما تهاجم شركاء واشنطن الأفغان.


أمريكا تقصف طالبان لأول مرة منذ اتفاق السلام

بدوره، غرد المتحدث الأميركي سوني ليغيت، عبر موقع "تويتر" أن الضربتين نُفذتا الخميس والجمعة في ولايتين مختلفتين في أفغانستان. وأضاف أن هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها الولايات المتحدة طالبان "منذ بدء سريان وقف إطلاق النار لمناسبة عيد الفطر". وأضاف: "نكرر، يجب على كل الأطراف أن تخفف العنف للسماح بترسيخ عملية السلام".
وقتل عشرة عناصر من القوات الأفغانية في هجوم منفصل استهدف عربة هامفي، وفق وزارة الداخلية التي وجهت أصابع الاتهام إلى حركة طالبان. وكانت طالبان أعلنت بشكل مفاجئ وقفاً لإطلاق النار مع القوات الأفغانية لمناسبة عيد الفطر انتهت مهلته في 26 مايو.
ومذاك، انخفض مستوى العنف بشكل عام في أنحاء البلاد، في حين أكدت الحكومة الأفغانية أنها مستعدة لبدء محادثات السلام التي طال انتظارها مع المتمردين.
وبدأ مبعوث الولايات المتحدة لعملية السلام في أفغانستان زلماي خليل زاد جولة جديدة الجمعة للقاء طالبان في الدوحة والحكومة الأفغانية في كابول. وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان إن "هدفه الرئيس" هو "التوصل إلى اتفاق بين الأطراف الأفغانية بشأن الخطوات العملية التالية اللازمة لبدء المفاوضات الأفغانية بنجاح". وسيتوجه خليل زاد أيضاً إلى إسلام آباد.